تحت عنوان “نتنياهو وترامب يعيدان إشعال المجزرة في غزة ولو كان ذلك على حساب ‘إشعال المنطقة'”، تناولت صحيفة “ليمانيتي” الفرنسية استئناف الجيش الإسرائيلي للقصف على قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص، غالبيتهم من الأطفال والنساء. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الضربات تمت بموافقة إدارة دونالد ترامب، مما أدى إلى انهيار الهدنة التي تم التوصل إليها في يناير/كانون الثاني الماضي، في وقت كانت فيه المفاوضات حول المرحلة الثانية قد توقفت.
وقالت الصحيفة الفرنسية إن تبريرات الجيش الإسرائيلي لم تتغير، حيث وصف عملياته بأنها “إجراءات قوية” و“ضربات واسعة على أهداف إرهابية”. وشمل القصف عدة مناطق في القطاع، مثل شمال غزة، ومدينة غزة، ودير البلح، وخان يونس، ورفح الواقعة جنوبًا على الحدود مع مصر. كما أسفرت الضربات عن مقتل رئيس حكومة حماس في غزة، عصام الدعليس، إضافة إلى مسؤولين آخرين في الحكومة، من بينهم نائب وزير الداخلية، اللواء محمود أبو وطفة، ومدير عام جهاز الأمن الداخلي، اللواء بهجت أبو سلطان.
من جانبها، اتهمت حركة حماس في بيان رسمي الحكومة الإسرائيلية بـ“إفشال الهدنة”، قائلة إن نتنياهو “قرر استئناف الحرب الإبادية التي يعتبرها طوق نجاة لأزماته الداخلية”. وأضافت أن “قرار نتنياهو باستئناف الحرب هو بمثابة تضحية بالأسرى وحكم بالإعدام عليهم”.
وفي إسرائيل، أبدى “منتدى عائلات الأسرى” قلقه من قرار الحكومة استئناف الحرب، مؤكّدا أن “الخوف الأكبر للأسر والعائلات أصبح حقيقة”، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تعرّض الأسرى والجنود الإسرائيليين للخطر. ودعا المنتدى إلى العودة إلى الهدنة.
بدورها، أكدت تل أبيب أنها ستواصل الهجمات على غزة “طالما كان ذلك ضروريًا”، مهددةً بتوسيع نطاق العمليات العسكرية. وفي تحذير موجه لسكان بعض المناطق في غزة، دعا المتحدث العسكري الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، سكان بيت حانون، وخزاعة، وعبسان الكبيرة، والجديدة إلى “الإخلاء الفوري نحو الملاجئ المعروفة غرب غزة وخان يونس”.
تم الهجوم الإسرائيلي على غزة بموافقة البيت الأبيض، حيث أكّدت المتحدثة باسمه، كارولين ليفيت، في تصريح لقناة فوكس نيوز، أن “إدارة ترامب تم التشاور معها بشأن الهجوم، وأن الرئيس ترامب وجّه رسالة واضحة إلى حماس، والحوثيين، وإيران، وكل من يسعى إلى ترهيب إسرائيل أو الولايات المتحدة، بأنهم سيدفعون الثمن”.
وفي إطار التصعيد، شنّت الولايات المتحدة غارات جوية على اليمن، مما أسفر عن مقتل 53 شخصا، من بينهم خمسة أطفال، وإصابة نحو 98 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة التابعة للحوثيين.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن “القضاء على هؤلاء الأفراد وإمكانياتهم لتهديد حركة الملاحة البحرية هو خدمة للعالم”. وتبرر واشنطن هذه العمليات برغبتها في إنهاء خطر الحوثيين، الذين استهدفوا ناقلات تجارية في البحر الأحمر. ورد الحوثيون بتصريحات تؤكد استمرار دعمهم للقضية الفلسطينية، مؤكدين أنهم “سيواصلون التصعيد في المواجهة”.
ورأت الصحيفة أن مساعي الوساطة التي قامت بها كل من قطر ومصر والولايات المتحدة لإنجاح المرحلة الثانية من الهدنة قد تكون وصلت إلى طريق مسدود، في وقت تؤكد فيه إسرائيل أنها ستواصل عملياتها العسكرية رغم وجود وفد تفاوضي لها في مصر.
وأشارت إلى أن قطر دانت الهجوم الإسرائيلي، محذرة من أنه “قد يشعل المنطقة بأسرها”، فيما وصفت الخارجية الإيرانية هذه العمليات بأنها “امتداد لجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في فلسطين المحتلة”، محملةً المسؤولية لواشنطن.
تعليقات الزوار
لا تعليقات