اندلع حريق ضخم في “مخيم العماني” للنازحين السوريين، في بلدة عرسال بلبنان والتهمت النيران، غالبية خيام المخيم بالكامل، والتي تقدّر بنحو 90 خيمة.
وأظهرت مقاطع فيديو، تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، ألسنةَ النيران وهي تلتهم الخيام التي يقيم بها السوريون، وسط محاولات من قِبل البعض لإطفائها.
وفور اندلاع الحريق، هُرعت سيارات الدفاع المدني إلى المكان مع صهاريج المياه، وعملت على إخماد الحريق الضخم.
وحتى كتابة هذه السطور، لم يتمّ تسجيل سقوط ضحايا باستثناء بعض الإصابات الطفيفة لدى بعض النازحين السوريين.
مخيم العماني
وهذا المخيّم يقع في محلة الحصن في عرسال، ويعتبر من أكبر المخيّمات التي تضم نازحين سوريين، ويتوزّع فيه 198 خيمة تضم آلاف النازحين.
في السياق، قال فريق “منسقو استجابة سوريا“، إن الحريق تسبب بأضرار هائلة أدت إلى احتراق 100 خيمة، وسط صعوبات كبيرة في إطفاء الحرائق.
وأشار إلى توثيق أكثر من 45 حريقاً في مخيمات اللاجئين في لبنان منذ مطلع العام الحالي، ما تسبب بأضرار كبيرة في تلك المخيمات، وسط ضعف كبير في عمل المنظمات الإنسانية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
وأكد الفريق أنه “على المجتمع الدولي أن يعي أن عودة أي لاجئ أو نازح إلى سوريا مرتبطةٌ بإنهاء الآلة العسكرية للنظام السوري، ومحاسبة مجرمي الحرب في سوريا، لضمان عودة آمنة للسوريين في مختلف المناطق”، وفق شبكة شام السورية.
وفي وقت سابق، أعلن اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في لبنان، رفعَ يده عن جميع مخيمات اللاجئين السوريين في منطقة عرسال اللبنانية “بشكل نهائي”، بسبب قلة التبرعات والوضع الاقتصادي، والتي كان الاتحاد يتولى الإشراف عليها وكفالتها.
وقال الاتحاد في بيان، إنّه لم يعد مسؤولاً عن أي مخيم أو ملزماً بتأمين مصاريف مخيمات معينة، أو إيجار الأراضي التي تقوم عليها هذه المخيمات.
ودعا اللاجئين في المخيمات إلى حلّ مشكلاتهم بالتنسيق مع شاويش مخيمهم، أو لجنته، أو انتخاب غيرها.
اللاجئون السوريون في لبنان
ولبنان يستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين؛ حيث تقدّر الحكومة وجود 1.5 مليون لاجئ سوري.
كما يستضيف البلد المنهار اقتصادياً 18 ألفاً و500 500 لاجئ إضافي من إثيوبيا والعراق والسودان ودول أخرى، إضافة إلى أكثر من 200 ألف لاجئ فلسطيني خاضعين لولاية الأونروا.
ويكافح لبنان من أجل الحفاظ على توازنه الديموغرافي واستعادة نموه الاقتصادي، وبحسب الأمم المتحدة فإن وجود مثل هذا العدد الكبير من اللاجئين يؤثر بشكل متزايد على مساحة الحماية، وعلى الدعوات والإجراءات الموجهة نحو العودة السريعة للاجئين إلى سوريا.
وفي وقت سابق، قالت المفوضية الأممية في بيان، إنّ “لبنان يشهد زيادة في العنف ضدّ اللاجئين”، داعية السلطات اللبنانية إلى “ضمان سيادة القانون والوقف الفوري للعنف والتمييز ضد المستهدفين المقيمين داخل الأراضي اللبنانية”.
وأكدت المفوضية أن “للأزمة الاقتصادية في لبنان وقعاً مدمراً على الجميع، خصوصاً على مَن هم الأكثر ضعفاً من بينهم”.
وأشارت إلى أن “استمرار دعم المجتمع الدولي للبنان أمر بالغ الأهمية، لضمان وصول الأمن الغذائي والاحتياجات الأساسية الأخرى”.
تعليقات الزوار
لا تعليقات