أثار لوي، نجل الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، جدلا واسعا بتصريحات تدعو لاستعمال العنف ضد الجزائر، في قضية اعتقال الكاتب الجزائري بوعلام صنصال (الذي حصل قبل أشهر فقط على الجنسية الفرنسية رغم أنه ليس له من المفترض شروط الإقامة الدائمة التي تؤهله لذلك، إنما حصل عليها بسبب علاقاته من نافذين في فرنسا).
ونقلت صحيفة “لوموند” الفرنسية، في سياق بورتريه موسع عن هذا الشخص الذي يحلم بخوض مسار سياسي في بلاده، قوله إنه لو كان في موقع القرار، لقام بـ”حرق السفارة الجزائرية، ووقف منح التأشيرات، ورفع الضرائب الجمركية بنسبة 150%”.
وقد أثار هذا الموقف الصادم تساؤلات عما إذا ستتحرك السلطات الفرنسية، وخاصة وزير الداخلية برونو روتايو، لاعتقال ابن ساركوزي ومتابعته مثلما فعلت مع ما يسمون بـ”المؤثرين الجزائريين في فرنسا المتهمين بالتحريض على العنف”.
وبدا هذا الموقف صادما خاصة للجزائريين في فرنسا، حيث رفع تكتل للجالية الجزائرية في مدينة ليون دعوى قضائية ضد لويس ساركوزي، بتهمة التحريض على العنف بالدعوة لحرق السفارة الجزائرية. وقد باشر المحامي نبيل بودي الإجراءات القضائية اللازمة للدفع نحو محاكمة هذا الشخص.
ويأتي كلام نجل ساركوزي (وهو من مواليد 1997)، في وقت تشهد فيه العلاقات الجزائرية الفرنسية أسوأ حالاتها، وهو واقع يستثمر فيه اليمين المتطرف الفرنسي بقوة، بالتحريض المستمر ضد الجزائر وجاليتها الكبيرة في فرنسا، لأغراض سياسية داخلية تحاول إذكاء شعور الكراهية ضد الجزائريين بهدف تحقيق مكاسب انتخابية في الاستحقاقات المقبلة التي ستشهدها البلاد.
وفي الواقع، لا يبدو هذا الموقف المتطرف للويس ساركوزي، غريبا عن شخص يتبنى توجهات يمينية محافظة، تمزج بين النزعة العسكرية والتوحش في النظرة للإنسان المغاير، وفق ما يبرزه بورتريه لوموند.
ومما نشرته الصحيفة، أن ساركوزي الابن، البالغ من العمر 27 عامًا، نشأ في الولايات المتحدة حيث تلقى تعليمه في مدارس عسكرية أمريكية، ما أسهم في تشكيل شخصيته ذات النزعة العسكرية واليمينية المتشددة.
وخلال حياته في أميركا، أصبح مدافعًا عن حق امتلاك السلاح، حيث لا يكف عن التباهي بأنه يقتني مجموعة من الأسلحة النادرة، بما في ذلك بندقية “لي-إنفيلد” من عام 1945 وبندقية “وينشستر 1892” الشهيرة في أفلام الوسترن الأمريكية. ويبرر موقفه هذا بالقول: “لدي زوجة، ويجب أن أضمن أمن عائلتي”.
ويُعرف لوي ساركوزي بآرائه المتماهية مع التيارات اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة وفرنسا. فهو من أشد المؤيدين للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إذ وصف ولايته بأنها “العصر الذهبي الجديد” ودافع عن سياساته بعبارات مثل “الطموح، القوة، الوضوح، العظمة”. كما حضر حفلًا أقامه الجمهوريون في الولايات المتحدة برعاية سياسيين محافظين بارزين مثل مايك جونسون، رئيس مجلس النواب الأميركي.
وفي فرنسا، عاد لوي ساركوزي ليجد نفسه وسط موجة يمينية متصاعدة، ما جعله محط اهتمام الإعلام الفرنسي المحافظ. فقد وصفته صحيفة “لو فيغارو” اليمينية بأنه “نجم اليمين الجديد”، بينما رأى فيه “لو جورنال دو ديمانش” المملوك حاليا لرجل الأعمال المتطرف “بولوري” وريثًا لـ”سلالة سياسية على غرار عائلة كينيدي”. علاقته بالإعلام الفرنسي بدأت تتوسع مع ظهوره كمعلق في قناة “LCI”، حيث يقدَّم أحيانًا كـ”مختص في السياسة الأميركية”، وهو الدور الذي حصل عليه بعد أن لفت انتباه الصحفي الشهير داريوس روشبين على منصة “إكس”. كما بات يكتب عمودا في مجلة “فالور أكتويل” اليمينية المتطرفة، حيث يعبّر عن آرائه السياسية التي تعبر عن التوجهات الليبرالية المتطرفة.
ورغم هذه الحفاوة من الإعلام اليميني، إلا أن طموحاته السياسية لا تزال غير واضحة المعالم، لكنه صرح بأنه يطمح للترشح لرئاسة بلدية نويي-سور-سين، المعقل التقليدي لليمين وأفخم ضواحي باريس، عام 2026، في خطوة تعيد إلى الأذهان صعود والده السياسي.
يتبنى لوي ساركوزي خطابًا يعكس نزعة قومية متشددة، إذ يعبر عن قلقه من زوال “الشعب الفرنسي” تحت وطأة الهجرة، ويدعو إلى إعادة الاعتبار للقيم الغربية. لكنه في الوقت ذاته، يفاجئ جمهوره أحيانًا بتصريحات غير متوقعة، مثل قوله: “إذا أصبح الفرنسيون في المستقبل بلون قهوتي، فلا مشكلة لدي”. هذه الجملة، التي جاءت في مقابلة مع “بوليتيكو”، جرّت عليه انتقادات لاذعة من اليمين المتطرف، الذي رأى في ذلك موقفًا متساهلًا تجاه قضايا الهوية.
ومع ذلك، تعكس توجهاته السياسية في كل مرة إعجابا بالأنظمة ذات توجهات المحافظة، حيث عبّر عن تأييده للرئيس الأرجنتيني المتطرف خافيير ميلي، قائلًا: “نحتاج إلى ميلي بقوة 1000”. كما أشاد برجل الأعمال إيلون ماسك، معتبرًا أنه يجب أن يكون هناك “أربعة أو خمسة ماسك” في فرنسا لتحقيق إصلاحات جذرية.
وفيما يتعلق بالعدوان على غزة ولبنان، لم يتردد لوي ساركوزي في التعبير عن مواقفه المتشددة، حيث قال في أحد برامجه على “LCI” عن حزب الله وحماس: “دعهم يموتون جميعًا! إسرائيل تقوم بعمل للإنسانية”. كما علّق على اقتراح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بتحويل غزة إلى منطقة سياحية بالقول: “ترامب يتحدث كرجل عقارات يرى الإمكانات في المنطقة”.
ورغم أن طموحه السياسي لا يزال في المهد، يواصل لوي ساركوزي، بناء صورته كشخصية يمينية محافظة تتبنى مواقف مثيرة للجدل، تجمع بين النزعة العسكرية، القومية المتشددة، والإعجاب بالقيادات الشعبوية في العالم. ومع عودته إلى فرنسا، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى نجاحه في فرض نفسه كفاعل سياسي مؤثر في المشهد اليميني الفرنسي، ليحمل بذلك مشعل والده الذي أفل نجمه بعد أن أنكته فضائح الرشوة واستغلال النفوذ، وأصبح يتنقّل بسوار إلكتروني، مثله مثل أي لص أو منحرف في فرنسا.
تعليقات الزوار
تعليق
قبل أن تتكلم يا صهيوني إبن صهيوني وقبل أن تنتقد المهاجرين في فرنسا إسأل أباك من أين أتى جدك إلى فرنسا وسنة كم حصل على الجنسية الفرنسية وبذلك يكون لك الحق أن تنتقد وتتكلم وتعطي رأيك أيها اليهودي المتأصل
من احرار الجزائر
هذا درس في الأكاديمية الأمريكية فهو أدرى بالحكومات العسكرية. و اذا سمحت له الظروف و فاز بالانتخابات كرئيس لفرنسا فهو من سيحرر الجزائر من حكم العسكر بعد أن يعريهم و يفضحهم عن أموالهم في الخارج بالتدقيق سواء عبارة عن مبالغ مالية في الابناك أو مشاريع ضخمة و تجارية كالفنادق و المطاعم وووو