شدّدت الجزائر على ضرورة أن تستجيب الأطراف المتنازعة في السودان إلى “وقف إنساني لإطلاق النار، بما يمكن من الإجلاء الآمن للأشخاص إلى المناطق الخالية من النزاع”.
وقال عمار بن جامع ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، في كلمته نيابة عن مجموعة “أ+3” (الجزائر، غيانا، موزمبيق، وسيراليون)، خلال جلسة الإحاطة المفتوحة لمناقشة الوضع الإنساني في السودان بمجلس الأمن، إن “الوضع الإنساني الكارثي في السودان يزداد سوءاً بمرور الوقت”.
واستند السفير في معاينته إلى ما ورد في التقرير الأخير الصادر عن لجنة استعراض المجاعة التابعة للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، الذي أعطى فكرة واضحة عن الوضع السائد في منطقة زمزم وأبو شوك والسلام، حيث مخيمات النازحين داخلياً. ويُبين هذا التقرير، وفق المتحدث، أن “مخيم زمزم سيشهد المرحلة الخامسة من مراحل التصنيف المتكامل الغذائي، مشيراً إلى احتمال وجود ظروف مماثلة في مواقع أخرى بمنطقة الفاشر، حيث يتواجد النازحون داخليا”.
ووفق الدبلوماسي الجزائري، فإن “التوقعات بخصوص الشهر المقبل ذات الصلة بمكاسب العيش والتدفقات التجارية والوصول الإنساني وانتشار الأمراض تثير “القلق البالغ”، حيث “أكثر من 25 مليون شخصاً في السودان يعانون انعداماً حاداً للأمن الغذائي، ومئات الآلاف من الأشخاص لا يعيشون إلا واقعاً مأساوياً له شقان: الحرب، والمجاعة”.
وأشار في هذا السياق إلى أن “مناطق أخرى كثيرة في السودان عرضة لخطر المجاعة إذا ما استمر النزاع واستمر تقييد الوصول الإنساني”، مشدداً على “الحاجة الماسة للوصول الإنساني دون عائق، وضرورة أن تقوم كل الأطراف بما عليها من مسؤوليات، لتيسير وصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود وعبر خطوط النزاع”.
كما شدّد بن جامع على ضرورة أن يرافق الوصول الإنساني موارد هائلة وتمويل بقدر كاف لتقليل معاناة السودانيين، مجدداً دعوته للمجتمع الدولي لمضاعفة جهوده بغية التمويل الإنساني وتعزيز الاستجابة الإقليمية، وملتمساً بشكل خاص من دول الجوار دعم النازحين إليها بسبب النزاع.
ولم تخل كلمة السفير من نداء للأطراف المتنازعة لتغليب مصلحة الشعب السوداني، مشدداً على ضرورة وقف إنساني لإطلاق النار، بما يمكن من الإجلاء الآمن للأشخاص إلى المناطق الخالية من النزاع. وأثنى في السياق، على كل جهود الوساطة واعتبرها خطوة أخرى إضافية على الطريق السليم، مشدداً على أن “التدخلات الخارجية تؤجج الأزمة وتحول دون التقدم نحو السلام، ولا بد أن تدان علناً وبشدة”.
وفي اعتقاد بن جامع، فإن “المجتمع الدولي ملزم بأن يعمل بصوت واحد لإنهاء معاناة السودانيين التي نعجز عن وصفها، وتمكين هذا الشعب من العيش في سلام وأمان”. وأضاف مخاطباً أعضاء مجلس الأمن: “لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي، بينما نرى أمة كاملة على شفير الانهيار، حان وقت العمل، التأخير ولو للحظة تكلفته أرواح ثمينة، فلنوحد صفوفنا بعزم لا يتوانى لنأتي لشعب السودان بالأمل والسلام والاستقرار الدائم”.
والمعروف أن وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان لعمامرة، هو من يشرف على المناقشات مع طرفي الصراع، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بشأن إيصال المساعدات الإنسانية في السودان. وكان لعمامرة قد أجرى مباحثات بشكل منفصل في جنيف مع وفدين من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع؛ لإيصال المساعدات الإنسانية بين 11 ـ 19 تموز/يوليو الماضي، والتي أعرب في ختامها عن “التفاؤل إزاء استعداد الجانبين للانخراط معه بشأن عدد من المسائل المهمة، والتعهدات التي قطعاها حول مطالب محددة قدمها إليهما في المناقشات”.
وفي كانون الثاني/يناير الماضي، كانت الجزائر قد استقبلت الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي في السودان. وذكر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في تلك المناسبة وقوف بلاده إلى جانب السودان لتجاوز الظروف الصعبة ومواجهة قوى الشر التي تستهدفه. وأكد أن الجزائر كانت ولا تزال تفضل حل النزاعات برؤية داخلية بحتة، بعيداً عن كل أشكال التدخل الأجنبي، مؤكداً أن “الكلمة الأولى والأخيرة تعود دوماً إلى الشعب السوداني بكل مكوناته”. وتزامنت تلك الزيارة مع إبداء سياسيين في البلدين توجساً علنياً من الدور الإماراتي في المنطقة، فمجلس السيادة السوداني كان قد اتهم الإمارات بتمويل قوات الدعم السريع الطرف الآخر في الحرب الدائرة حالياً، بينما تحدث سياسيون في الجزائر عن تصرفات عدائية تقوم بها الإمارات في المنطقة.
تعليقات الزوار
القوة الضاربة
هكدا تكون الدول العظمى بعد ان استطاعت وقف الحرب في غزة بعد تهديد ووعيد بتدمير العالم وبعد تاكدها من استرجاع الفلسطينيين لاراضيهم و انسحاب اسراءيل الى حدود 67 واسترجاع المسلمين للقدس الشريف هاهي تفتح ملف السودان وقباه ملف ليبيا ادام الله لنا هده الدولة فخرا العرب والمسلمين لم تطلق رصاصة واحدة ولكنها نجحت في كل دلك بالشفوي