اُنتخب الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني اليوم السبت رئيسا دوريا للاتحاد الإفريقي للعام 2024 خلفا للرئيس الدوري المنتهية ولايته رئيس جزر القمر غزالي عثماني وذلك خلال افتتاح القمة الإفريقية الـ37 بأديس أبابا التي تنعقد في ظل انقلابات وصراعات وأزمات سياسية تهدد بتقويض التنمية في القارة.
ويعقد الاجتماع الذي يستمر يومين تحت شعار الاتحاد الإفريقي لعام 2024 "تعليم إفريقي مناسب للقرن الحادي والعشرين: بناء أنظمة تعليمية مرنة لزيادة الوصول إلى التعلم الشامل ومدى الحياة وجودة ملائمة لإفريقيا".
وتناقش القمة تعزيز الجهود القارية المشتركة وسُبل الارتقاء بالاتحاد بالإضافة إلى عديد القضايا الراهنة التي تهم بلدان القارة ويحضرها زعماء الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي وممثلو عدد من المنظمات الدولية، وفق وكالة الأنباء الإثيوبية.
وسيناقش المؤتمر وضع السلام والأمن في القارة والتكامل الإقليمي والتنمية من بين القضايا الحاسمة الأخرى. وتخضع رئاسة الاتحاد الإفريقي للتدوير بين أقاليم الاتحاد الخمسة، حيث شغلت جزر القمر رئاسة الاتحاد لسنة 2023 عن إقليم الشرق. وتضم منطقة شمال إفريقيا كلا من الجزائر ومصر وليبيا وموريتانيا والمغرب وتونس.
وقبل أيام، بعث الغزواني رسائل لقادة تونس والجزائر والمغرب وليبيا والسودان ومصر، سلمها وزير الخارجية محمد سالم ولد مرزوق لقادة هذه الدول، تتعلق بالتنسيق لقمة الاتحاد الإفريقي.
والاتحاد الإفريقي منظمة دولية تضم في عضويتها 55 دولة من القارة السمراء وجاءت بديلا عن منظمة الوحدة الإفريقية عام 2002 وتهدف إلى تحقيق اندماج بين الأعضاء وتأسيس سوق مشتركة.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد إنّ "السودان يشتعل والصومال لا يزال عرضة للتهديد الجهادي"، مشيراً كذلك إلى "الوضع في القرن الإفريقي الذي لا يزال يثير القلق... والتوترات الدائمة في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية" وعدم الاستقرار في ليبيا و"الخطر الإرهابي" في منطقة الساحل، لافتا إلى أن هذه العومل "تهدّد بشكل خطير بتقويض مؤشرات نهوض إفريقيا التي نعتزّ بها".
وتغيبت ست من الدول الأعضاء الـ55 عن القمة، بعدما تمّ تعليق عضويتها بسبب انقلابات، إذ انضمّت الغابون والنيجر عام 2023 إلى الدول المحظورة وهي مالي غينيا والسودان وبوركينا فاسو.
وعشية افتتاح القمة، جمع وسيط الاتحاد الإفريقي الرئيس الأنغولي جواو لورينسو عدداً من رؤساء الدول الإفريقية في أديس أبابا لبحث الوضع في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، في حضور الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي.
ويشهد شرق الكونغو الديموقراطية مجددا منذ نهاية العام 2021 نزاعا بين متمردي حركة "إم 23" المدعومة بحسب مصادر عديدة من الجيش الرواندي والجيش الكونغولي المدعوم بصورة خاصة من جماعات مسلّحة معروفة باسم "الوطنيون".
وتنعقد قمة الاتحاد الإفريقي أيضاً في وقت انزلقت السنغال، المعروفة بأنّها واحة استقرار وديموقراطية في القارة، في أزمة خطيرة منذ أوائل فبراير/شباط الجاري نتيجة تأجيل الرئيس ماكي سال الانتخابات الرئاسية، غير أنّ المحكمة الدستورية أبطلت مساء الخميس هذا القرار، وتعهّد ماكي سال الجمعة بتنظيم الانتخابات الرئاسية في "أسرع وقت ممكن".
