أخبار عاجلة

تعرُّض الكاتب بوجدرة إلى تهديد مفتعل يشعل غضب الشارع الجزائري

أثار برنامج كاميرا خفية في الجزائر اعتبر مسيئا للكاتب الكبير رشيد بو جدرة استياء كبيرا ومطالبات بالتعامل بصرامة مع هذا النوع من البرامج في القنوات الخاصة التي ظهرت قبل خمس سنوات.

وفي شهر رمضان، تتسابق القنوات الجزائرية على اصطياد ضحاياها في برامج الكاميرا الخفية، وكانت تختار ضحايا من بين عامة الناس في الشارع. لكنها في الآونة الأخيرة صارت أكثر تركيزا على الشخصيات المعروفة.

ومن المشاهد التي أثارت استياء لدى البعض اتهام وزير سابق بأنه عميل يفشي أسرار الدولة، وترويع ممثل وتهديده بالقتل من طرف خاطفين، وإخبار امرأة أن زوجها يخونها، وغير ذلك.

وتثير هذه البرامج تعليقات منددة في مواقع التواصل الاجتماعي.

وقبل أيام، بثت قناة النهار الجزائرية حلقة من برنامج "رانا حكمناك" (أي قبضنا عليك) يظهر فيها الكاتب الكبير رشيد بوجدرة البالغ من العمر 74 عاما وهو يتلقى التهديد من ضباط شرطة مزعومين ليُجبَر على النطق بالشهادتين.

وعند اكتشاف الخدعة، رفض بوجدرة بث البرنامج وهدد مدير القناة بمقاضاته.

أثارت القضية جدلا كبيرا في الصحافة وعبر مواقع التواصل، وتعاطف المئات من الأشخاص مع الكاتب "الذي تعرض للإهانة رغم شهرته وسنه".

"لم يعد الصمت ممكنا"

وتجمع حوالي مئة من الصحافيين والكتاب والأساتذة الجامعيين أمام مقر السلطات المعنية بضبط البث التلفزيوني والإذاعي في الجزائر للاحتجاج على هذه البرامج.

وأطلق نداء بعنوان "لم يعد الصمت ممكنا" وقّع عليه أكثر من 800 كاتب وصحافي وفنان.

وكان من بين الحضور في التظاهرة شقيق الرئيس الجزائري ومستشاره السعيد بو تفليقة، وهو عبّر عن تضامنه مع الكاتب ووصف ما جرى معه بأنه "عيب وعار".

وقال رشيد بو جدرة، وهو صاحب سيناريو فيلم "وقائع سنين الجمر" الحائز على السعفة الذهبية لمهرجان كان (1975) "لم أعط أبدا موافقتي على بث البرنامج، واتصلت عدة مرات بمدير القناة لأطلب منه عدم بثه".

وتوعّد بمقاضاة قناة النهار، رغم اعتذار مديرها عبر تغريدة على موقع تويتر واعتباره ما حصل تجاوزا مؤسفا لميثاق أخلاقيات المهنة. كما نشر تغريدة أخرى يعلن فيه قراره وقف برنامج الكاميرا الخفية.

ورأى الكاتب أحميدة العياشي أن بعض القنوات الخاصة "تجاوزت كل القوانين ويجب التعامل معها بصرامة".

وأضاف "أنا كنت ضمن وفد التقى رئيس سلطة الضبط الزواوي بن حمادي وعبّر لنا عن أسفه لعدم قدرته على التدخل لكون هيئته استشارية فقط".

وأصدرت سلطة الضبط بيانا إثر هذا اللقاء دانت فيه "التصرفات المنتهكة لأحكام مدونة أخلاقيات المهنة" كما عبرت عن تضامنها مع الكاتب رشيد بوجدرة.

وذهب الشاعر عاشور فني إلى حد الدعوة إلى "مقاطعة قنوات التلفزيون حتى تتم معاقبة مجرمي الكاميرا الخفية".

وقال الناقد السينمائي سليم أقار "هدف الكاميرا الخفية في الأساس هو الترفيه والضحك لكنها تحولت إلى الترهيب.. دون الأخذ بعين الاعتبار تحذير سلطة الضبط من مثل هذه التصرفات".

وبعد خمسين سنة من احتكار الدولة للقطاع السمعي البصري سمح قانون الإعلام لسنة 2012 بفتح قنوات تلفزيونية خاصة فشهدت الجزائر إنشاء أكثر من 50 قناة، خمسة فقط منها حصلت على ترخيص مؤقت للعمل من بينها قناة النهار.

وتعتبر كل هذه القنوات أجنبية في نظر القانون لأنها تبث من الخارج حتى وإن كان كل عملها في الجزائر. وتنتظر القنوات أن تصدر الدولة الإطار القانوني لعملها من الجزائر. لكن وزير الإعلام السابق حميد قرين حذر من أن الدولة لن تسمح بأكثر من 10 قنوات لعدم توفر ترددات البث.

 

 

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات