أخبار عاجلة

ثلاث سنوات تمر على تلك الانتخابات التي أوصلت تبون إلى رئاسة الجمهورية النكبة الجزائرية

غدا، تمر ثلاث سنوات على تلك الانتخابات التي أوصلت عبد المجيد تبون إلى رئاسة الجمهورية رغم أنف الحراك وفي غياب التوافق الذي كان يقتضيه هذا الحراك بين مختلف القوى السياسية الوطنية. فلننظر، إذاً، في حصاده السياسي تحت شعار «تاريخ مجيد وعهد جديد».

باختصار، لقد حوّلَت رئاسته مناصري الحراك إلى مجرمين وحرية التعبير والمعارضة إلى إرهاب ونحن اليوم نحتفي بمرور 74 سنة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. كما تحولت الممارسة السياسة عندنا إلى صَبْينة (infantilisation) للمواطنين بعد أن أُخرست الأحزاب السياسية وصُيِّرت وسائل الإعلام الوطنية إلى مجرد أبواق للسلطة لا تهتف إلا باسمها وباسم رئيس أركان جيشها. أي فخر هذا الذي يمكن أن يشعر به السيد تبون عندما يتأكد لدينا، أكثر من أي وقت مضى، تسلط القيادة العسكرية على دواليب الدولة بحيث ما حلَّ أو ارتحل إلا ورئيس أركان القوات المسلحة بجنبه حتى كدنا نتساءل أيهما ظِل الآخر! رئيس الأركان هذا (77 سنة) صار له حضور يومي في الإعلام الوطني الذي أصبح يغطي كل خرجاته وينشر تصريحاته بمناسبة زياراته الميدانية الكثيرة التي لا تهم إلا القوات المسلحة أصلا. كما صارت مجلة الجيش، أو بالأحرى محرّر افتتاحياتها، مصدر إلهام وطني لتوجه بلادنا السياسي حتى وإن كانت هذه الافتتاحية هي من السطحية بحيث تبدو وكأن الذي كتبها تلميذ متحمس من قسم السنة الرابعة متوسط ؟ 

أما على مستوى السياسة الخارجية، فنجد السلطة تدعي استعادة الجزائر صيتها الدبلوماسي والرأي العام لا يرى شيئا من ذلك. كيف ذلك وعلاقاتنا بالجوار، لاسيما المغرب، تزداد سوءا ! يبدو أن منظومة الحكم الجزائرية مصرة على اللجوء إلى تلك الوسيلة البالية في خلق عدو خارجي لتعويض مشروعية حكم غائبة حتى ولو أدى ذلك إلى خلق عداوة بين شعبين شقيقين تجمعهما حدود مشتركة. طبعا، السلطات المغربية – التي هي ليست أحسن حالا من نظيرتها الجزائرية – يخدمها هذا الوضع ! موضوعيا، إنها المنفعة 
المتبادلة حتى في حالة نشوب حرب بين النظامين

محمد هناد

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات