أخبار عاجلة

قافلة الصمود الجزائرية تنضم الى نظيرتها التونسية وتدخل الأراضي الليبية

علن منظمو “قافلة الصمود” المغاربية لفك الحصار على قطاع غزة، أن القافلة البرية بدأت عبورها من تونس إلى ليبيا من معبر رأس جدير الحدودي دون أي إشكال.

وقال متحدث “قافلة الصمود” نبيل الشنوفي: “نحن بصدد العبور إلى الجانب الليبي ولم يعترضنا أي أشكال”.

وأضاف الشنوفي أن السيارات تجاوزت إلى الجانب الليبي والحافلات تستعد للعبور وأنهم بصدد استكمال الإجراءات الإدارية لدى الجمارك الليبية.

وعن فترة رحلتهم بين تونس العاصمة ومعبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا، قال الشنوفي: “استقبلنا الآلاف بالترحاب في مدن قابس ومدنين وبنقردان وفي صفاقس (جنوب شرق) نظموا لنا مأدبة غداء”.

في الوقت عينه، وصلت “قافلة الصمود” القادمة من الجزائر إلى الأراضي الليبية، وذلك بعد عبورها الأراضي التونسية وانضمامها إلى المبادرة التونسية.

وتضم القافلة التي انطلقت من الجزائر في ثاني أيام التشريق، أكثر من 200 مشارك بين ناشطين ومتطوعين، إلى جانب برلمانيين ودبلوماسيين، وجابت طريقها عبر معبر أم الطبول مرورا بمدينة باجة التونسية وصولا إلى العاصمة تونس، حيث التحقت بنظيرتها التونسية، لتنطلقا سويًا نحو الأراضي الليبية في طريقهما إلى معبر رفح البري على الحدود المصرية، حيث سيتم التنسيق مع قوافل تضامنية أخرى قدمت من عدة دول عربية دعما لغزة.

وتمثل هذه القافلة إحدى صور التعبير الشعبي العملي الذي يقوده نشطاء جزائريون نصرةً لفلسطين، تحت راية “المبادرة الجزائرية لنصرة فلسطين وإغاثة غزة”، في وقت بالغ الحساسية تواصل فيه آلة الحرب الإسرائيلية قصف الأحياء السكنية في قطاع غزة، موقعة آلاف الشهداء من المدنيين بينهم أطفال ونساء، إلى جانب الدمار الهائل الذي طال البنية التحتية والمرافق الصحية والتعليمية، فضلا عن سياسة التجويع والدفع نحو التهجير التي باتت تلقى إدانة عالمية.

وفي تدوينة له مع دخول القافلة إلى الأراضي الليبية، قال رئيس المبادرة الجزائرية لنصرة فلسطين وإغاثة غزة، يحيى صاري، إنّ هذه القافلة ليست مجرّد رحلة تضامنية عابرة، بل هي صوت جزائري حرّ يعلو ليخترق جدران الصمت الدولي، ويُذكّر العالم أن هناك شعبا محاصرا يُذبح كل يوم أمام أعين المتخاذلين، دون أن يتحرّك الضمير العالمي كما ينبغي. وأضاف: “الآن، على بركة الله وعونه، عبرت قافلة الصمود من تونس إلى ليبيا، بعد أن انطلقت من الجزائر في أيام مباركة، والتحمت بأشقائنا التونسيين، وها نحن نواصل السير بعزم وثبات نحو معبر رفح، لنقول لأهلنا في غزة: لستم وحدكم”.

وأكد صاري أن هذه القافلة تعبّر عن صوت الجزائر الذي ظل عاليا في المحافل الدولية، يطالب بفك الحصار عن قطاع غزة ووقف العدوان، مضيفا: “هدف هذه القافلة إنساني في جوهره، لكنها في الحقيقة تحمل أبعادًا أعمق من ذلك؛ إنها موقف سياسي وأخلاقي، تعبّر عن الانخراط الشعبي الجزائري في الحراك الدولي الرافض للممارسات الإجرامية التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني. القافلة تشارك في جهد عالمي يخرج برًا وبحرًا وجوًا ليكسر جدار الصمت ويضع المحتل أمام عار جرائمه”.

وتابع رئيس المبادرة الجزائرية: “هذه القافلة تخاطب أهلنا في غزة لتقول لهم إننا نشعر بما تشعرون به، ونتقاسم معكم الألم والمعاناة، وإن كانت المسافة بعيدة فإن القلوب قريبة، وإن لم نملك السلاح فنملك الإرادة والصوت والموقف والمساندة. ما نقوم به اليوم هو أقصى ما نستطيعه، لكنه جزء من معركة كبرى ضد الظلم، قافلتنا ليست فقط حافلات محمّلة بالمواد الإنسانية، بل هي أيضًا صرخة أمل، وصورة رمزية قوية للإرادة الدولية الحرة التي تضيق الخناق على المحتل من كل الجهات”.

وأكد صاري أنّ هذه الخطوة تأتي في سياق موجة من التحركات الشعبية والإنسانية العالمية، من مختلف القارات، تؤكد أن غزة لم تُترك وحدها، وأنّ الشعوب ترفض التطبيع والتواطؤ مع الاحتلال، مشددًا على أن القافلة الجزائرية تُمثّل رسالة مزدوجة: تضامن إنساني حقيقي، ورفض سياسي علني لأي محاولة لتبييض وجه الاحتلال على حساب الدم الفلسطيني.

وتمضي القافلة في طريقها عبر الأراضي الليبية وسط إجراءات لوجستية وتنسيق مستمر مع السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية، على أن تواصل مسارها إلى الحدود المصرية خلال الأيام القادمة، حيث من المنتظر أن تلتحم مع قوافل قادمة من دول أخرى، ستصل إلى الأراضي المصرية عبر البحر والجو، في مشهد يريد إبراز الرفض الموحد للصوت الإنساني ضد الجرائم الصهيونية.

وفي سياق دعم هذا التحرك، أعلنت حركة مجتمع السلم وهي كبرى الحركات الإسلامية في الجزائر، مباركتها لقافلة الصمود المتوجهة إلى غزة، مؤكدة انخراطها في الحراك الشعبي العالمي المتصاعد دعماً للشعب الفلسطيني في وجه العدوان الإسرائيلي المتواصل، وإسناداً لغزة المحاصرة التي تعاني من مجازر متكررة وتجويع ممنهج.

وعبرت الحركة عن تثمينها لما وصفته بـ”الوعي العالمي” المتنامي، والمتمثل في التحركات الشعبية المتعددة عبر البر والبحر، والتي يشارك فيها آلاف المتضامنين من أكثر من 50 دولة من مختلف الجنسيات والقارات، بهدف كسر الحصار وإيصال المساعدات إلى سكان غزة المنكوبة.

واعتبرت أن هذه الجهود تمثل فعلا إنسانيا نبيلا يستحق المباركة والدعم، داعية إلى تفعيل كل المبادرات التي تساهم في وقف الإبادة الجماعية وإنهاء معاناة الفلسطينيين.

وأدانت في السياق بشدة في بيانها ما وصفته بـ”الجريمة النكراء” التي ارتكبها الكيان الصهيوني، والمتمثلة في قرصنة سفينة “مادلين” في المياه الدولية واحتجاز 12 ناشطًا دوليًا ومنع إدخال المساعدات إلى غزة، معتبرة ذلك انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية واستخفافًا بالقيم الإنسانية.

وأعربت حركة مجتمع السلم عن دعمها الواسع للمبادرات التضامنية، وعلى رأسها قافلة الصمود التي تشارك فيها الجزائر بوفد متنوع يضم قيادات حزبية وبرلمانيين وناشطين شبابًا ونساءً من مختلف الولايات. كما أكدت أن هذا التحرك يمثل صورة مشرقة للتضامن الشعبي الجزائري مع القضية الفلسطينية.

وأشار البيان إلى أن الحراك الشعبي العالمي الداعم لغزة يُعد تظاهرة إنسانية غير مسبوقة، ومبادرة عالمية لكسر الغطرسة الصهيونية وفضح التواطؤ الرسمي الغربي، إلى جانب كشف التخاذل العربي والإسلامي، مبرزًا أن هذه التحركات تعبّر عن حالة يقظة عالمية في وجه الإفلاس القيمي للنظام الدولي.

ودعت الحركة في ختام بيانها الحكومات العربية والإسلامية، خصوصًا تلك الواقعة على المسارات الجغرافية للقوافل المتجهة إلى غزة، إلى تسهيل عبور هذه المبادرات ودعمها ميدانيًا ولوجستيًا، بهدف زيادة الضغط على الكيان الصهيوني لوقف المجازر وفك الحصار الجائر عن الشعب الفلسطيني.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات