رفع زعماء المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) اليوم الأحد العقوبات الاقتصادية والمالية المفروضة على مالي بعد أن اقترح قادتها العسكريون فترة انتقال إلى الديمقراطية مدتها 24 شهرا ونشروا قانونا للانتخابات.
وفرضت مجموعة إيكواس عقوبات صارمة على مالي في يناير بعد إعلان المجلس العسكري أنه لا يعتزم إجراء انتخابات في الشهر التالي كما كان مقررا في البداية.
وقال رئيس مفوضية المجموعة جان كلود كاسي برو في مؤتمر صحفي إنه سيتم رفع العقوبات على الفور. وسوف يتم إعادة فتح الحدود مع مالي وسيعود الدبلوماسيون الإقليميون إلى باماكو.
إلا أن كاسي برو استدرك قائلا "لكن رؤساء الدول قرروا الإبقاء على العقوبات الفردية وتعليق عضوية مالي في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا حتى عودة الحكم الدستوري". وتستهدف العقوبات الفردية أعضاء المجلس العسكري الحاكم والمجلس الانتقالي.
وتخلفت مالي عن سداد أكثر من 300 مليون دولار من ديونها بسبب العقوبات التي تسببت في عزلها عن السوق المالية الإقليمية والبنك المركزي الإقليمي.
كما قبل الزعماء في اجتماعهم الذي عقد في أكرا تعهدا من المجلس العسكري الذي استولى على السلطة في بوركينا فاسو في يناير بإعادة العمل بالنظام الدستوري في غضون 24 شهرا.
وقال رئيس مفوضية إيكواس إنه بعد مناقشة مطولة مع قادة الانقلاب في بوركينا فاسو، كان الاقتراح الجديد للانتقال لمدة 24 شهرا أكثر قبولا، بعد أن رفض رؤساء الدول في السابق فترة انتقالية مقترحة مدتها 36 شهرا.
وأشار كاسي برو إلى أن العقوبات الاقتصادية والمالية سترفع عن بوركينا فاسو، لكن زعماء إيكواس رفضوا اقتراحا بفترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات من قادة الانقلاب الذين سيطروا على السلطة في غينيا في سبتمبر. وطلبوا من المجلس العسكري الحاكم في غينيا اقتراح إطار زمني آخر بحلول نهاية يوليو وإلا واجهوا عقوبات اقتصادية.
ومنذ التاسع من يناير تخضع مالي لسلسلة تدابير اقتصادية ودبلوماسية فرضتها دول غرب-إفريقيا ردا على توجّه المجلس العسكري الحاكم للبقاء في السلطة لعدة سنوات بعد انقلابين شهدتهما البلاد في أغسطس 2020 وفي مايو 2021.
وكان المجلس العسكري قد أعلن عن فترة انتقالية لمدة عامين فيما طالبت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا باماكو بتنظيم انتخابات خلال 16 شهرا على الأكثر.
ويأتي اعلان ايكواس رفع العقوبات عن مالي بعد أيام قليلة من إعلان باريس انتهاء عمل القوات الخاصة الأوروبية (تاكوبا) في باماكو بسبب التوتر مع العسكريين الحاكمين في باماكو، مؤكدة بذلك سيناريو كان متوقعا.
وتاكوبا التي نجحت وزيرة القوات المسلحة السابقة فلورنس بارلي بصعوبة كبيرة في بنائها لإشراك الأوروبيين في جهود مكافحة الجهاديين في منطقة الساحل، انهارت بعد انقلابين في مالي في أغسطس 2020 ومايو 2021، مع التدهور السريع في العلاقات الفرنسية المالية ثم رحيل قوة برخان الفرنسية التي حاربت الجهاديين هذا العام.
تعليقات الزوار
لا تعليقات