أصدرت عدة محاكم عبر التراب الوطني أحكاما بالحبس النافذ في حق معتقلي رأي وآخرين متابعين في قضيا الرأي لكنهم غير محبوسين، بالإضافة إلى إيداع نشطاء الحبس المؤقت اليوم، في إنتظار معرفة مصير نشطاء تم إستدعاءهم أو توقيفهم من قبل مصلح الأمن.
حسب صفحة التنسيقية الوطنية للدفاع عن معتقلي الرأي، فإن النيابة إلتمست في حق الشرطي السابق، توفيق حساني، عقوبة ثلاثة أشهر حبسا نافذا عن تهمة تهديد وإهانة هيئة نظامية. مع العلم أن توفيق حساني غادر السجن منذ فترة قصيرة بعدما إستنفذ عقوبته السابقة، ليجد نفسه متابع في قضايا جديدة، وهو نفس السيناريو الذي سبق أن عاشه، حين أفرجت عنه لمحكمة من جهة وتم إقتياده مباشرة إلى مركز أمن ثم الحبس مجددا.
أما الشرطي الثاني الذي كان ينشط في الحراك الشعبي، ويتعلق الأمر بإبن بجاية زهير ملاوي، فقد أدانته محكمة سيدي أمحمد اليوم بالحبس لمدة 18 شهرا نافذة. ما يعني أنه سيمكث في الحبس لقرابة سنة أخرى إذا لم يتم خفيف عقوبته لدى الاستئناف. في حين أدانت المحكمة في نفس الملف المعتقل إلياس شيبان بعام حبس، منها سبعة أشهر نافذة. ما يسمح له بمغادرة الشجن غدا.
وفي بجاية، صدر حكما بعام حبس نافذ في حق المناضل عمر آيت العربي، عن تهمة إهانة هيئة نظامية والتحريض على التجمهر غير المسلح وعرض منشورات من شأنها المساس بالمصلحة الوطنية. أما المناضلة سامية صياد، فمازالت تخض للحجز تحت النظر بمركز الشرطة لشارع لدكتور سعدان (طرولار سابقا)، حيث تم توقيفها أمس وتنتظر تقديمها لدى وكيل لجمهورية وقاضي التحقيق لاحقا.
كما تم إستدعاء محمد هلال وحيد من قبل مركز الشرطة لسيدي شامي بوهران، أمس الاثنين، وتلقى إستدعاء للمثول أمام قاضي التحقيق اليوم. في تلقت نوارة غانا إستدعاء من قبل شرطة شارع الدكتور سعدان بالعاصمة، للمثول أمام القاضي يوم 17 ماي. ومن جهتها إستدعت مصالح الأمن الولائي لباتنة المعتقل السابق، سامي درنوني لذي غادر لسجن منذ فترة قصيرة بعدما إستنفذ عقوبته.
قدماء « الفيس » اللاجئبن في الخارج يستعدون للعودة
كل هذه القضايا توحي أن السياسة القمعية مستمرة على نفس الوتيرة التي تعرفها منذ قرار السلطات الأمنية منع مسيرات الجمعة والثلاثاء من كل أسبوع، وأعلنت حركتي ال »ماك » و « رشاد » كمنظمتين إرهابيتين.
وفي المقابل شرع الرئيس عبد المجيد تبون في إستقبال رؤساء الأحزاب في إطار ما أسماه ب »رص الصفوف » أو « لم الشمل ». فقد إستقبل أمس كل من جيلالي سفيان، رئيس حزب جيل جديد، وعبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني. وخرج ضيفي تبون من قصر الرئاسة دون تقديم أي عناصر ملموسة تخص مبادرة لم الشمل هذه.
وفي المقابل عبرت وجوه عن الفيس السابق، عن إرتياحها من خلال تصريحات صحفية، مثل تلك التي نقلتها صحيفة « العربي الجديد » الصادر في قطر، عن الناطق بإسم الهيئة لتنفيذي للفيس في الخارج، أنور هدام. حيث قال هذا الأخير أن « هذه الخطوة إيجابية، وكانت ضمن مجموع المطالبات السياسية التي كانت الشخصيات السياسية المقيمة في الخارج ترفعها، لرفع المظلمة السياسية عن الجزائريين في الخارج، مشيرا إلى أن « الجزائر مقبلة على تطورات كبيرة »، وصفها بالإيجابية.
وحسب مصادر من أوساط قدماء الفيس اللاجئين في الخارج، فإن ثلاثة وجوه على الأقل عادوا إلى أرض الوطن مؤخرا، منهم قيادي يعرف بإسم محمد مديني. في حين ضرب أنور هدام موعدا لأصدقائه في الجزائر « قريبا » على حد تعبيره، مع لعلم أن أنور هدام أعلن في العديد من لمناسبات قرب عودته إلى أرض الوطن، قبل أن تفشل إتصالاته مع السلطات الجزائرية. وكان هذا منذ أيام الرئيس المخلوع، عبد العزيز بوتفليقة
تعليقات الزوار
لا تعليقات