أظهر إسلاميو موريتانيا المنضوون تحت لواء حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، أن حزبهم ما زال قوياً وأنه يتمتع بأنصار كثيرين رغم انسحاب عدد من قيادييه، بعضهم نحو نظام الرئيس الغزواني.
وجرى ذلك من خلال مهرجان ضخم نظمه حزب التجمع في عطلة الأسبوع تحت شعار “الشعب يعاني”، وحضره الآلاف من مناضليه، حيث حرص رئيسه حمادي سيدي المختار على توجيه رسالة لنظام الرئيس الغزواني مفادها “أن حزب التجمع رقم كبير في الساحة السياسية الموريتانية؛ وأن حزب التجمع ينتقد الأوضاع كلها ويمقت الفساد المستشري، وأن حزب التجمع يرى أن حل مشاكل موريتانيا يمر بالحوار والحوار وحده”.
وأضاف ولد حمادي: “أنهم في حزب التجمع يؤمنون بالحوار”، ويرون أنه “هو الأسلوب الأمثل لضمان التوافقات، ولتسيير الخلافات، وأن واجب أبناء الوطن الواحد هو الحوار الدائم للاتفاق على الكليات، ولتسيير التباين في الجزئيات والتفاصيل”.
وقال: “حل كل مشاكل البلاد، وبخاصة ما كان منها مصدراً وسبباً لمعاناة المواطنين هو الحوار، لأن الحوار هو سبيل علاج مشكلات موريتانيا المزمنة، وهو طريق إصلاح الحكامة ووقف الفساد، وهو أداة إصلاح المنظومة الانتخابية وتجذير الديمقراطية وحماية الوحدة الوطنية، وهو أفضل خيار لتجنيب البلاد منزلقات وقعت فيها بلدان أخرى في جوارنا القريب”.
وأردف ولد سيدي المختار قائلاً: “لذلك نحن كنا وما زلنا وسنظل ندعو لحوار شامل لا يصادر موضوعاً ولا يقصي أو يستثني طرفاً من هذا الشعب وقواه الحية”.
وأكد “أنه يعلن باسم حزب التجمع وباسم كل الشعب أنهم لن يقبلوا أي تزوير للانتخابات، ولن يقبلوا أي تلاعب بإرادة الناخبين، ولن يقبلوا أبداً بإدخال موريتانيا في أزمات غرقت فيها بلدان أخرى بسبب مصادرة إرادة الناخبين والاعتداء على خياراتهم”، مضيفاً قوله: “هذه رسالتنا في حزب التجمع، ورسالة كل أحزاب المعارضة التي اجتمعت وناقشت الأمر قبل أيام، وما زالت في نقاش وتنسيق حوله وحول غيره من المواضيع”.
وقال: “الانتخابات أداة الشعب الوحيدة لاختيار من يحكمونه، ولا جريمة تعدل جريمة تزوير إرادة الناخبين، والاعتداء على أصواتهم”.
وتعهد ولد سيدي المختار بأن “يظل حزب التجمع في مقدمة الساعين إلى التغيير”، مؤكداً أنه “سيكون لقيادة حزب التجمع موقف قوي وواضح في هذا الاتجاه سيعلن عنه في حينه”.
وقال: “عنوان المهرجان، الشعب يعاني”، وقد اخترنا هذا العنوان لأن “الشعب يعاني من الغلاء والارتفاع الصاروخي لأسعار المواد الأساسية والتي ارتفعت بحدود 35%، وهو ما أنهك بشكل كبير القدرة الشرائية للمواطنين، وضاعف من صعوبة أوضاعهم المعيشية”.
وأضاف “أن الشعب يعاني من انهيار الأوقية، التي فقدت حدود 11% من قيمتها منذ فاتح أغسطس 2019، تاريخ وصول ولد الغزواني للسلطة، وهذا يعني أن كل واحد من المواطنين فقد هذه النسبة من دخله، كما أن سعر المحروقات زاد في عهد هذا النظام بنسبة قاربت 30%، واستمرت الزيادة رغم تراجع أسعار النفط عالمياً، ومعلوم أن أي زيادة على سعر المحروقات تعني زيادة في كل الأسعار من النقل إلى المواد الغذائية إلى الخدمات وغيرها”.
وزاد: “هذا الوضع ما جعل حدود 15 ألف من أبنائنا غالبيتهم من الشباب يقررون الهجرة خلال سنة واحدة، ويواجهون المخاطر والأهوال والمعاناة بحثاً عن فرص عمل وحياة كريمة فقدوا الأمل في الحصول عليها في وطنهم”.
وتحدث ولد سيدي المختار عن الفساد فأكد “أن الشعب الموريتاني يعاني لأن الفساد استشرى وانتشر، فتجاوزت صفقات التراضي وحدها 244 مليار أوقية قديمة، هذا فضلاً عن الصفقات المخفية والعقود الخاصة، وغير المعلنة، والتي أزكمت روائحها الأنوف في كل القطاعات والمشاريع”.
ويعتبر حزب التجمع المحسوب لمرجعيته الإسلامية على جماعة الإخوان، أقوى أحزاب المعارضة وأشدها تنظيماً وأكثرها وسائل بشرية ومالية، ويتمتع هذا الحزب بأكبر كتلة برلمانية معارضة في الجمعية الوطنية، كما أنه يتولى زعامة مؤسسة المعارضة الديموقراطية.
وبعد أن اتجه حزبا التكتل وقوى التقدم، وهما أهم أحزاب المعارضة التقليدية، لمهادنة الرئيس الغزواني ووقعا مع حزبه ميثاقاً جمهورياً، أصبح حزب التجمع يقود أحزاب المعارضة الداعية للتغيير والمعارضة لنظام الرئيس الغزواني.
تعليقات الزوار
لا تعليقات