يبدو أن المشروع الجزائري السياسي والذي يحمل اسم هذا البلد القريب من القضية الفلسطينية والمفترض تقديمه للقمّة العربية التي تستضيفها الجزائر العاصمة في نوفمبر المقبل تعرض لنوع من الضغوط المرتبطة حصرا بالسلطة الوطنية الفلسطينية مع ان الجزائر كانت مهتمة طوال الأشهر الماضية وكما ذكر في تقارير إعلامية متعددة وصحفية سابقا بإعداد وثيقة جديدة تفتح امالا ومسارب مغلقة امام القضية الفلسطينية في ظل التوازنات الاقليمية والدولية الجديدة التي همشت هذه القضية ودفعتها باتجاه مسارب غامضة الى حد كبير.
المعطيات والمعلومات والتقديرات السياسية القادمة من الجزائر تحدّثت عن إعاقات حصلت في اللحظات الأخيرة وعن عدّة خطوات يبدو أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتخذها على نحو مباشر احيانا وغير مباشر أحيانا أخرى وساهمت في تقليص أهمية الجهد الجزائري المبذول منذ أكثر من ستة أشهر على الأقل وفي اطار مبادرة كان من المنطقي أن لا تقدم للقمة العربية قبل إنجاز خطوة طالب الجزائريون بأن تكون ملموسة وعميقة إلى حد كبير على صعيد المصالحة الفلسطينية الوطنية.
لكنّ الإعاقات التي حالت دون إنجاز المصالحة الفلسطينية بين حركتيّ فتح وحماس في الماضي يبدو أنها تجددت مرة أخرى ويبدو أنها الآن وحسب مصادر دبلوماسية غربية تتابع التفاصيل على شكل إعاقة جديدة تخفف من حدة الاندفاع الجزائري لصياغة مشروع مصالحة فلسطينية.
ويقول دبلوماسيون جزائريون بأن إنجازا ما على صعيد المصالحة الفلسطينية الداخلية وخصوصا بين حركتي فتح وحماس قد يدفع الشعب الفلسطيني نحو إعادة تجديد حضور القضية الفلسطينية في المحافل الاقليمية والدولية.
ad
وقناعة الجزائريين كانت راسخة بأن هذه المصالحة حتى ولو ان كانت بدون التطرق للتفاصيل ولو على شكل مصافحة علنية بين قيادتيّ الحركتين او الفصيلين الاساسيين في الجسم الفلسطيني المؤسسات والمنظمات والشعب كان يمكن أن تشكل رافعة سياسية تحفز المشروع الجزائري على شكل مبادرة ستقدم للقمة العربية بهدف تحريك الراكد تجاه القضية الفلسطينية وأيضا بهدف التقدم خطوة إلى الأمام بعد حوارات مكثفة خلف الستارة والكواليس أجرتها القيادة الجزائرية وبإشراف مباشر من القصر الجمهوري الرئاسي الجزائري في الأسابيع الماضية.
ثمّة مواقف فيما يبدو للمبادرة الجزائرية أبرزها ينتج عن السلطة الوطنية الفلسطينية وكبار أركان قادة حركة فتح أيضا بصورة أساسية ومن المرجح أن مصر تحديدا وهي طرف أساسي دوما في تحضيرات القمم العربية لا تُظهِر حماسا من أي جهة لمساعدة الجزائريين على التقدّم بمبادرة كاملة الأركان.
الانطباع في كواليس تحضيرات القمة العربية المبكرة في الجزائر أن عدّة أطراف وأنظمة رسمية عربية تحاول نزع الدسم مبكرا من الحراك الجزائري بخصوص أوراق القضية الفلسطينية التي يرى الجزائريون عموما أنها مُبعثرة اليوم.
لكن في المقابل ثمّة معطيات تشير إلى أن الجزائر مصرة على اكمال جهدها وتقريب وجهات النظر وإن كانت لا تريد التقدّم للقمة العربية باعتبارها الدولة المستضيفة لها بمشروع كامل ومدروس بعناية فائقة ودقة له علاقة بالقضية الفلسطينية لا تزال بنود أو بعض بنوده غامضة حتى الآن دون إسناد فلسطيني تجنبا لأي إحراج على مستوى الحكومات العربية.
وهو الأمر الذي يبدو أن الاتجاه معاكس له على الاقل بالنسبة لمؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية حيث العثرات الاساسية لا تزال متواصلة على طريق المصالحة وحيث الرئاسة الفلسطينية لا تريد تقديم أي تنازل من أي نوع يمكن أن تستثمر فيه حركة حماس ويؤدي عبر المصالحة مع حركة فتح الى تغييرات جذرية في افق معادلة المصالحة، الأمر الذي يُبرّر تغيير هوية وملامح الوفد الذي تقرّر إرساله باسم حركة فتح للمصالحة مجددا برئاسة المستشار عزام الأحمد.
وهو المندوب الدائم باسم السلطة الفلسطينية والرئيس عباس وحركة فتح لحوارات المصالحة مع حماس وقاد الأحمد هذه الحوارات لأكثر من 7 سنين وكان دائما أحد أبرز صُقور حركة فتح المتشددين في جزئيات وتفاصيل المصالحة رغم أن الجزائر كانت ترغب بأن لا تتطرّق إلى التفاصيل لإنضاج وإكمال مبادرتها التي لا تزال أوراقها غامضةً في الكثير من تفصيلاتها.
تعليقات الزوار
أين توجد فلسطين ؟
لبنان البلدالعربي يرسم حدوده البحرية مع د ولة إسرائيل في نظركم أين توجد فلسطين ؟
النهيق
من الممثل الشرعي لشعب فلسطين فتح او حماس او الفصائل الأخرى ؟ الممثل الشرعي للفلسطينيين هي منظمة التحرير الفلسطينية المعترف به دوليا والتي ضمت كل الفصائل ،لكن حركة حماس مع تقديري واحترامي لها والتي لم تكن موجودة عند الاعلان في موتمر القمة العربية بالمغرب أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل شرعي للفلسطينيين ، تعارض هذا الاعتراف الدولي نكاية بحركة فتح . والمفيدة هو ان المشكل حله عند جميع الفصائل الفلسطينية لا سواها .اما الحزائر فعليها ايجاد حلول التغذية لشعبها لا غير وستناول الاجر و الثواب.اما الركوب على القضية الفلسطينية كما يدعون انهم معها ظالمة او مظلومة فيرد عليهم لان فلسطين لم تكن يوما ظالمة ، فلسطين في حاجة الشعارات والادعاءات الكاذبة. تحية فلسطيني لدول قطر مصر الاردن المغرب السعودية الإمارات البحرين الكويت تركيا وبس.