استُشهد وجرح فلسطينيون الثلاثاء، في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في منطقة الصفطاوي شمالي مدينة غزة.
وقال شهود عيان إن “مقاتلات إسرائيلية قصفت منزلا مكونا من 6 طوابق في شارع أحمد ياسين غربي منطقة الصفطاوي شمالي مدينة غزة، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى (دون تحديد أرقام)”.
وأضاف الشهود أن المنزل مأهول بالسكان والنازحين، لكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني لم تتمكن من الوصول إلى تلك المنطقة بسبب الاستهداف الإسرائيلي المكثف.
بالرغم من التحركات النشطة لإتمام عقد صفقة تهدئة في قطاع غزة، نفذت قوات الاحتلال سلسلة هجمات دامية، على العديد من مناطق قطاع غزة، أوقعت الكثير من الضحايا.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، عن ارتكاب قوات الاحتلال 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 28 شهيدا و54 اصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية، لافتة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي الى 44,786 شهيدا و106,188 اصابة منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي.
وفي شمال قطاع غزة، استمرت المجازر التي تستهدف السكان المحاصرين، الذين يعانون من الهجوم البري المستمر منذ أكثر من شهرين، ومع بزوغ شمس نهار الثلاثاء، شيع أهالي ضحايا مجزرة عزبة بيت حانون، التي ارتكبتها قوات الاحتلال ليل الاثنين إلى مثواهم الأخير، وسط حالة حزن شديد، وذلك بعد ارتفاع عدد الضحايا من 20 إلى 25 شهيدا، بعد استشهاد عدد من المواطنين متأثرين بجراحهم البالغة التي أصيبوا بها جراء قصف المنازل هناك.
وذكرت مصادر محلية أن عملية التشييع جرت بشكل سريع، ووسط تحليق مكثف من الطيران الحربي والاستطلاعي، ما أثار حالة من الخوف في صفوف السكان.
وكانت قوات الاحتلال تعمدت ارتكاب عدة مجازر شمال قطاع غزة خلال اليومين الماضيين، في مسعى منها لإجبار من تبقوا من السكان على “النزوح القسري”.
إلى ذلك فقد عادت قوات الاحتلال وصعدت من هجماتها ضد مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا، وتعرضت العديد من الأحياء لقصف مدفعي وجوي عنيف، فيما أكد شهود عيان أن طائرات مسيرة من نوع “كواد كابتر” حلقت فوق مناطق التوغل البري، وأطلقت الرصاص في عدة اتجاهات.
وتصاعدت أكثر من مرة أعمدة الدخان من مناطق الاستهداف الجوي وعقب نسف مبان جديدة هناك، فيما تعرضت أيضا المناطق الحدودية الشرقية لمنطقة جباليا البلد لغارة جوية عنيفة.
ولا تزال مشافي شمالي القطاع تعاني جراء افتقارها لغالبية الأدوية، وجراء النقص الحاد في الطواقم الطبية، وهي أمور تسبب بها الحصار الإسرائيلي الخانق، الذي فرضته قوات الاحتلال مع بداية عملية التوغل البري، حيث ترفض قوات الاحتلال إدخال الطعام والدواء.
أما في مدينة غزة، فقد قامت قوات الاحتلال بشن سلسلة هجمات، طالت عدة مناطق، وتعرضت الأحياء الشمالية الغربية لقصف مدفعي عنيف، تخلله إطلاق نار من رشاشات ثقيلة مثبتة على آليات الاحتلال المتوغلة على الأطراف، حيث سقطت القذائف على أحياء الصفطاوي والسودانية ومنطقة المخابرات.
وذكر شهود عيان أن قصفا مدفعيا عنيفا استهدف أطرف حي الزيتون الشرقية والجنوبية، وأبلغوا مجددا عن سماع دوي انفجارات ضخمة، يرجح أنها ناجمة عن عمليات نسف مبان جديدة قرب “محور نتساريم” من الجهة الشمالية للقطاع.
في الموازاة، تعرضت العديد من المناطق القريبة من عمليات التوغل البري وقرب الحدود الشرقية لوسط القطاع لهجمات عنيفة.
وسقطت عدة قذائف مدفعية على أطراف مخيم النصيرات الشمالية والشرقية، وقامت هناك القوات المتوغلة في محيط حي الدعوة بإطلاق نار كثيف على العديد من المنازل القريبة.
وذكرت مصادر محلية أن طائرات مروحية وأخرى مسيرة، قامت بإطلاق النار تجاه تجمعات للمواطنين غرب المخيم.
ونفذت قوات الاحتلال عدة عمليات نسف لمنازل شمال النصيرات، وقد كانت قد أطلقت الكثير من قنابل الإنارة على تلك المناطق طوال ليل الاثنين وحتى فجر الثلاثاء.
في السياق، هاجمت قوات الاحتلال أطراف مخيمي البريج والمغازي الشرقية، حيث كانت قوات الاحتلال دفعت بتوغل بري محدود في محيط الحدود الشرقية للمغازي، وهو ما فرض على السكان المقيمين على مقربة من هناك عدم الحركة خشية من الاستهدافات.
أما في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، فسقطت عدة قذائف مدفعية على بلدات بني سهيلا وعبسان والقرارة، كما تعرضت مناطق أخرى تقع شمال شرق المدينة لهجمات مماثلة، وهي من ضمن المناطق التي طلب جيش الاحتلال من سكانها نهايات الأسبوع الماضي النزوح القسري.
وهاجمت قوات الاحتلال المتوغلة في مدينة رفح من جديد وبشكل عنيف، حي الجنينة، الذي يتعرض لعمليات نسف مبان كبيرة.
وكانت الكتيبة 932 التابعة لجيش الاحتلال، نشرق مشاهد لعمليات نسف منازل المواطنين الواقعة في محيط برج عوض في الحي، واظهرت اللقطات التي صورت من طائرة مسيرة، أن النسف الجديد طال الكثير من المنازل، فيما ظهرت المنازل المحيطة بالهجوم وهي مدمرة بالكامل.
كما طال قصف الاحتلال المدفعي والجوي مناطق أخرى وسط المدينة الواقعة أقصى الحدود الجنوبية لقطاع غزة.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 150 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
تعليقات الزوار
لا تعليقات