أخبار عاجلة

الجزائر تدعوا الى موقف عربي وإسلامي موحد في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على إيران

عبّرت مختلف القوى السياسية الجزائرية، عن تنديدها بالعدوان الإسرائيلي على إيران، واستمرار الجرائم ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مع تنبيه النظام السياسي إلى أن هذه التطورات الإقليمية لا تخلو من انعكاسات على الداخل، ما يوجب فتح حوار وطني للنظر في كيفية مواجهة هذه التحديات.

وفي بيان له، اعتبر حزب طلائع الحريات، أن العدوان الإسرائيلي على إيران يندرج ضمن سلسلة الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني، ويعكس طبيعته العدوانية وسجله الدموي، مؤكداً تضامنه الكامل مع الشعب الإيراني، وإدانته للقرصنة الإسرائيلية بحق “سفينة الحرية“، واختطاف طاقمها في المياه الدولية، معبّراً عن تقديره العالي للناشطين ضمن “قافلة الصمود” الذين يجسدون أسمى معاني التضامن الإنساني في وجه الحصار المفروض على غزة.

وجدد الحزب موقفه الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، مندداً باستخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) لإفشال مشروع القرار الجزائري في مجلس الأمن، الداعي لوقف إطلاق النار في غزة، معتبراً أن واشنطن شريك مباشر في جرائم الحرب المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين، ومسؤول عن تعميق الكارثة الإنسانية في القطاع.

ونوّه الحزب بالموقف الرسمي الجزائري في المحافل الدولية، واعتبره معبراً عن نبض الشارع الجزائري وعمق انتمائه للقضية الفلسطينية، داعياً إلى تحصين الجبهة الداخلية وتعزيز قدرات الجيش الوطني الشعبي في ظل التهديدات الأمنية المتصاعدة، كما طالب بفتح حوار وطني شامل حول الإصلاحات السياسية والاقتصادية، لمواجهة التحديات الجسيمة التي تحيط بالمنطقة.

من جهتها، أدانت حركة البناء الوطني بشدة الهجوم الإسرائيلي على إيران، معتبرة أن هذا العدوان يشكل تطوراً خطيراً ضمن سياسة التوسع والفوضى التي ينتهجها الكيان الصهيوني في المنطقة، محذّرة من محاولاته المتكررة لتوسيع رقعة النزاعات وبث الفوضى، من خلال استهداف الشعوب والدول التي تدعم القضية الفلسطينية، على غرار إيران، ولبنان، واليمن، وسوريا.

وأكدت الحركة المشاركة في الحكومة، أن الاعتداء على إيران هو امتداد مباشر للصمت الدولي عن جرائم الاحتلال في غزة، ومحاولة يائسة لتغطية فشل المشروع الصهيوني أمام صمود المقاومة، مشيرة إلى أن توسيع الهجمات هو جزء من استراتيجية لتكريس الهيمنة والابتزاز وزعزعة الاستقرار الإقليمي.

ودعت حركة البناء إلى موقف عربي وإسلامي موحّد يليق بحجم التهديد، وناشدت الحكومات بالتوقف عن حالة الصمت، والتحرك الفوري دفاعاً عن السيادة والكرامة الوطنية، مؤكدة دعمها لأي مبادرة في مجلس الأمن تقود إلى عزل الكيان الإسرائيلي واعتباره تنظيماً إرهابياً دولياً.

كما نددت الحركة بتواطؤ بعض القوى الكبرى مع الكيان الغاصب، داعية ما تبقى من الضمير العالمي إلى الانتصار للقيم الإنسانية، ووضع حد للمجازر المستمرة ضد الشعب الفلسطيني. وعبّرت عن تضامنها مع ضحايا الهجمات الإسرائيلية، مشيدة بحالة الحراك الشعبي العالمي والعربي، وخاصة في مدن المغرب العربي، دعماً لغزة ورفضاً للعدوان.

من جانبها، أعربت حركة مجتمع السلم عن قلقها العميق وأسفها الشديد إزاء الهجوم الذي شنّته قوات الاحتلال الإسرائيلي، على منشآت إيرانية علمية وعسكرية ومدنية، وأسفر عن سقوط عدد من الضحايا، بينهم كوادر علمية ومدنيون.

ووصفت الحركة المحسوبة على التيار الإسلامي، الهجوم بأنه اعتداء سافر وانتهاك للقانون الدولي، يشكل تصعيدًا خطيرًا يهدد الأمن والسلم في المنطقة، ويهدف إلى زعزعة استقرارها ومنع أي مشروع استقلالي يعارض الهيمنة الغربية.

كما حمّلت الولايات المتحدة مسؤولية سياسية وأخلاقية لدعمها المستمر للاحتلال، داعية الدول الإسلامية والعربية وأحرار العالم إلى تحرك عاجل لوقف التصعيد ومساءلة الاحتلال، وطالبت الحكومة الجزائرية باتخاذ مواقف دبلوماسية فاعلة تتماشى مع الثوابت الوطنية، مشددة على أن استهداف إيران يمثل استهدافًا لكل عناصر القوة في المنطقة.

أما حزب العمال، فقد وصف القصف الإسرائيلي بأنه جريمة جديدة استهدفت مواقع نووية مدنية ومطارات وأحياء سكنية، وخلف مقتل نساء وأطفال وباحثين ومسؤولين، معتبرا أن ذلك جرى بموافقة أمريكية مسبقة، حيث سبقه أمر بإجلاء أمريكيين من العراق، وتم باستخدام أسلحة أمريكية متطورة بهدف إرغام إيران على التراجع عن مشروعها النووي السلمي.

ورأى الحزب الذي يمثل توجها يساريا أن الكيان الصهيوني يكرّس دوره كذراع عسكري للإمبريالية الأمريكية، وأن هذا العدوان يأتي في ظل أزمة داخلية تعانيها حكومة نتنياهو، وسط تصعيد للحرب التوسعية والإبادة الجماعية في غزة والضفة الغربية والقدس، إلى جانب هجمات موازية في سوريا ولبنان واليمن.

وأدان الحزب التصعيد الإسرائيلي-الأمريكي الذي وصفه بالحرب ضد شعوب المنطقة، معلنا دعمه اللامشروط للشعوب الفلسطينية والإيرانية واللبنانية واليمنية والسورية، ومشددا على أن التصدي لمسار الحرب والفوضى هو دفاع عن الجزائر وعن الإنسانية جمعاء.

وفي بيان رسمي، أعربت الجزائر، في اليوم الأول للهجوم، عبر وزارة الشؤون الخارجية، عن إدانتها الشديدة واستنكارها للعدوان الإسرائيلي السافر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، معتبرة أن هذا الاعتداء ما كان ليحدث لولا سياسة الإفلات من العقاب التي يحظى بها الكيان المحتل.

وأكد البيان أن هذا الهجوم يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ويكرّس سياسة الاحتلال العدوانية التي تهدد استقرار المنطقة برمتها، بدءًا بفلسطين مرورًا بكافة دول الجوار. وحذّرت الجزائر من عواقب التماهي مع الغطرسة الإسرائيلية، داعية مجلس الأمن والمجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياتهم الكاملة من أجل حماية السلم والأمن الدوليين ووضع حد لسياسات الاحتلال.

وفي محادثات هاتفية، السبت، أكد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، ووزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي، على “ضرورة حشد وتعبئة كل الجهود الدولية الكفيلة بتمكين مجلس الأمن من الاضطلاع بالدور المنوط به في حفظ السلم والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي”، مع وصف ما جرى بالعدوان على إيران.

وترتبط الجزائر بعلاقات دبلوماسية قوية مع إيران، تظهر في الاتصالات المستمرة على أعلى مستوى بين الرئيسين وتبادل الزيارات والتنسيق السياسي فيما يخص دعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات