انتقدت أحزاب معارضة مصرية ما وصفته بتواطؤ الأنظمة العربية وصمتها على تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة وامتداد جرائم الاحتلال إلى لبنان، وطالبت بإلغاء معاهدة كامب ديفيد وقطع العلاقات الدبلوماسية مع الاحتلال. وقال حزبا التحالف الشعبي الاشتراكي والاشتراكي المصري في بيان، إن الصورة باتت واضحة، وأصبح الكيان وأنصاره أمريكا وأغلب دول الغرب والأنظمة العربية المتواطئة في جانب، والشعوب العربية وكل أحرار العالم في جانب آخر، وهو جانب العدالة والحرية والمقاومة.
وطالب الحزبان في بيانهما بإلغاء معاهدة السلام الموقعة بين مصر والاحتلال عام 1979 والمعروفة إعلاميا بـ«كامب ديفيد» وطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة، وقطع كافة العلاقات الدبلوماسية مع الاحتلال.
وأضاف البيان: مثل آلة جهنمية لا تحيا إلا بامتصاص الدماء والقتل والتخريب، وبعد أن أتت على الأخضر واليابس في أراضي فلسطين المُحتلة: غزة ورفح والضفة الغربية، انتقلت آلة الحرب العدوانية الصهيونية إلى لبنان لكي تعيث فساداً: تقتل الأبرياء، وتهدم المنازل فوق الرؤوس، وتحرق الزرع والضرع، وتغتال براءة الأطفال، وتُفَجِّرُ آلات التواصل، «البيجرز» فتغتال وتصيب آلافاً من المواطنين اللبنانيين، وتستهدف كل مَن تتصوره قادراً على أن يقول: لا للتوحش، والإبادة العرقية، وإشاعة الموت والكراهية والخراب بلا حساب.
وزاد البيان: على الرغم من الآلام والأحزان المترتبة على ما ألم بلبنان و«حزب الله» ومعسكر المقاومة من خسائر بشرية ومادية مؤخراً، لم ولن تخفت روح المقاومة للإجرام الصهيوني، فكل حركات التحرُّر في العالم، ولنا في حرب فيتنام أسوة تاريخية مشهودة، لم يزدها القتل والترويع إلّا ثباتا وإصرارا على التضحية والفداء، وكذلك في الصمود الفلسطيني الأسطوري لحرب الإبادة والترويع، فبعد عام من إلقاء عشرات الأطنان من القنابل على غزة، وبما يعادل ست قنابل نووية، وبعد أن أصبح نحو 7٪ من سكان القطاع إما شهداء أو جرحى أو مختفين تحت الأنقاض، تثبت المقاومة الباسلة للفصائل الوطنية، مدعومة بحاضنتها الشعبية، قدرتها على الاستمرار وتجديد قواها، واستبدال شهدائها بأكثر منهم متطوعين جدداً.
وواصل البيان: على الضفة الأخرى من ميدان الحرب المستعرة، هناك عشرات الشواهد الدالة أن الكيان الصهيوني يتفكك، ومن بين سبعة ملايين من الصهاينة يهاجر منهم مليون وربع المليون حسب التقديرات، وتهرب الشركات والمشروعات الكبرى من جحيم الحرب وخسائرها الاقتصادية المتعاظمة، وتشتعل الصراعات وتمزق الانقسامات والعداوات والمظاهرات الكيان الصهيوني من الداخل؛ بل ويتساءل الكثير من الإسرائيليين: هل ستظل إسرائيل موجودة؟ كيان مصطنع، وظيفته حراسة مصالح الإمبريالية، بعد أن أصبح عاجزاً عن حراسة نفسه.
وأكد الحزبان في بيانهما، أن واجبهما مساندة المقاومة المشروعة للعدوان الصهيوني الزاحف، والتصدي لحملات الترهيب ونشر الخوف واليأس أمام الجرائم الصهيونية.
وحسب البيان، لن تكون قطعة أرض عربية واحدة بمنأى عن الخراب والدمار الذي يتخلف عن مهادنة العدوان والتراجع أمامه.
التيار الناصري الموحد الذي يضم عددا من الأحزاب الناصرية هي الكرامة والناصري والوفاق القومي، انتقد في بيان ما وصفه بانبطاح النظام العربي الرسمي.
وقال إنه يقف دائما وأبدا صفاً واحداً مع المقاومة الباسلة داعما أصيلا لها بكافة أشكالها وتكويناتها، معتبرا أن المقاومة هي المتحدث الرسمي الوحيد والفعلي للأمة العربية، وأن كل مصاب يلم بها جراء جرائم يرتكبها العدو الصهيوني وشريكة الأمريكي وجراء خسة وعجز وانبطاح النظام الرسمي العربي يزيدها قوة ويشد عودها صلابة ويثبت يقينها أن النصر آت وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.
واعتبر التيار الناصري أن المقاومة هي السبيل الوحيد والطريق المستقيم والحل الحاسم الناجز في مواجهة العدو الصهيوني وشريكه الرئيس والحليف الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد أن جرائم العدو الصهيوني التي يرتكبها في لبنان والتي كان آخرها استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت مستهدفا قيادات «حزب الله» التي على إثرها ارتقى عدد منهم من بينهم القيادي المجاهد إبراهيم عقيل وإصابة العشرات لن تنال من عزيمة وعزم المقاومة، وهي في الوقت ذاته تجسيدا لحجم الهلع والفزع الذي طال العدو في مواجهة جبهة المقاومة الباسلة في فلسطين وفي القلب منها غزة وفي لبنان واليمن والعراق التي هدمت أسطورته الوهمية عن الأمن والقوة وكشفت عن عجزه وبؤسه.
كذلك طالب الحزب الشيوعي المصري كافة الأحزاب والقوى الوطنية والمنظمات الجماهيرية والنقابات المصرية بالعمل المشترك من أجل تفعيل الدور الشعبي والضغط على الحكومة لاتخاذ مواقف إيجابية لدعم الشعبين اللبناني والفلسطيني ووقف العدوان الصهيوني، دفاعا عن الأمن القومي المصري والعربي.
وطالب مؤسسات السلطة المصرية بضرورة اتخاذ مواقف عملية لا تكتفي بالإدانة على استحياء بل بإلغاء أو تجميد اتفاقية السلام الموقعة عام 1979 والمعروفة إعلاميا بـ«كامب ديفيد» التي خرقها العدو الصهيوني باحتلاله ممر صلاح الدين ومعبر رفح وطرد السفير الإسرائيلي وسحب السفير المصري، والتوقف عن محاصرة الشعب المصري لمنعه من التعبير السلمي عن رفضه لجرائم العدو الصهيوني.
ولفت إلى إن شعوب العالم بما فيها دول أوروبا وأمريكا تظاهرت بأعداد ضخمة تضامنا مع الشعب الفلسطيني ضد الجرائم الوحشية وحرب الإبادة التي يشنها العدو والضغط على حكوماتها للتوقف عن دعم إسرائيل ومدها بالسلاح الذي يقتل الاطفال والنساء والمدنيين.
وأدان الجرائم البشعة التي يرتكبها العدو الصهيوني يومياً مستهدفاً العاصمة بيروت والجنوب اللبناني بقذف المدنيين بالطائرات والمسيرات وهدم منازلهم وتفجير أجهزة الاتصال واللاسلكي في أجسادهم، وذلك في الوقت نفسه الذي تستمر فيه مذابحه ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، واستمرار دفع حشود الجيش الصهيوني الى شمال الأرض الفلسطينية المحتلة في مواجهة لبنان الشقيق والتهديد باقتحام بري للجنوب اللبناني.
وقال إن ذلك يحدث مع استمرار المواقف المشينة للأنظمة العربية بين التواطؤ أو التخاذل أو الصمت على الجرائم التي ترتكب كل يوم بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وأكد أن هذا التصعيد من جانب العدو الصهيوني، والذي يستند على الدعم والمشاركة الأمريكية الكاملة يستهدف توسيع نطاق الحرب للتغطية على فشله في تحقيق أهدافه الأساسية التي أعلنها عند بدء حرب الإبادة عقب عملية «طوفان الأقصى» ومحاولة من نتنياهو لإنقاذ حكومته من السقوط وإنقاذ نفسه من المحاكمة.
تعليقات الزوار
لا تعليقات