في فاجعة جديدة، عُثر في سواحل غرب الجزائر بولاية مستغانم، على جثث أم و4 من أطفالها، بعد انقلاب قارب “حرقة” في عرض البحر كان يقلهم إلى سواحل إسبانيا بطريقة غير نظامية. وتضاف هذه الفاجعة إلى أخرى، وقعت قبل أيام في ولاية بومرداس، شمال وسط الجزائر، وأدت إلى وفاة 28 شخصا بعد غرق قارب كان يقل 32 شخصا، بينهم امرأة حامل، وقصر.
ووفق ما ذكره الناشط الإسباني المتخصص في متابعة أخبار الهجرة، فرانشيسكو جوزي كليمنتي، فإن السلطات الجزائرية في ولاية مستغانم تمكنت أخيراً من انتشال جثث 5 أشخاص (4 أطفال وامرأة واحدة). وأبرز أن القارب غرق على بعد بضع كيلومترات فقط من ساحل مستغانم بعد ظهر يوم 31 ديسمبر، بينما يبدو أن الأب نجا.
ووثقت صفحات جزائرية بالصور عمليات نقل الجثث المنتشلة إلى مستشفى مستغانم. كما تم نشر صور الأطفال الذين قضوا في هذا الحادث المأساوي. وتمت عملية الدفن في أجواء مهيبة، بينما كان التفاعل واسعا على مواقع التواصل في ظل تكرار هذه المآسي.
وتأتي هذه الأخبار في وقت كشفت فيه منظمة “كامنندو فرونتيراس” غير الحكومية أن عام 2024 سجل رقما قياسيا جديدا في عدد الوفيات المرتبطة بالهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط، حيث لقي 10,457 شخصا حتفهم أثناء محاولتهم الوصول إلى السواحل الإسبانية من إفريقيا، بمعدل 30 وفاة يوميا، ما يجعله العام الأكثر دموية في تاريخ هذه الظاهرة.
وأوضح التقرير أن الطريق البحري، الذي يربط بين الجزائر والسواحل الإسبانية الشرقية، الممتد من ألميريا إلى فالنسيا، مرورا بأليكانتي وحتى جزر البليار، شهد وحده وفاة 517 شخصا عام 2024، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 19% مقارنة بالعام السابق.
وأفاد التقرير بأن الطريق الجزائري أصبح ثاني أكثر الطرق دموية بعد الطريق الأطلسي المؤدي إلى جزر الكناري، والذي شهد وفاة 9,757 شخصا. كما سجل طريق مضيق جبل طارق 110 وفيات، بينما شهد طريق بحر البوران 73 وفاة. وإلى جانب ذلك، أُبلغ عن فقدان 131 قاربا بالكامل، 26 منها كانت تسير في الطريق الجزائري.
وأشارت المنظمة غير الحكومية إلى أن الطريق الجزائري، الذي كان في السابق يعتمد بشكل رئيسي على المهاجرين الجزائريين، أصبح الآن يشهد تنوعا متزايدا في الجنسيات. إذ يشير تقرير سنة 2024 إلى أن 40% من المهاجرين الذين يعبرون هذا الطريق يأتون الآن من مناطق أخرى، مثل منطقة الساحل الإفريقي، إفريقيا الغربية، إفريقيا الشرقية، وآسيا، بما في ذلك سوريا وفلسطين واليمن.
وذكرت أن الهجرة عبر هذا الطريق لم تعد تقتصر على السواحل القريبة مثل ألميريا وأليكانتي، بل توسعت إلى وجهات أكثر خطورة مثل فالنسيا وجزر البليار، حيث أصبحت هذه الجزر منطقة شديدة الخطورة مع تزايد عدد القوارب التي تغامر للوصول إليها. ولفت التقرير إلى أن 91.42% من جثث الضحايا، تختفي في البحر ولا يتم العثور عليها، مما يترك عائلات الضحايا في حالة من الحزن المستمر والانتظار دون أي إجابات.
تعليقات الزوار
مجرد تساؤل
مجرد تساؤل من الذي يدفع الجزائري للهجرة!؟ لو يعلم العاقل كم كلفة الحرقة في هاته القوارب ، لادرك ان ما حملهم على الحرقة ليس الجوع و الفقر ، و انما هو الجهل و الطيش ، رحم الله موتانا .فضلا أن الإعلام الجزائري كشفت عن حالات أساتذة في التعليم ومهندسون في شركات من بين المهاجرين، يتوهمون أنهم سيجدون في الغرب مستوى معيشي أفضل. في مقال نقلته "القدس العربي" عن مجلة “ليكسبريس” الفرنسية يوم:29/12/2024، جاء فيه ما نصه: "إذا سألت، في الشارع، جزائريًا، عما إذا كان يفضل الذهاب إلى أوروبا أو البقاء في بلده، فسوف يجيب دائمًا بأنه يفضل العيش في بلده" انتهى لا أحد ينكر أن هناك هجرة جزائرية "محدودة" ليست بسبب الفقر كما يتوهم البعض، وليست ظاهرة اجتماعية يسعى إليها شعب بأكمله كما يحدث في دول أخرى. ففي مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة احتلت الجزائر المركز الأول مغاربيا والثالثة إفريقيا والسابعة عربيا بعد دول الخليج. وفي آخر تصنيف لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، صنف الجزائر في المرتبة الأولى إفريقيا في مجال الأمن الغذائي. وقد وضعها هذا الإنجاز في نفس مستوى الدول الأوروبية وأمريكا. خريطة الجوع التي كشفت عنها منظمة الأغذية والزراعة جويلية 2024 تشير أن نسبة السكان الذين يعانون من سوء التغذية في الجزائر تتراوح بين 2.5% إلى 4.9%، نسبة وضعتها في نفس مستوى الدول الأوروبية وأمريكا.