أخبار عاجلة

سلال يفضح نهب حكام دولة العسكر المليارات من عائدات البترول

 جاء في تصريحات منسوبة لرئيس الوزراء الجزائري الأسبق عبدالمالك سلال المحتجز على ذمة قضايا فساد مالي وإداري، خلال رده على أسئلة محكمة جزائرية حول تبديد المال العام، أن النظام (وكان يشير إلى فترة الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة) كان قد وجه بإنفاق المليارات لتشويه صورة المغرب والاضرار بمصالحه بشكل عام فضلا عما يُنفق من أموال طائلة لدعم جبهة بوليساريو الانفصالية.

وتتوالى تصريحات مسؤولين جزائريين لتكشف عن استهداف نظام بلادهم للمغرب بشتى الطرق والأساليب ودفع أموال ضخمة لتشويه صورة المملكة والإضرار بمصالحها وتعطيل مسيرة التنمية، بدلا من تحسين وتطوير حياة الجزائريين، وبحسب تقرير لموقع "زنقة20"، فإن سلال صرح أن النظام كان يفرض على الوزراء الجزائريين التخطيط من أجل الإساءة للمغرب بكل الأشكال الممكنة. وكان يستخدم المسؤولين في تشويه سمعة المغرب ومحاولة التأثير على مساره التنموي بصرف المليارات من عائدات البترول.

وبحسب التقرير الذي تناقلته العديد من المواقع العربية، فإن تصريحات سلال الذي لازال يقضي عشر سنوات في السجون الجزائرية بتهم فساد وتبديد أموال عمومية جاءت في سياق رده على سؤال القاضي حول تبديد أموال طائلة ترجع لشركة "سوناطراك".

وتولى سلال منصب رئيس الوزراء بين عامي 2014 و2017 وأدار الحملات الإنتخابية الأربع للرئيس الأسبق بوتفليقة، الذي أطيح من السلطة في العام 2019 وفي نفس السنة اعتقل سلال بتهم فساد برفقة وزراء ومسؤولين بالنظام الجزائري السابق.

وعادة ما تتكتم السلطات على مثل هذه الافادات باعتبار أنها تفضح ممارسات ممنهجة للنظام سواء تجاه المغرب أو غيره من الدول، لكن قضية تبديد أموال عامة من عائدات النفط ليست سرا إلا أن مساراتها تثير الكثير من الأسئلة حول رغبة جامحة في الاضرار بدولة جارة وكيف أن الواجهة السياسية للحكم بدل من أن توجه تركيزها على التنمية ورفاه شعبها، تحول أموالا ضخمة لمسارات تخريبية تستهدف المملكة.

وكشف سلال أمام هيئة المحكمة، "لقد استخدمنا جميع الطرق من أجل الإساءة لصورة ‎المغرب، والتأثير على مساره التنموي والاقتصادي، وصرف مليار دولار كان الهدف منه تحطيم شركة رونو بالمغرب، وذلك بأمر من الرئيس السابق ‎عبدالعزيز بوتفليقة".

عمار سعداني كان الأكثر جرأة من بين المسؤولين الجزائريين بعد أن لفظه النظام
عمار سعداني كان الأكثر جرأة من بين المسؤولين الجزائريين بعد أن لفظه النظام

وأضاف أن الهدف من وراء كل هذا هو تعطيل المشاريع التنموية للمغرب وحتى لا يتقدم خصوصا بعد ما نجح هذا الأخير في استقطاب عدد من الاستثمارات الأجنبية المهمة في مختلف القطاعات والمجالات، وعلى رأسها ‎ صناعة السيارات".

وسواء صحت التصريحات المنسوبة لسلال أم لا، فإن ممارسات النظام الجزائري ونهجه العدائي للمملكة ومصالحها، لم يعد خافيا وقد سبق للأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني الذي كان ينظر له على أنه الرجل القوي في نظام بوتفليقة أن دعا بعد ازاحته من على رأس الأمانة العامة للحزب الحاكم، السلطة للتوقف عن إنفاق مليارات الدولارات في تمويل ودعم بوليساريو، مؤكدا أن الشعب الجزائري أحق وأولى بهذه الأموال، كاشفا تلميحا لا تصريحا عن تبديد المال العام. كما شدد على ضرورة المصالحة مع الرباط وانهاء الخلافات التي أضرت بمصالح الشعب الجزائري.  

وكشف سعداني أن النظام أنفق أموالا كبيرة لدعم جبهة بوليساريو الانفصالية، والتي أنفقها قادة الجبهة في الفنادق الفاخرة منذ 50 عاما، وكان "أولى أن تنفق على سوق أهراس والبيض وتمنراست وغيرها"، مضيفا "هذا هو موقفي سواء أغضب البعض أو لم يعجب البعض الآخر".

وفي حوار مع موقع 'كل شيء عن الجزائر' قال سعداني الذي كان مقربا جدا من بوتفليقة، من "الناحية التاريخية إن الصحراء مغربية وليست شيء آخر واقتطعت من المغرب في مؤتمر برلين وفي رأيي أن الجزائر التي تدفع أموال كثيرة للمنظمة التي تُسمى بوليساريو منذ أكثر من 50 سنة، دفعت ثمنا غاليا جدا دون أن تقوم المنظمة بشيء أو تخرجُ من عنق الزجاجة".

وتستمر حتى اليوم محاولات النظام الجزائري باستهداف الإنجازات المغربية واختلاق الروايات المزيفة للتغطية على مسيرة التطور التي تنتهجها المملكة في كل المجالات، حيث كشف موقع "مغرب-أنتلجنس" في تقرير سابق، أن "السلطات الجزائرية، تستعد سرا، لإطلاق حملة غير مسبوقة لمحاولة تشويه صورة المغرب الذي تعتبره السلطة الحاكمة في البلاد، عدوها اللدود"، وأضاف أن "الأمر يتعلق بإطلاق حرب تواصل تستهدف تشويه صورة المغرب على الساحة الدولية، من خلال تجنيد المدونين الغربيين وتعبئتهم مقابل أموال لإنتاج محتوى سلبي عن المغرب من أجل ثني الزوار الأجانب عن الإدراك الإيجابي لصورة المغرب التي اكتسبها كبلد سياحي جذاب ومستقر وينعم بالأمان".

وأضاف المصدر ذاته، "أن وكالات التواصل الجزائرية تلقت تعليمات سرية من قبل ضباط الأجهزة الأمنية وموظفي خلايا اليقظة التي أنشأتها وزارة الخارجية الجزائرية من أجل "الترويج لصورة إيجابية للجزائر في الخارج، على حساب المغرب".

وتهدف هذه الحملات إلى التأثير على الدور الإقليمي القَوي للمملكة المغربية. والتقليل من أهمية التطورات الايجابية الاخيرة في ملف الصحراء المغربية والتي ازعجت أطرافا بعينها، إضافة إلى انزعاج الجزائر من طموحات المغرب ونجاحاته الدبلوماسية وقدرته على إقناع أطراف عديدة بوجاهة منظورها لقضايا عديدة.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات