صدمةٌ دامية فاجأت المصريين اليوم عندما أعلن في إسرائيل عن مقبرة جماعية لنحو ثمانين من الظباط والجنود المصريين من الوحدات الخاصة قرب القدس تعود إلى حرب 1967.
الخبر الذي تم نشره في صحيفة هاآرتس ” الإسرائيلية – بادرت اليوم 8 يوليو 2022 بالكشف عن الحقائق بعرض نتائج بحث المؤرخ “الإسرائيلي آدم راز” – نكأ جراحا لم تندمل، وأثار الشجون والأحزان.
التساؤل الذي فرض نفسه: ماذا عسى أن يكون رد الفعل المصري؟
المؤرخ الفلسطيني الكبير عبد القادر ياسين قال إن إسرائيل استمرأت قتل إخواننا بدم بارد منتهكة كل القواعد والأعراف لافتا إلى أنها كثيرا ما قتلت الأسرى العرب دون أن تتحرك الدولة العربية المعنية.
وأضاف ياسين لـ “رأي اليوم” أن المشكلة ليست في إسرائيل، لأنها نتاج حركة عنصرية استعمارية ليس غريبا عليها أن تنتهك كل الأعراف والقيم.
وقال إن الغريب يكمن في أن كل جرائمها مرت وقابلناها بصمت القبور .
وعن تفسيره لوجود هذه المقبرة الجماعية قرب ” اللطرون” تحديدا؟
قال ياسين: “وارد أن يكونوا قتلوهم ونقلوهم،لأنه في 67 لم يكن يوجد مصريون في تلك المنطقة، بل كانوا موجودين في 48 مثل البطل أحمد عبد العزيز والمتطوعين معه” وقال إن الجيش المصري عندما دخل رفح،تفرع فرعين: فرع أخذ الساحل، وفرع أخذ رفح، بئر السبع، بيت لحم، الخليل، القدس.
ورجح ياسين أن يكون الإسرائيليون قد نقلوا جثامين القتلى من سيناء أو قطاع غزة إلى “اللطرون”.
وعن سر اختيار منطقة ” اللطرون ” تحديدا لدفنهم فيها ، قال ربما بسبب أن ” اللطرون ” كانت بعيدة عن أيدي المصريين، مؤكدا أن الأمر يتطلب “النبش” في الديانة اليهودية أو في الفكر الصهيوني نفسه عن تلك المنطقة .
من يهتم؟!
في ذات السياق تساءل الكاتب الصحفي كارم يحيى مستنكرا: هل هنا في القاهرة حكومة أو أي سلطة أو صحافة تهتم؟
هل من يعيد رفاتهم الى أهلهم ووطنهم ويرفع دعاوى قضائية دولية ضد إسرائيل لاستخدام أسلحة محرّمة وإخفاء هذه المقبرة الجماعية كل هذه العقود وعلى الرغم من مفاوضات واتفاقات ” السلام” ؟
وقال إننا بحاجة إلى مؤرخين يفسّرون لنا وجود قوات مصرية خلال حرب 67 قرب القدس.
واختتم منبها أن الحكومة الاسرائيلية زمن مناحم بيجين تفاوضت بكل قوة و أصرت على استرداد آخر رفات لجنودها عندنا.
لا تصالح
ما يحدث ربما يذكّر بقصيدة الشاعر المصري الراحل أمل دنقل “الكاشفة” “لا تصالح” التي يقول فيها: لا تصالحْ! ..
ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..
هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب.
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم الآن صار وسامًا وشارة.
لا تصالح
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ
والرجال التي ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك.. المسوخ!
لا تصالحْ
لا تصالحْ .
تعليقات الزوار
لا تعليقات