أخبار عاجلة

دلالات زيارة لافروف الى الجزائر سياسيًا وإقليميًا

في خضم الصراع الروسي والأوكراني، وتوسع المواجهة الدبلوماسية مع الغرب، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زيارة إلى الجزائر، هدفها تباحث المستجدات الدولية والإقليمية، مع الرئيس عبد المجيد تبون ووزير خارجيته رمطان لعمامرة.

كان أبرز  ما جاء في تصريح وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف بعد لقائه بالرئيس تبون، حديثه عن التعاون مع الجزائر في المجال العسكري والتقني والحل السياسي في مالي والعقوبات المفروضة على قياداتها، ومنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك+"، ورفع المنح الدراسية للطلبة الجزائريين.

في هذا السياق، يطرح متابعون أسئلة كثيرة حول أبعاد هذه الزيارة، تزامنًا مع التدافع حول خريطة التحالفات الدولية القائمة على توزيع موارد الطاقة وأزمة الغذاء، وعودة الصراع الأيديولوجي بين روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، وما هو موقع الجزائر جيو سياسيًا وإقليميًا في ظلّ التجاذبات والتكتلات ما قبل وأثناء الحرب على أوكرانيا؟

ملفات ثنائية وإقليمية

هنا، يُشير أكرم خريف، الخبير في الشأن الأمني والعسكري، في حديث صحفي، إلى أن زيارة وزير الخارجية سيرغي لافروف كانت مرتقبة ومبرمجة منذ فترة طويلة، مبرزًا أن دافع زيارة لافروف تكمن في أن روسيا تبحث عن ربط وتعزيز علاقاتها بحلفائها التقليدين كالجزائر في ظلّ الأزمة الحالية.

وأفاد المتحدّث، أن الزيارة لافروف تحمل رمزية تؤكّد من خلالها أن الجزائر محور أساسي في علاقات روسيا الأفريقية والحوض المتوسطي، واعتبر أن "روسيا من خلال هذه الزيارة، تُقدر وتُثَمن مواقف الجزائر الحيادي من الصراع الأوكراني، وعدم التصويت على إقصاء روسيا من مجلس حقوق الإنسان على مستوى هيئة الأمم المتحدة".

وبخصوص مطالب الطرف الجزائري على طاولة المباحثات مع الجانب الروسي، خاصة في ظلّ التصعيد العسكري الذي انعكس على ارتفاع أسعار القمح والذرة واحتمال انفجار أزمة غذائية عالمية، وما هي مخاطر وجود فرق عسكرية وأمنية خاصّة مقربة من روسيا في كل من شمال مالي وليبيا، قال أكرم خريف إن الجزائر ليست زبونًا لدى روسيا في مجال توريد القمح، بل تعتمد على فرنسا ودول أوروبية أخرى.

وأوضح  أن "الجزائر تستورد من روسيا الأسمدة بكميّات هائلة، وهي مواد أولية ذات أهمية في مجال تطوير وتنمية الفلاحة".

أمّا بخصوص ملف مالي وليبيا وفرق المرتزقة، أوضح الخبير الأمني أن الجزائر تسعى إلى تعزيز أمنها القومي، وهي تبحث عن تبادل المعلومات بين الطرفين، وهذا نظرًا إلى تطورات الميدانية التي تشهدها منطقة الساحل الأفريقي.

وفي تقدير  محدّث فإن بالجزائر ستطالب بضمانات يٌقدمها الطرف الروسي، تستدعي عدم انزلاق المنطقة في فوضى أمنية، نتيجة تواجد مؤسّسات عسكرية خاصة روسية، زيادة على البحث عن تنسيق أمني واستخباراتي في المنطقة بما يخدم الأمن القومي الجزائري.

دلالات الزيارة

كم جهته، قال رشيد علواش، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الجزائر، إن قراءة دلالات زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تأتي أولًا من الناحية التوقيت، حيث أن الزيارة تأتي مباشرة بعد مشاركة لافروف بعيد النصر الروسي ضد النازية، وفي سياق الذكرى الـ 60 لإقامة علاقات الدبلوماسية بين الجزائر وروسيا، على حدّ تعبيره.

وأشار محدث "التر جزائر"، أن الجزائر تطرح نفسها ضمن مجموعة دول الجامعة العربية 'وسيطًا ذو فعالية على مسرح الأحداث التي تجري في شرق أوروبا، وإمكانية التواصل بين طرفي الصراع أي بين روسيا وأوكرانيا، تمهيدًا لوقف إطلاق النار وانهاء الحرب'.

ويرى علواش أن رمطان لعمامرة، وزير الخارجية الجزائري، تلقى مكالمة هاتفية مع نظيره الاوكراني، ما يرشح أن لعمامرة َيَحمُل رسائل من طرف الجانب الاوكراني.

مباحثات التعاون الاقتصادي والعلاقات الاستراتيجية ستكون على طاولة المباحثات، إضافة أن الطرف الروسي سيحاول توضيح مقاربة ودوافع الحرب على أوكرانيا للطرف الجزائري، حسب تقدير المتحدث. كما أن اللقاء سيكون مناسبة للطرف الجزائري للتعبير عن مخاوفه من انعكاسات الحرب على الأمن الغذائي في أفريقيا والدول العربية، والبحث عن إمكانية فتح الموانئ الروسية والأوكرانية لتصدير القمح والزيوت النباتية والذرة وتفادي ندرة المواد الاستهلاكية بالقمح والشعير.

يذهب رشيد علواش فيهذا السياق، إلى  أنه من بين أهم النقاط التي توضع على طاولة النقاش، هي الأحداث الأخيرة على الساحة الفلسطينية، والاعتداءات دولة الصهاينة على المقدسات وحرمة البيت المقدس، مشيرًا أن روسيا قد تلعب دورًا محوريًا في القضية الفلسطينية، عبر احتضانها لمختلف الفصائل الوطنية الفلسطينية.

وكشف المتحدث أن "الوضع في الساحل الأفريقي سيأخذ حيزًا كبيرًا، نظرًا أن روسيا أبرمت اتفاقيات أمنية وعسكرية مع نيجر وتشاد ومالي، والأمر أيضًا يتعلق بالأمن القومي الجزائري، إضافة إلى ملف الأزمة ليبيا سيكون أيضًا حاضرًا بقوة، ومحاولة تقريب وجهات النظر حول سبل إعادة بناء مؤسسات الدولة الليبية ومسار المصالحة الوطنية".

الملف الإقليمي الذي سيطرح أيضًا هو ملف الصحراء، حيث محدثنا قال إن روسيا متمسكة بالطرح الجزائري القائم على تنفيذ قرارات المجلس الدولي ومجلس الأمن الدولي وتقرير مصير الشعب الصحراوي.

التنسيق في مجال الطاقة أيضا سيكون حاضرًا، بحسب المتحدث، في إطار "أوبك +"، ومنظمة دول المصدرة للغاز، إضافة إلى التعاون العسكري ومكافحة الإرهاب.

في ظل التوترات الإقليمية والتشكلات النظام الدولي الجديد، تلعب الدبلوماسية الجزائرية على مقاربة تعتمد الوسائطية والحياد لتخفيف انعكاسات الصرعات والتجاذبات على الدول النامية ودول العالم الثالث ضحية النزاعات الدولية، وزيارة سيرغي لافروف مناسبة دبلوماسية لتقديم مقاربة الجزائر حول مخاطر الحروب والتوترات الإقليمية على الدول الفقيرة والضعيفة والدول النامية.

ع. لشموت

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

مكاش

في خبر كان

فيما يخص الصحراء الغربية المغربية فالمشكل انتهى وطوي بصفه نهائية. أما عصابات البوليزاريو فهي جزائرية ولا علاقة لها بالصحراء . بقي إطلاق سراح بعض الصحراويين المحتجزين بتندوف وهم قلة قليلة.

سام

دخلاء

وزير خارجية روسيا ليس غبيا لكي يتباحة في الوقت الراهن مع الجانب الجزائري قضية الصحراء المغربية و المغرب كان له موقفا حياديا في النزاع الروسي الاوكراني و روسيا تعلم ذلك و لن تخوض في صراع افريقي جديد يكفيها الانزلاق الخطير الذي وقعن فيه في اجتياحها لاوكرانيا لم تتضح بعد مآله في السياسة العالمية اما بخصوص البوليساريو التي الى حد الان لم يتم احصاء عناصرها سواء في المخيمات الجزائرية او غيرها فالكل يعلم انها دخيلة على الصحراء بواسطة الجزائر التي قايضت سنة 1974 ادارة اسبانيا الاستعمارية بالتخلي عن احتضان و مساندة الانفصالي الكناري كوبيو مقابل اقحام البوليساريو في الصحراء و تمتيعه بحق التظاهر السلمي قبيل وصول البعثة الاممية الى الصحراء لتقصي الحقائق و بالبتالي فالبوليساريو دخيلا على الصحراء و لا يمثل الشعب الصحراوي الذي قرر مصيره بانتمائه الى وطنه المغرب و ممارسة حريته بكل وسائل التعبير الديموقراطي

Mohammed

Avertissement à l'Algérie

Le ministre Russe est venu plutôt pour tirer les oreilles des dirigeants Algériens pour le nouvel accord de livraison du gaz à l'Italie. N'oublions pas que l'Italie dépend de la Russie pour la fourniture du gaz le nouvel accord avec l'Italie prévoit le remplacement du gaz Russe alors que la Russie escompte d'une part une pression sur l'arme du gaz vis à vis de l'Europe entière, d'autre part elle ne permettra pas à l'Algérie de s'accaparer aussi d'un chiffre d'affaire de la Russie. Les conférences de press ne représentent nullement les sujets traités dans les réunions. La visite des responsables de l'OTAN n'est pas dans le cadre de la lutte contre le terrorisme comme le prétende chengriha, mais aussi un avertissement pour l'Algérie: primo: le Maroc est un partenaire de l'OTAN comme la Tunisie aussi, là attention à toute attaque contre le pays voisin, secondo: attention à toute alliance avec la Russie qui pourrait nuire à l'Europe. Ceci est l'analyse des différentes visites des derniers jours, attention à la propagande du régime.