أبلغت مصر الأمم المتحدة بأنها ستعلق مؤقتا أنشطة قواتها في بعثة حفظ السلام في مالي (مينوسما) وعزت قرارها إلى تزايد الهجمات على قوات حفظ السلام المصرية التي ترافق قوافل الإمداد لقواعد المنظمة الأممية. وتسببت الهجمات في مقتل سبعة جنود مصريين منذ بداية العام.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة "تم إبلاغنا بأنه نتيجة لذلك، ستعلق الوحدة العسكرية المصرية مؤقتا أنشطتها في مينوسما اعتبارا من 15 أغسطس (اب)". وتعني مينوسما بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي.
ويعد القرار ضربة أخرى للبعثة بعد أن علق المجلس العسكري الحاكم في مالي مؤقتا مناوبة القوات من الدول المشاركة في بعثة حفظ السلام أمس الخميس. وتشارك مصر بألف واثنين وسبعين جنديا و144 رجل شرطة في بعثة الأمم المتحدة في مالي.
وقال دبلوماسي على علم بالقرار المصري إن تعليق أنشطة القوات سيستمر إلى أن تزول مخاوف مصر على سلامة وأمن قواتها.
وقال مصدر دبلوماسي آخر إن مصر قلقة منذ بعض الوقت على أمن القوات لكن قرار مالي أمس الخميس بوقف تناوب القوات يرجح أن يكون السبب في إعلان قرارها.
وأضاف الدبلوماسي أنه من المتوقع أن يتسبب تعليق الأنشطة، خاصة مرافقة قوافل الإمداد، في تأخيرات في قوافل الوقود وأن تكون له تبعات خطيرة وأن يضعف بعثة الأمم المتحدة بشكل خطير.
وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة في نيويورك للصحفيين إن الأمم المتحدة تعمل مع مصر لحل المسائل التي أثارتها.
وتشهد مالي اضطرابات أمنية على وقع هجمات إرهابية تشنها جماعات متطرفة نجحت في توسيع نفوذها وتمددت بشكل مقلق خلال السنوات الأخيرة، في تطور كشف محدودية عملية برخان الفرنسية التي انسحبت أخيرا بضغط من المجلس العسكري الحاكم وسط توترات شديدة أعقبت انقلابا عسكريا ونقض العسكريين تعهداتهم بتسليم السلطة لحكومة مدنية في عامين، ممددين فترة حكمهم إلى خمس سنوات.
وأثار قرارهم غضب باريس والولايات المتحدة ومنظمات افريقية، فيما وجه المجلس العسكري انتقادات حادة لفرنسا واتهمتها بارتكاب انتهاكات كثيرة.
وعلى اثر القرار المصري بتعليق مهام القوات المصرية مؤقتا في مينوسما، تسود مخاوف من أن تحذو دول أخرى حذوها وهو أمر يهدد بإضعاف الوجود الأممي في مالي ما يخلق فراغات أمنية ويعرض بقية قوات حفظ السلام إلى مشاكل لوجستية وأمنية.
تعليقات الزوار
لا تعليقات