أخبار عاجلة

باحثون ينجحون في استخدام لدغة الباعوض لنقل اللقاحات

رغم أن البعوض عادة ما يرتبط بنقل المرض، إلا أن فريقا من العلماء نجح في استخدام هذه الحشرة في دراسة جديدة لتطوير لقاح واعد ضد الملاريا يمكن أن يقدم حماية أفضل بكثير مقارنة بالخيارات الحالية.

 وتفتح هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة نيو إنغلاند الطبية آفاقا في مكافحة الملاريا، حيث تعتبر خطوة متقدمة في الجيل الثاني من اللقاحات ضد وباء الملاريا وقد أظهرت تحسنا ملحوظا في الفعالية.

وطور فريق من الباحثين من "جامعة لندن كوليدج" سربا محمولا جوا من البعوض لحقن مجموعات سكانية بأكملها باللقاحات والجرعات المعززة المنتظمة، ولم يضطروا حتى إلى تعديل البعوض بأنفسهم، كما تبين فيما بعد.

واستخدم الباحثون نسخة معدلة وراثيا من طفيل متصورة منجلية Plasmodium falciparum المسؤول عن الإصابة بالملاريا. ورغم أن اللقاح الذي يحمل اسم GA2 يحتوي على طفيلي غير نشط، إلا أنه يساعد الجسم على بناء استجابة مناعية ضد الوباء دون التسبب في الإصابة به.

ويوضح عالم اللقاحات ميتا روستنبرغ قائلا "يتم إدخال الطفيليات الخاملة عن طريق لدغة البعوض، حيث تصل إلى الكبد البشري كالمعتاد، ولكن بسبب التعديل الجيني لا يمكن للطفيلي إتمام نموه داخل الكبد ولا يستطيع الانتقال إلى مجرى الدم وبالتالي لا يحدث المرض. وفي الوقت نفسه، يخلق هذا الطفيلي المعطل استجابة مناعية قوية في الكبد، ما يمنح الجسم مناعة ضد العدوى الحقيقية في المستقبل".

وأظهرت الدراسة أن اللقاح GA2 يمنح الجهاز المناعي وقتا أطول للتعرف على الطفيلي مقارنة بالإصدار السابق. إذ يحتاج في هذا اللقاح المعدل إلى نحو أسبوع كامل للنضوج داخل الكبد، بينما كانت هذه العملية تستغرق 24 ساعة فقط في الإصدار القديم

واظهرت نتائج الدراسة أن التوقيت الإضافي يعزز قدرة الجهاز المناعي على مواجهة الطفيلي، مشيرة الى أن هذا اللقاح حفز استجابة مناعية أقوى وأكثر تنوعا، وهو ما يفسر فعاليته المحسنة بشكل كبير، حيث تبين أن 8 من كل 9 شباب بالغين تلقوا اللقاح الجديد كانوا محميين ضد الملاريا، مقارنة بشخص واحد فقط من كل 8 تلقوا نفس اللقاح المعدل.

ويفكر فريق البحث في تحسين هذا اللقاح بناء على هذه النتائج لفهم سبب نجاحه بشكل أكبر، حيث يرى الباحثون أنه إذا تم إطلاق أعداد كبيرة من الحشرات الحاملة لـGA2 في البرية في المناطق المنكوبة بالملاريا فإن شهيتها الطبيعية ستضمن حصول جميع السكان على لقاحات معززة منتظمة خلال الأجزاء الدافئة الرطبة من العام عندما يكون خطر الإصابة بالعدوى منخفضًا دون الحاجة إلى سلاسل التوريد المبردة والإبر الصحية والأطباء المدربين.

وعلى الرغم من التقدم الكبير في مكافحة الملاريا، سواء عبر القضاء على مصدر العدوى أو تعزيز مناعة الأفراد، إلا أن المرض ما يزال يشكل تحديا عالميا، حيث يسجل سنويا نحو 249 مليون حالة إصابة، ما أدى الى وفاة حوالي 608 ألف حالة وفاة. كما أن اللقاحات المتوفرة حاليا تقدم حماية محدودة تتراوح بين 50-77 في المائة فقط، وغالبا ما تدوم أقل من عام.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات