استُشهد 40 فلسطينيًا بينهم أطفال ونازحون، منذ فجر الأربعاء، بقصف إسرائيلي استهدف مناطق متفرقة بقطاع غزة، فيما سُجل العدد الأكبر من الشهداء بمدينة غزة التي تسعى تل أبيب لاحتلالها.

يأتي ذلك ضمن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، بدعم أمريكي، بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأفادت مصادر طبية وشهود عيان بأن هجمات الجيش الإسرائيلي على القطاع اليوم استهدفت منازل وخيام نازحين ومنتظري مساعدات.

شمال قطاع غزة

شمال القطاع، كثف الجيش الإسرائيلي قصفه على مدينة غزة، موقعًا 28 شهيدًا في أحياء متفرقة، في إطار تصعيد متواصل ضمن خطة أعلنها لاحتلال المدينة.

ففي حي الشيخ رضوان شمالي المدينة، ارتفع عدد الشهداء من 4 فلسطينيين إلى 10 بعد انتشال 6 جثامين من عائلة “الجريسي” جراء قصف جوي استهدف منزلًا.

فيما أسفر قصف آخر عن استشهاد 6 فلسطينيين بينهم أطفال، وإصابة 18 آخرين إثر استهداف تجمع للمواطنين.

وفي الحي ذاته، ألقت مروحيات إسرائيلية من نوع “كواد كابتر” قنابل حارقة استهدفت خيام نازحين في سوق الشيخ رضوان، ما تسبب بحرائق طالت الخيام وممتلكات المواطنين.

وفي حي الرمال غربي المدينة، استُشهد 5 فلسطينيين، بينهم سيدة حامل وجنينها، في قصف شنته مروحية إسرائيلية على شقة سكنية بمحيط ميناء الصيادين.

وفي حي النصر غربي المدينة، أصيب عدد من النازحين، بعضهم بجراح خطرة، جراء قصف استهدف خيامًا بمحيط مستشفى الرنتيسي.

أما في حي الدرج وسط المدينة، فاستُشهد 3 فلسطينيين باستهداف مروحية منزلًا لعائلة “السوافيري”.

وفي حي الشجاعية شرقي المدينة، استشهد 4 فلسطينيين في غارة شنتها مسيرة إسرائيلية على مواطنين.

تزامنًا مع ذلك، واصل الجيش الإسرائيلي سياسة التدمير الممنهج عبر نسف منازل ومنشآت فلسطينية في أحياء الزيتون (جنوب شرق) والصبرة (جنوب) والشيخ رضوان، مستخدمًا مركبات عسكرية قديمة فخخها وزرعها بين المباني لتفجيرها.

كما استهدف قصف مدفعي إسرائيلي عدة مناطق في حيي الزيتون والصبرة.

وتشهد الأحياء الشرقية والشمالية لمدينة غزة نزوحًا واسعًا نحو غربها منذ 13 أغسطس/ آب الماضي، تحت وطأة القصف المكثف، بعدما أعلنت إسرائيل، الجمعة الماضية، المدينة “منطقة قتال خطيرة” يقطنها نحو مليون فلسطيني.

وخلال الفترة ذاتها، فجّر الجيش الإسرائيلي أكثر من 100 روبوت مفخخ وسط الأحياء السكنية في مدينة غزة، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في القطاع صدر اليوم الأربعاء.

كما نفذ أكثر من 70 غارة جوية مباشرة باستخدام الطائرات الحربية، ما أسفر عن ارتقاء 1100 شهيد وإصابة 6008 آخرين، حسب البيان ذاته.

وتأتي هذه التطورات بعد إقرار الحكومة الإسرائيلية، في 8 أغسطس، خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيًا، بدءًا بمدينة غزة.

وبحسب الطرح الذي قدمه نتنياهو، فإن الخطة تبدأ بتهجير فلسطينيي مدينة غزة نحو الجنوب، يتبعها تطويق المدينة، ومن ثم تنفيذ عمليات توغل إضافية في مراكز التجمعات السكنية، وفق هيئة البث العبرية الرسمية.

وسط القطاع

ووسط القطاع، تركزت الهجمات الإسرائيلية على مخيمي المغازي والنصيرات.

ففي خيم المغازي، استُشهد فلسطينيان باستهداف طائرة مسيرة خيمة نازحين.

وفي مخيم النصيرات، أسفر قصف بطائرة مسيرة عن استشهاد 5 فلسطينيين بمحيط محطة “راضي” للبترول.

جنوب القطاع

وجنوب القطاع، تركزت الهجمات الإسرائيلية على مدينتي خان يونس ورفح.

ففي خان يونس، استشهدت سيدتان فلسطينيتان بقصف مدفعي استهدف منطقة شرق الإقليمي.

وفي رفح، استُشهد 3 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء انتظارهم المساعدات، فيما أصيب أكثر من 50 آخرين جراء إطلاق نار استهدف تجمعًا مماثلًا في المدينة.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت 63 ألفًا و746 شهيدًا، و160 ألفًا و245 مصابًا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة تسببت باستشهاد 367 فلسطينيًا بينهم 131 طفلًا، حتى الأربعاء.