عاد النفط الليبي إلى التدفق مجددا بعد أن أكّد الرئيس الجديد للمؤسّسة الوطنيّة للنفط في ليبيا فرحات بن قدارة رفع إجراء "القوّة القاهرة" عن كلّ حقول النفط وموانئ التصدير في البلاد، بعد إعلان جماعات إنهاء حصار كانت تفرضه على هذه المنشآت.

وقال بن قدارة في مدينة بنغازي بشرق البلاد "تُعلن المؤسّسة الوطنيّة للنفط انتهاء الإغلاقات في جميع الحقول والموانئ النفطيّة ورفع حالة القوّة القاهرة عنها اعتبارا من 15 يوليو/تموز".

وكتب عبدالحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبيّة المنتهية ولايتها والتي ترفض تسليم السلطة لحكومة منتخبة نالت ثقة البرلمان على تويتر "نرحّب بإعلان مجلس الإدارة الجديد لمؤسّسة النفط رفع القوّة القاهرة عن الحقول والمنشآت النفطيّة"، مضيفا "من المهمّ أن ينعكس ذلك في تحسين وضع شبكة الكهرباء وتعزيز إمدادات الوقود".

والقوّة القاهرة إجراء قانونيّ يسمح للشركات بتحرير نفسها من الالتزامات التعاقديّة في حال حدوث ظروف خارجة عن إرادتها.

وكان بن قدارة يتحدّث خلال مناسبة حضرها ممثّلون عن الجماعات التي أغلقت منذ منتصف أبريل/نيسان ستّة حقول نفطيّة ومحطّات تصدير، مطالبةً بـ"توزيع أكثر إنصافًا" لعائدات النفط في البلاد.

وانخفض إنتاج النفط الليبي منذ ذلك التاريخ إلى نحو 400 ألف برميل يوميا، مقارنة بمليون برميل في مارس/اذار، بينما تكبدت ليبيا العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) خسائر يومية بمئات ملايين الدولارات، حيث تزامن الاغلاق مع ارتفاع قياسي لأسعار النفط بفعل حرب روسيا في أوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير/شباط الماضي.

وقالت المجموعات المسلحة في بيان الجمعة، إنّها ترفع الحصار بعد أن تعهّد الرئيس الجديد للمؤسّسة الوطنيّة للنفط بـ"تلبية جميع مطالبنا وتحديد توزيع عادل لعائدات النفط".

وأضاف البيان "قرّرنا إعادة فتح حقول وموانئ النفط للسماح باستئناف الإنتاج والتصدير".

أصدرت حكومة الدبيبة الأربعاء الماضي مرسوما عيّنت بموجبه المصرفي البارز بن قدارة رئيسا للمؤسّسة الوطنيّة للنفط، خلفا لمصطفى صنع الله. وتَسلّم بن قدارة، المحافظ السابق للبنك المركزي الليبي الخميس مهمّاته، قائلا إنّ "قطاع النفط سقط فريسة للصراعات السياسيّة، لكنّنا سنعمل على منع التدخّل السياسي في هذا القطاع".

وبسبب الاغلاقات السابقة حدث اضطراب في إمداد الليبيين بالطاقة الكهربائية، ما دفع آلاف الليبيين في غرب البلاد وشرقها إلى الخروج في احتجاجات منددة بالنخب السياسية الحاكمة، مطالبة برحيلها وبإجراء الانتخابات في اقرب وقت ممكن.