أخبار عاجلة

عدد من أعضاء الكونغرس يدعمون قرارًا يمنع ترامب من شنّ حرب على إيران دون موافقة الكونغرس

عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي التقدّميين، الثلاثاء، إنهم سيدعمون تشريعًا يُجبر الرئيس دونالد ترامب على الحصول على إذن من المجلس قبل شنّ حرب ضد إيران، وذلك في أعقاب تقديم مجلس الشيوخ، الإثنين، مشروعين يهدفان إلى منع ترامب من جرّ الولايات المتحدة إلى الحرب المتصاعدة بين إسرائيل وإيران.

فقد قدّم النائبان توماس ماسي (جمهوري عن كنتاكي) ورو خانا (ديمقراطي عن كاليفورنيا)، مشروع قانون يؤكد المتطلبات القانونية بموجب “قرار سلطات الحرب لعام 1973″، والذي يُلزم الرئيس بإبلاغ الكونغرس خلال 48 ساعة من إرسال القوات لأعمال قتالية، ويحدد مدة العمليات بستين يومًا، مع فترة انسحاب مدتها 30 يومًا، ما لم يصدر الكونغرس إعلان حرب أو تفويضًا باستخدام القوة العسكرية.

وقال ماسي: “الدستور لا يمنح السلطة التنفيذية صلاحية شنّ عمل حربي من جانب واحد ضد دولة ذات سيادة لم تهاجم الولايات المتحدة”، مضيفًا: “الكونغرس وحده يملك سلطة إعلان الحرب ضد إيران. هذه الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران ليست حربنا، وحتى إن كانت كذلك، فالدستور ينصّ على أن الكونغرس هو من يقرر”.

وشكر ماسي عبر منصة “إكس” النواب المشاركين في رعاية القرار، وجميعهم ديمقراطيون، وهم: دون باير، وغريغ كاسار، وألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، ولويد دوغيت، وخيسوس “تشوي” غارسيا، وفال هويل، وبراميلا جايابال، وسمر لي، وجيم ماكغفرن، وإلهان عمر، وأيانا بريسلي، ودليا راميريز، ورشيدة طليب، ونييديا فيلازكيز.

ومن المتوقع أن ينضمّ نواب آخرون،  وربما جمهوريون، إلى قائمة المؤيدين.

 

وقالت النائبة سمر لي: “الرئيس لا يملك سلطة إعلان الحرب من جانب واحد. الحصول على تفويض من الكونغرس ليس خيارًا بل واجبًا”. وأضافت: “حين يربح البعض سياسيًا وماليًا من الحروب التي لا تنتهي، يدفع الآخرون الثمن. لا يمكننا السماح بخداعنا مرة أخرى وخوض صراع جديد يكلف أرواح الأبرياء”.

أما النائبة رشيدة طليب فقالت: “الشعب الأمريكي لن يقع في الفخ مجددًا. كُذب علينا بشأن أسلحة الدمار الشامل في العراق، وقتل ذلك ملايين الأشخاص وغيّر حياتنا إلى الأبد”.

ورحبت جماعة “ديمقراطيون من أجل العدالة”، وهي لجنة سياسية تقدّمية، بالمشروع قائلة: “ها هي فرصة للتعاون بين الحزبين لا تضرّ بمصلحة الشعب الأمريكي. على كل عضو في الكونغرس أن يعارض انخراط الولايات المتحدة – سواء عبر التمويل أو الأسلحة أو الجنود – في حرب جديدة لا نهاية لها في الشرق الأوسط”، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “كومن دريمز”.

ويأتي مشروع القانون في مجلس النواب بعد أن قدّم السيناتور تيم كين (ديمقراطي عن فرجينيا) والسيناتور بيرني ساندرز (مستقل عن فيرمونت)، يوم الإثنين، مشروعي قانون في مجلس الشيوخ لمنع إدارة ترامب من استخدام الأموال الفيدرالية لشنّ هجوم عسكري على إيران دون موافقة الكونغرس. وهو ما يعيد إلى الأذهان قرارًا مشابهًا في عام 2020 حين كان مجلس النواب تحت سيطرة الديمقراطيين.

 

ودعمت النائبة إلهان عمر مشروع ماسي، قائلة: “أنا أؤيد هذا القرار لأن الشعب الأمريكي لا يريد حربًا جديدة”.

وكشف استطلاع أجرته مجلة The Economist بالتعاون مع YouGov، ونُشر الثلاثاء، أن 16% فقط من الناخبين يرون أنه “ينبغي على الولايات المتحدة التدخل في النزاع بين إسرائيل وإيران”. ومن بين هؤلاء، لم يؤيد الفكرة سوى 10% من المصوّتين لنائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس العام الماضي، و19% من مصوّتي ترامب عام 2024، و15% من الديمقراطيين، و11% من المستقلين، و23% من الجمهوريين.

وأظهر استطلاع آخر أجرته مجموعة Bullfinch بتكليف من “Demand Progress”، أن 53% من الناخبين المسجّلين – بمن فيهم 58% من الديمقراطيين، و47% من المستقلين، و56% من الجمهوريين – يرون أن على ترامب الحصول على تفويض من الكونغرس قبل شنّ ضربات ضد دول أجنبية.

وقال كافان خرازين، المستشار السياسي في Demand Progress: “نُشيد بالنائب ماسي والسيناتور كين لتقديمهما هذه القرارات التي تسعى إلى منع انجرارنا إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط”. وأضاف: “على الجمهوريين والديمقراطيين أن يدافعوا عن الدستور وأن يمنعوا إسرائيل من جرّنا إلى حرب كارثية مع إيران”.

وتابع: “الشعب الأمريكي – بمن فيهم غالبية واضحة من ناخبي الحزب الجمهوري – يؤمن بأن على الرئيس الحصول على تفويض من الكونغرس قبل بدء أي هجوم. على الكونغرس أن يصغي إليهم ويعيد تأكيد سلطته الدستورية في مسائل الحرب”.

وتدّعي إسرائيل أن هجماتها على إيران تهدف إلى منعها من الحصول على أسلحة نووية، إلا أن التقييمات الاستخباراتية الأمريكية المتتالية، كان آخرها في مارس/ آذار الماضي، تؤكد أن طهران لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي.

 

في المقابل، تجاهل ترامب تقييمات مدير الاستخبارات الوطنية الخاص به والتي تؤكد أن إيران ليست قريبة من إنتاج قنبلة نووية، وواصل تصعيد تهديداته الغامضة لطهران، في وقت تتواصل فيه الهجمات الإسرائيلية والردود الإيرانية.

وفي هذا السياق، دعت منظمات مناهضة للحرب، من بينها المجلس الوطني الأمريكي الإيراني (NIAC) ومجموعة CodePink، إلى التهدئة والعودة للمفاوضات تفاديًا لانفجار أوسع للأزمة.

وأعلن NIAC أنه ينظّم حملة لجمع تواقيع للضغط على الكونغرس لمنع تدخل أمريكي، ويعتزم عقد فعالية احتجاجية مشتركة مع Peace Action وAction Corps بعنوان “ساعة ضد الحرب” بعد ظهر الثلاثاء.

وقال المجلس: “ترامب يواصل التراجع عن التزاماته بالدبلوماسية وإنهاء الحروب، من خلال دعمه الصريح لحرب نتنياهو العدوانية واستخدامه للمعدات والأفراد الأمريكيين في المنطقة”. وأضاف: “الهجمات الإسرائيلية على طهران قتلت حتى الآن أكثر من 224 شخصًا، وأصابت أكثر من 1277 بجروح”.

وفي الوقت نفسه، قتل الجيش الإسرائيلي – خلال يوم واحد فقط – 51 فلسطينيًا كانوا يحاولون الحصول على الغذاء والمساعدة في موقع تابع لبرنامج الغذاء العالمي في جنوب قطاع غزة، وفقًا لـNIAC.

واختتم المجلس بيانه بالقول: “لا أحد يعلم حجم الكارثة التي ستلحق بإيران وإسرائيل والولايات المتحدة إذا تصاعدت الحرب. على الرئيس ترامب أن يوقف فورًا الدعم العسكري لإسرائيل في حربها ضد إيران، وإذا لم يفعل، فعلى الكونغرس أن يتحرك بموجب صلاحياته الدستورية لإنقاذ حياة الملايين من الأمريكيين والإيرانيين والإسرائيليين والفلسطينيين”.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات