أخبار عاجلة

بلاد ميكي للفكاهة تزعجها رواية "حوريات" وتلاحق صاحبها قضائيا

قبلت محكمة وهران في الجزائر الدعوى المرفوعة ضد الكاتب الجزائري-الفرنسي كمال داود وزوجته الطبيبة النفسية بتهمة استخدام قصة إحدى مريضاتها في رواية "حوريات" التي نال عنها أخيرا جائزة غونكور الأدبية العريقة في باريس، على أن يُستدعى قريبا للتحقيق، بحسب ما أكدت محامية المدعية الخميس، بينما يرجح أن السلطات هي التي تقف وراء تحريك هذه القضية نكاية في الكاتب المعروف بمواقفه المناهضة للنظام.

وتأتي هذه الخطوة في سياق قوانين يرى منتقدوها أن محاولة من السلطات التضييق على حرية التعبير وقمع الحريات، فبعد منع مشاركة دار النشر الفرنسية التي أصدرت رواية 'حوريات' في معرض الجزائر الدولي للكتاب، انتقلت السلطات على ما يبدو لمرحلة ثانية من تضييق الخناق على كمال داود قضائيا.

ولا تعتبر هذه الممارسات استثنائية منذ اخماد الحراك الشعبي المطالب بالتغيير بالقوة وبالاعتقالات، اذ تؤكد مصادر حقوقية جزائرية أن العشرات من النشطاء اما ملاحقون قضائيا أو معتقلون بتهم "كيدية" وتجري محاكمتهم على خلاف الصيغ القانونية والمعايير التقاضي الدولية.

وقالت المحامية فاطمة بن براهم في مؤتمر صحافي "النيابة قبلت الشكوى وسيتم استدعاؤنا ربما الأسبوع المقبل لتأكيد الدعوى"، مضيفة "كما سيتم استدعاء كمال داود وزوجته من مقر إقامتهما المعروف في وهران، وفي حالة عدم الحضور سيُحكم عليه غيابيا ولا يمكن ان يدعي انه لم يسمع بالقضية مع كل هذه الضجة".

وكانت بن براهم أكدت الأربعاء لوكالة فرنس برس أنها تقدمت بشكويين ضد كمال داود وزوجته الطبيبة النفسية التي عالجت الضحية سعادة عربان، في مستشفى بوهران.

وأوضحت أن "الشكوى الأولى باسم المنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب"، و"الثانية باسم الضحية" التي تتهم الكاتب "بسرقة حياتها الشخصية".

وبالنسبة للمحامية فإن الوقائع "جرت في الجزائر والضحية جزائرية والكاتب جزائري والكتاب كُتب في الجزائر" قبل أن ينتقل كمال داود للعيش في فرنسا حيث نال الجنسية الفرنسية.

وذكرت أن الدعوى تستند إلى "قانون العقوبات الذي يدين إفشاء السر المهني" بالنسبة للأطباء كما في المادة 301 التي تنص على عقوبة تصل الى الحبس ستة أشهر.

وأشارت كذلك إلى المادة 46 من قانون المصالحة الوطنية الذي طوى ملف "العشرية السوداء"، أي الحرب الأهلية التي امتدت بين العامين 1992 و2002.

وبحسب هذه المادة فإن العقوبة تعاقب بالسجن حتى خمس سنوات "كل من يستعمل، من خلال تصريحاته أو كتاباته أو أي عمل آخر، جراح المأساة الوطنية"، وهو التعبير المستخدم في القانون للحديث عن الحرب الأهلية.

وأكدت المحامية أن "كمال داود طلب من الضحية نشر قصتها في رواية مقابل الحصول على أموال لكنها رفضت"، لكنه "رغم ذلك نشر كتابه بمساعدة زوجته، فهي التي أخبرته عن الوشم في ظهرها تماما كما في رواية حوريات". وقالت "كمال داود صنع مجده على مأساة الضحية".

وأكدت المحامية ان النيابة ستفتح تحقيقا آخر حول "اختفاء الملف الطبي لموكلتها" من المستشفى، متهمة زوجة داود بـ"تسليمه لزوجها ليحوله الى رواية".

وقبل أيام، ظهرت سعادة عربان في قناة تلفزيونية محلية لتؤكد أن قصة رواية "حوريات" تروي نجاتها من الموت بعد تعرّضها لمحاولة قتل ذبحا على يد مسلحين إسلاميين.

ولم يردّ الكاتب كمال داود على هذه الاتهامات، لكن دار "غاليمار" الفرنسية الناشرة لأعماله نددت الاثنين "بحملات تشهير عنيفة مدبرة من النظام الجزائري" ضد الكاتب منذ صدور روايته وفوزها بأكبر جائزة أدبية في فرنسا.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات