دفعت الجزائر خلال المؤتمر السادس عشر لجبهة البوليساريو الذي يفترض أن يتم خلاله تجديد القيادة وسط صراع أجنحة، بتعزيزات أمنية سرية وبزي مدني لحماية زعيم الجبهة إبراهيم غالي من أنصار التيار المعارض، فيما ذكرت مصادر من داخل مخيم تندوف أنه جرى منع حشود غاضبة من الاقتراب من محيط المؤتمر.
ومن المتوقع أن يتم خلال المؤتمر الذي انطلقت أشغاله أواخر الأسبوع الماضي وسط حضور ضعيف لشخصيات اقليمية ودولية على خلاف المؤتمرات السابقة، التجديد لغالي في ظل غياب بالإكراه للمنافسين بعد تلاعب وشراء ذمم وحملة ترهيب، فيما تريد الجزائر الإبقاء على ضجيج نزاع الصحراء المفتعل، متقدا.
وتوفر الجزائر دعما سخيا لقيادة البوليساريو في محاولة لمنع انهيارها على ضوء ما تعانيه من خلافات داخلية وضغوط خارجية ناجمة عن انحسار داعميها إقليميا ودوليا، بينما تحاول في الوقت ذاته على استدامة النزاع.
وذكرت وسائل إعلام مغربية نقلا عن منتدى دعم الحكم الذاتي في الأقاليم الصحراوية "فورستاين"، أن التحرك الأمني الجزائري جاء لكتم الأصوات المنددة بانتهاكات قيادة البوليساريو وأنه جرى تطويق ما تسميه البوليساريو 'مخيم الداخلة' لمنع أي احتجاجات في محيط مقر المؤتمر.
وتسود منذ فترة طويلة حالة غليان واحتقان داخل مخيم تندوف طالت حتى المجندين في الجبهة الذين منعوا من إيصال أصواتهم المنددة بتعرضهم للتهميش وسط اتهامات للقادة الانفصاليين بالفساد المالي والتكسب من النزاع المفتعل.
وأشار منتدى 'فورستاين' استنادا لمقاطع فيديو وشهادات قال إنها من داخل المخيم، إلى وجود أمني جزائري داخل وخارج خيمة المؤتمر السادس عشر، مؤكدا كذلك أن قيادة البوليساريو قامت من جهتها بتطويق القاعة بعد علمها بحالة الاحتقان والتوتر وهو أمر لم يعد خافيا عليها منذ مدة.
وبحسب تقرير نشره موقع 'هسبريس' المغربي، فإن قادة البوليساريو المتمعشين من النزاع المفتعل والحريصين بدفع جزائري على استمراره حفاظا على مكاسبهم المالية ومصالحهم، يتوجسون منفذ فترة طويلة من انتقال حالة الاحتقان داخل المخيم إلى صفوف المسلحين الذين زج بهم في النزاع بعد أن استغل كبار الانفصاليين تردي أوضاعهم المالية.
وبحسب منتدى 'فورستاين' أعلن مقاتلون صحراويون عبر منصات التواصل الفوري انسحابهم من صفوف ميليشيات جبهة البوليساريو احتجاجا على اقصائهم ومنعهم من حضور المؤتمر الـ16 للجبهة ومنعهم من التعبير عن أرائهم، بينما اقتصر الحضور على من وصفوهم بـ"البلطجية" والنساء لدعم إبراهيم غالي.
ووفق المصدر ذاته انتشر رجال أمن جزائريين بلباس مدني داخل قاعة المؤتمر وخارجها وفي محيطها، بينما تم تطويق المكان بعربات عسكرية.
وينظم المؤتمر الـ16 للبوليساريو تحت شعار "تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة" وهو الشعار الذي يرجح أن جنرالات الجيش الجزائري هم من أعدوه في الغرف المغلقة التي تمسك بملف الصحراء.
ويأتي انعقاد المؤتمر وسط تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر على خلفية ملف النزاع في الصحراء. وقطعت الجزائر فعليا علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة في أغسطس/اب 2021.
وتنتهي مع انعقاد المؤتمر ولاية غالي الذي خلف محمد عبدالعزيز الذي توفي في 2016. وغالي هو أيضا رئيس الكيان غير الشرعي المسمى "الجمهورية العربية الصحراوية"، المعلنة من طرف واحد في عام 1976.
وتدفع الجزائر على أرجح التقديرات للتجديد لغالي الملاحق باتهامات ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق صحراويين، حتى لا تنهار جبهة البوليساريو وسط حالة الاحتقان في مخيم تندوف ونزاع بين المؤيدين لاستمرار زعيم الجبهة الحالي وبين رافض له وللدائرة المحيطة به بسبب تورطهم في فساد مالي والتعامل مع المنتسبين للجبهة الانفصالية حسب الولاءات والمصالح.
تعليقات الزوار
لا تعليقات