في مقال رأي بصحيفة لوفيغارو الفرنسية، قال كزافييه درينكور الدبلوماسي الفرنسي السابق وسفير باريس السابق لدى الجزائر، إنه بالنسبة للجزائر، فإن انتقاد الروائي والكاتب الفرنسي- الجزائري كمال داود واعتقال الكاتب والروائي الآخر الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال يندرج في إطار سلسلة طويلة من تدهور العلاقات الفرنسية الجزائرية، معتبرا أنه أصبح من الملح أن تخرج فرنسا من “الفخ الجزائري” وأن تحافظ على علاقة سلمية مع الجزائر.
وأضاف قائلا إنه “بعد تكميم أفواه الصحافة لعدة سنوات، وبعد الهجمات التي استهدفت كمال داود وجائزة غونكور، وبعد تجشؤ النظام الجزائري ضد فرنسا، جاء دور حرية الفكر التي أصبحت موضع تساؤل. فالكتابة والتحدث والتعبير عن الذات والتفكير اليوم باتت مسائل محظورة في الجزائر”.
وتابع: لقد تعرض كمال داود لهجوم مخز لأنه كتب كتابا شجاعا عن الجرائم التي ارتكبها الجانبان خلال “العشرية السوداء”، ولحصوله على جائزة غونكور، الأولى التي تمنح لكاتب جزائري. ويحاكم مثقفون آخرون أو يحكم عليهم بالصمت تماما مثل الصحافيين. القائمة طويلة بأسماء أولئك الذين يتعرضون للاعتقال، أو ببساطة، بطريقة أقل وضوحًا ولكن فعالة أيضًا، للحظر من مغادرة البلاد، على حد قول الدبلوماسي الفرنسي السابق.
وتابع كزافييه درينكور القول إن اعتقال بوعلام صنصال يأتي ضمن سلسلة طويلة من التدهور في العلاقات الفرنسية الجزائرية منذ الزيارة الرسمية للرئيس الجزائري إلى فرنسا (الأولى منذ زيارة بوتفليقة)، وهي الرحلة التي تم تأجيلها ثلاث مرات ثم ألغيت بسبب اعتراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في شهر يوليو/ تموز الماضي بـ“مغربية” الصحراء الغربية.. وأتت زيارة الدولة للرئيس الفرنسي إلى الرباط لتزيد من غضب الجزائر حيال باريس، والذي فاقمه أيضا منح جائزة غونكور لكمال داود، وفق السفير الفرنسي السابق لدى الجزائر.
واعتبر كزافييه درينكور أن المستهدف ليس فقط الكتاب، سواء كانوا فرنسيين جزائريين أم لا، بل فرنسا. وانتقاد كمال داود، واعتقال بوعلام صنصال، هو بمثابة توجيه ضربة مزدوجة، فهو يعني مهاجمة الأشخاص المعنيين بشكل مباشر وجسدي، ولكنه يعني أيضًا إطلاق النار على الفور على السلطات الفرنسية التي تحميهم، والتي ترحب بهم، والأسوأ من ذلك، أنها تمنحهم جنسيتها. وأخيرا إعطاء درس للمثقفين الباريسيين، يقول كزافييه درينكور الدبلوماسي الفرنسي السابق وسفير باريس السابق لدى الجزائر.
واعتبر كزافييه درينكور أن المثقفين الفرنسيين، من جان بول سارتر إلى فرانسوا مورياك، بما في ذلك بالطبع ألبير كامي، قبل سبعين عاما، حشدوا جهودهم من أجل الجزائر التي كانوا يأملون في أن تكون إنسانية ودافئة وديمقراطية، لكن “الجزائر الجديدة” قد خانت آمالهم، بحسب سفير باريس السابق لدى الجزائر.
وقال كزافييه درينكور إنه سيتعين، بطريقة أو بأخرى، على فرنسا أن تخرج في يوم من الأيام من هذا الفخ الجزائري الذي وقعوا فيه لأنهم (الفرنسيين) بحاجة إلى الحفاظ على علاقة سلمية مع الجزائر العاصمة، كما هو الحال مع الرباط.
فالعلاقة مع الجزائر، بسبب التاريخ المشترك، لا يمكن أن تكون مبتذلة أو حتى تافهة. يجب أن تكون طبيعية. هناك الكثير من الذكريات، وأحيانًا القاسية، والأشياء غير المذكورة في هذه القصة، والتي لا يمكن محوها. لكن لهذا، يجب على الفرنسيين من ناحية إعادة ضبط علاقاتهم مع الجزائر، ومن ناحية أخرى، ألا تثبط الجزائر، بمبادراتها المؤسفة، في فرنسا أولئك الذين هم أصدقاؤها والذين يريدون الحفاظ عليها، يقول كزافييه درينكور الدبلوماسي الفرنسي السابق وسفير باريس السابق لدى الجزائر.
تعليقات الزوار
مجرد تساؤل.
مجرد تساؤل. متى تنهار الجزائر !!!؟؟؟ دريانكور يتكلم عن هجمات الجزائر ونسي هجماته التي كنت تروج وتنتظر انهيار الجزائر. وتجاهل هجمات الإعلام والبرلمان واليمين في فرنسا على الجزائر. الجزائر لن تكون لفرنسا مثل المغرب، لقد قالها تبون بكل وضوح وعاليا وعلنيا بما نصه: " أنا لا أذهب إلى كانوسا" انتهى الاقتباس "أنا لا أذهب لفرنسا لأتسكع في شوارع باريس" انتهى الاقتباس