ومثل العديد من المراقبين، أعربت نينا ويلين مديرة برنامج إفريقيا في معهد إيغمونت للعلاقات الدولية الذي يتخذ من بروكسل مقراً، عن شكوكها في أن تصدر قرارات قوية خلال القمة.
وقالت إنّ "مقاومة الدول الأعضاء التي لا تريد أن ترى سوابق يمكن أن تضرّ بمصالحها الخاصة" لا تزال تمنع الاتحاد الإفريقي من "إسماع صوته"، مشيرة إلى أنّ المنظمّة لم يكن لها حتى الآن "أيّ تأثير يذكر على الدول التي شهدت انقلابات مؤخرا".
وفي سياق متصل اتّهم الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود اليوم السبت قوات الأمن الإثيوبية بمحاولة منعه من الوصول إلى قمة الاتحاد الإفريقي، فيما ندّدت مقديشو بـ"عمل استفزازي".
ويأتي اتّهام محمود للقوات الإثيوبية في خضم خلاف بين أديس أبابا ومقديشو بشأن اتفاق بين إثيوبيا ومنطقة أرض الصومال الانفصالية يمنح البلد غير الساحلي منفذا على البحر.
وقال محمود في تصريح لصحافيين في أديس أبابا إن "قوات أمن إثيوبية قطعت علي الطريق" أثناء توجّهي لحضور الجلسة المغلقة، ليتمكن لاحقا من الدخول وحضور الاجتماع.
وقال إنه عاود المحاولة رفقة رئيس جيبوتي اسماعيل عمر غيلة، لكنهما منعا أيضا من دخول مقر الاتحاد الأفريقي، موضحا "وقف جندي يحمل بندقية أمامنا ومنعنا من الوصول إلى هذه المنشأة".
لكن في رد سريع قالت إثيوبيا إنها "رحبت بحرارة" بمحمود وخصّته بكامل التشريفات التي يحظى بها رؤساء الدول والحكومات الزائرون لحضور القمة.
وقالت بيلين سيوم المتحدّثة باسم رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد إن الوفد الصومالي منع عندما حاول عناصر الأمن التابعون له دخول المقر حاملين أسلحة.
تابعت "حاول أمن الوفد الصومالي دخول مقر قمة الاتحاد الإفريقي حاملين أسلحة لكن أمن القمة منعهم من الدخول".
وقالت وزارة الخارجية الصومالية في بيان إنها "تدين بشدة المحاولة الاستفزازية من جانب الحكومة الإثيوبية لعرقلة عمل الوفد".
ودعت الاتحاد الأفريقي إلى إجراء "تحقيق ذي مصداقية ومستقل (في) هذا السلوك الشائن".
تعليقات الزوار
54 دولة فقط
يتألف الإتحاد الأفريقي من 54 دولة فقط + كيان وهمي مجهول الهوية صنعته دويلة الجا زائر الفرنسية و قريبا سيتم طرده من أروقة الإتحاد الأفريقي
تحيز
45 دولة تعترف بها الأمم المتحدة و ليس 55 ، يجب عليك مراجعة القانون الدولي، والبحت في مقومات الدولة و تعريفها، هل تعتبر جبهة البوليساريو دولة، أين توجد، والله، إن لم تستحي قل ماشئت.
مجرد تساؤل
مجرد تساؤل متى يتم طرد المغرب !!!؟؟؟ تم انتخاب موريتانيا لرئاسة الاتحاد الإفريقي من طرف الدول الأعضاء في إقليم شمال إفريقيا من بينهن المغرب تحت رئاسة الجمهورية العربية الصحراوية. و الجمهورية العربية الصحراوية هي من ترأس اللجنة الفنية لصياغة خارطة طريق للإتحاد الإفريقي. مما يدل على نفوذ الجمهورية الصحراوي داخل الإتحاد الإفريقي ونفوذ حلفائها. في انتظار طرد المغرب الذي لم يحترم شروط انضمامه للإتحاد الإفريقي.