ارتفع إلى 274، بينهم 64 طفلا و57 امرأة، عدد الشهداء الذي سقطوا في المجزرة التي نفذتها قوات الاحتلال في مخيم النصيرات وسط غزة، وذلك أثناء تخليصها رهائن كانوا في قبضة المقاومة. فيما أعلنت الأخيرة أن الجيش الإسرائيلي قتل أثناء عمليته 3 رهائن آخرين، بينهم واحد يحمل الجنسية الأمريكية.
وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، خلال مؤتمر صحافي عقده أمام مستشفى “شهداء الأقصى” في مدينة دير البلح إن “عدد شهداء مجزرة النصيرات التي ارتكبت السبت ارتفع إلى 274، بينهم 64 طفلا و57 امرأة”.
وأكد أن “جيش الاحتلال قصف 89 منزلا ومبنى سكنيا مأهولا بالسكان خلال ارتكاب مجزرة النصيرات”.
وبيّن أن جنود الاحتلال الذين شاركوا في الهجوم على المخيم تنكروا بهيئة نازحين، واستخدموا سيارتين مدنيتين، في عملية تخليص الأسرى الإسرائيليين.
فيما بينت آلاء الخطيب، النازحة في المخيم لوكالة ” فرانس برس”: “كنت مارة في الشارع في المخيم متوجهة إلى السوق، رأيت شاحنة مجمدات وسيارة صغيرة بيضاء”.
وروى عدد من شهود العيان التفاصيل ذاتها وتطرقوا إلى موضوع شاحنة التبريد.
ورغم المجزرة فقد استهدف الاحتلال أمس الأحد المخيم والمناطق القريبة منه، موقعا ضحايا جددا.
وأفادت مصادر طبية بأن “مستشفى العودة استقبل 6 شهداء، و22 جريحا جراء تجدد القصف الإسرائيلي على وسط مخيم النصيرات ظهر الأحد”.
لا تزال آثار المجزرة في مخيم النصيرات حاضرة في كل أركان المخيم، فلا توجد حارة أو زقاق إلا وقت تأثر بسقوط شهداء أو جرحى أو طاله التدمير.
وبدأ الأهالي المكلومون بنفض غبار المعركة والقصف، حيث شرع من أصيب منزله بأضرار بالغة، بإزالة أكوام الركام ليصبح منزله شبه صالح للسكن، فيما عمل من نسف منزله بالكامل على استخراج بعض من أغراضه من تحت الركام.
وفي سوق المخيم الذي كان يكتظ يوميا بالسكان والنازحين، فقد خفت في اليوم الثاني للمجزرة الحركة، وتوقفت في بعض الشوارع القريبة التي غطاها ركام القصف والغارات.
أثناء تخليص الأسرى الإسرائيليين في مخيم النصيرات وارتكاب المجزرة، قتل جيش الاحتلال 3 أسرى آخرين أحدهم يحمل الجنسية الأمريكية، وفق ما أعلنت كتائب “عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
وقالت في فيديو، وجهته إلى أهالي الأسرى الإسرائيليين: “حكومتكم تقتل عدداً من أسراكم لإنقاذ أسرى آخرين، والوقت ينفد، وجيشكم قتل 3 أسرى في مخيم النصيرات أحدهم يحمل الجنسية الأمريكية”، مضيفة: “لن يخرج أسراكم إلا بتحرير أسرانا”. (رأي القدس ص 23)
30 شهيداً من عائلة واحدة
من بين العوائل المكلومة في مخيم النصيرات، كانت عائلة شلط، والتي فقدت في غارة إسرائيلية على أحد منازل العائلة 30 من أفرادها، جرى انتشالهم بعد انتهاء العملية العسكرية البرية من تحت الركام.
ويقول محمد، أحد أفراد هذه العائلة، والذي فقد هذا العدد من أبناء عمومته “ما كنتش متخيل (لم أكن أتوقع) يصير فينا هيك”.
ويضيف “في لحظة انتهى كل إشي واستشهدوا”، وقد كان لهذا الشاب ارتباط وثيق بأبناء عمومته الذين كانوا يقاربونه في العمر.
أما أبو كريم مزهر، والذي فقد نجله البكر، فقد جلس يستقبل المعزين وهو يذرف بين الحين والآخر دموع الحزن على طفله، ويستذكر اللحظات الأخيرة التي كان قد قضاها مع نجله قبل المجزرة.
طفل استشهد ولقمة طعام في فمه
كان من أكثر مشاهد الشهداء إيلاما بما يخص مجزرة النصيرات، ذلك الطفل الذي وصل المشفى جثة هامدة، وآخر لقمة طعام تذوقها كانت في فمه قبل بلعها، وقد كان وإخوته على مائدة الطعام لحظة الاستهداف.
كما كان من بين الصور المؤثرة صورة الشهيد خليل الهباش، والذي قضى برصاص الاحتلال على مقربة من موقد تحضير الطعام، وقد جرى تداول صورهم مع تعليقات كثيرة من قبل المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان من بين التعليقات ما كتبه محمد إسماعيل “اللقمة الأخيرة لم تصل رمقه بعد”.
أم جمعت جسد ابنها الممزق في “يوم القيامة”
من بين المشاهد المؤثرة بعد المجزرة ذلك الشاب المصاب، الذي تدلى جسد طفله من بين يديه مفارقا الحياة. وقد وضع الرجل وجهه على وجه طفله يحتضنه ويبكيه بحرقة، إضافة إلى تلك السيدة التي ظهرت وهي تتحدث عما حصل مع أسرتها التي تعرضت لاستهداف مباشر، فقالت إنها جمعت جسد ابنها الممزق بفعل الغارة، فيما نجلها الثاني وزوجها إضافة إليها أصيبوا بجراح.
ويصف سكان المخيم ما حدث بأنه أشبه بـ “يوم القيامة”، حيث كانت أصوات القصف والرصاص والدمار تسمع في كل مكان، في مشهد لم يحدث أول الحرب، ولا يزال أطفال المخيم مسكونين بالخوف، ويتحدثون فيما بينهم عما حدث صبيحة السبت.
تعليقات الزوار
لا تعليقات