يزور أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني الإمارات الخميس مرفوقا بمسؤولين كبار في القطاعات الاقتصادية والمصرفية والأمنية، وفق ما أفاد موقع "نور نيوز" الإخباري التابع للمجلس، فيما تأتي هذه الزيارة على وقع تهدئة بين إيران ودول الخليج بعد اتفاق المصالحة الدبلوماسية بين طهران والرياض.
ويتوجه المسؤول الإيراني إلى أبوظبي تلبية لدعوة رسمية من نظيره الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان لبحث قضايا ثنائية وإقليمية ودولية، في خطوة تعكس الجهود الإماراتية الهادفة إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة.
وشارك شمخاني الأسبوع الماضي في محادثات بوساطة الصين أسفرت عن استئناف السعودية وإيران العلاقات الدبلوماسية بعد تعليقها منذ 2016، في حين تتزامن أنباء الزيارة مع تصريح وزير المالية السعودي محمد الجدعان اليوم الأربعاء بأن الاستثمار السعودي في إيران يمكن أن يحدث بسرعة كبيرة بعد اتفاق الأسبوع الماضي. وقال خلال منتدى القطاع الخاص الأول لصندوق الثروة السيادي السعودي إن "هناك الكثير من الفرص المتاحة في إيران".
وتسلط زيارة أمين مجلس الأمن القومي الإيراني إلى الإمارات الضوء على تنامي العلاقات بين طهران وأبوظبي منذ أن أعادت الإمارات سفيرها إلى إيران في سبتمبر/أيلول، بعد خفضها مستوى العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية لأكثر من ست سنوات.
وكان وزيرا الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان والإيراني حسين أمير عبداللهيان قد ناقشا في يوليو/تموز الماضي سبل تعزيز العلاقات بين البلدين.
وأشار الشيخ عبدالله بن زايد آنذاك إلى "حرص دولة الإمارات على تعزيز أمن واستقرار المنطقة وتلبية تطلعات شعوبها إلى التنمية والازدهار ودعمها لكافة الجهود المبذولة في هذا الصدد".
وتأتي هذه التطورات بينما أعلنت الصين التي استضافت الجولة الأخيرة من المباحثات السعودية الإيرانية اليوم الأربعاء بدء تدريبات بحرية مشتركة في خليج عمان مع البحريتين الروسية والإيرانية وهذه التدريبات التي ستستمر حتى يوم الأحد هي الرابعة من نوعها منذ أن بدأت الدول الثلاث مثل هذه العمليات في عام 2019.
وخفضت الإمارات العلاقات مع إيران بعد أن قطعت السعودية علاقاتها مع طهران في يناير/كانون الثاني 2016 بسبب اقتحام محتجين إيرانيين السفارة السعودية بالعاصمة الإيرانية بعد أن أعدمت الرياض رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر المدان في قضايا تتعلق بالإرهاب.
وأبقت الإمارات التي تقطن فيها جالية إيرانية كبيرة على علاقات اقتصادية مع طهران وسعت إلى الانخراط في حوار معها، رغم بقاء نقاط تباين بين البلدين من أبرزها قضية الجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى، طنب الصغرى وأبوموسى) والمحتلة من قبل إيران.
وكان المستشار الرئاسي الإماراتي أنور قرقاش قد صرح في يوليو/تموز الماضي بأنه "لا يمكن أن يكون العقد المقبل على غرار العقد الماضي"، مشيرا إلى أن "كلمة خفض التصعيد يجب أن تكون هي المفتاح"، مؤكدا أن الإمارات "ليست طرفا في أي محور في المنطقة ضد إيران"
تعليقات الزوار
لا تعليقات