أخبار عاجلة

ما الذي تستطيع الجزائر فعله لفلسطين كقوة اقليمية ضاربة؟

هل تملك وسائل أخرى غير العبارات الدبلوماسية تشد بها أزر الفلسطينيين؟ بالطبع نعم، لكن هل بوسع الجزائر الآن أن تستخدمها؟ قد لا يبدو ذلك مؤكدا بعد. ولعل هناك من سيحاجج في البداية حول التركيز على هذه الدولة المغاربية بالذات، دون باقي الدول المغاربية والعربية. وقد يقول ولما لا يطرح مثل هذا الأمر على مستوى جماعي أوسع، أو في الحد الأدنى على الأقل، في ارتباط مباشر بما تعرف بدول الطوق؟
لكن ألا يتزعم الجزائريون ومنذ السابع من أكتوبر ما يبدو نوعا من جبهة رفض للقرارات والإجراءات العربية ذات الصلة بالعدوان الأخير على غزة؟ ألا يرفعون أصواتهم عاليا وبقوة للمطالبة بأكثر من كلمات الإدانة والاستنكار والاقتصار على تحميل مسؤولية ما يجري من جرائم وانتهاكات وفظاعات إلى شبح أو مجموعة أشباح تدعى بالمجتمع الدولي، في الوقت الذي يملكون فيه، ورغم البعد الجغرافي أوراقا وازنة ومهمة قد تفيد في الضغط على الدول الغربية، التي تدعم العدوان من أجل دفع الإسرائيليين لوقفه؟

من المؤكد أن الجميع يعلم اليوم أن الدول العربية القريبة من غزة، باتت تتحسب اليوم وأكثر من أي وقت لإمكانية أن يطول أمد الحرب، ويتوسع نطاقها وتمتد نيرانها بالتالي لتطال عقر ديارهم. ولأجل ذلك فإن جهودها تتركز على الحد منها وتطويقها وحصرها داخل مربع القطاع، أكثر من العمل فعليا لأجل وقفها، ووضع حد نهائي لها، لكن ماذا عن باقي الدول العربية البعيدة نسبيا عن تلك المحرقة؟ هل أن عليها إن هي امتنعت عن الصمت أن تكتفي بالتنديد والتعاطف فحسب؟ أم أن أمامها واجبات أثقل؟ وهنا وحتى نعود إلى الجزائر هل إن أقصى ما تملكه هو أن تقوم بإرسال «مساعدات إنسانية مهمة واستعجالية» إلى مطار العريش المصري، مثلما ذكر بيان صدر الشهر الماضي عن الرئاسة الجزائرية على أمل انفراج الأوضاع والسماح بدخول تلك الشحنات إلى قطاع غزة، ثم تستمر بعدها في دعم السلطة الفلسطينية دبلوماسيا والوقوف معها في المحافل والهيئات الأممية، أو تطلق الدعوات والمناشدات، كما فعل الرئيس عبد المجيد تبون الاثنين قبل الماضي إلى «جميع أحرار العالم وخبراء القانون العرب والمنظمات والهيئات الحقوقية لرفع دعاوى قضائية أمام محكمة الجنايات الدولية والمنظمات الدولية لحقوق الانسان ضد الكيان الإسرائيلي لإنهاء عقود من الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين»، على حد تعبيره، أم أن من رفعوا قبل عدة عقود ذلك الشعار الشهير والخالد «مع فلسطين ظالمة أو مظلومة» يملكون من القدرات والإمكانات ما يجعلهم مؤهلين للقيام بدور أكبر وأكثر تأثيرا من مجرد جمع وإرسال المساعدات، وإطلاق الدعوات على ما تكتسيه من أهمية بالغة وقيمة معنوية وأخلاقية بالدرجة الأولى؟ لقد لاحظ الكل وبلا شك كيف تعمد الرئيس الجزائري الغياب عن القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عقدت السبت الماضي في الرياض وكان مدارها البحث في سبل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة. ورأى كثيرون أن اقتصار التمثيل الجزائري في تلك القمة على السفير المعتمد في العاصمة المصرية، كان أوضح دليل على أن بلاده لم تكن راضية على الإطلاق على نتائجها ومخرجاتها، لكن هل سيتوقف الجزائريون عند ذلك الحد؟ أم أنهم سيسمحون لأنفسهم هذه المرة بالخروج قليلا عن القواعد القديمة والمألوفة للنظام العربي الرسمي في تعاطيه مع القضية الفلسطينية. بغض النظر عما إذا كان بمقدورهم أن يصعّدوا بعد تحفظاتهم على القرار العربي الأخير، ويقوموا مثلا بالتهديد بالانسحاب من الجامعة العربية، أو حتى تعليق العضوية فيها احتجاجا على ما قد يرونه موقفا ضعيفا ومتخاذلا ومخيبا للآمال من جانب دولها، فإن السؤال المحوري الذي يطرح نفسه بحدة هو، إن كانوا قد عجزوا عن تمرير أفكارهم ومقترحاتهم، ولم يستطيعوا ولعدة اعتبارات أن يقنعوا بها جزءا مؤثرا وفاعلا من الدول الأعضاء في الجامعة، ولم تعتمد بالتالي في نص البيان الختامي للقمة الأخيرة، فهل إنهم سيكونون قادرين على التحرك خارج ذلك الإطار الإقليمي المشقق والمنقسم، إما بشكل منفرد أو ضمن كتل وتحالفات أخرى بديلة، نصرة للفلسطينيين المحاصرين في غزة منذ أكثر من شهر، والذين لا يزالون يتعرضون وتحت سمع ونظر العالم كله لأبشع وأشنع المجازر وجرائم الإبادة؟
إن جانبا من تصورهم لما كان ينبغي على الدول العربية إقراره للرد على تلك الجرائم قد يكون منطلقا مناسبا للتفكير في ما يمكنهم فعله. وما نقلته إحدى برقيات وكالة رويترز قبل أيام هو أنهم كانوا يرغبون مع بعض الدول العربية الأخرى في الدعوة إلى قطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الإسرائيلي، ومنع استخدام القواعد العسكرية الامريكية وغيرها في الدول العربية لتزويد «إسرائيل» بالسلاح والذخائر، وكانوا أيضا يريدون من القمة أن تلوح باستخدام سلاح النفط والمقدرات الاقتصادية العربية للضغط من أجل وقف العدوان ومنع الطيران المدني الإسرائيلي من الطيران في الأجواء العربية، وإذا كانت مسألة قطع أو بقاء العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الإسرائيليين ليست بأيديهم، وليست واردة أو مطروحة بالنسبة لهم، فإن التلويح باستخدام سلاح النفط والغاز للضغط على الاحتلال، وعلى الدول الغربية التي تقف معه قد يكون المدار الحقيقي لاي تحرك جاد قد يقدمون عليه، لكن هل يمكنهم حقا أن يتحملوا تبعات قرار من ذلك النوع قد تكون له تداعيات وانعكاسات واضحة على اقتصادهم، الذي يعتمد وبنسبة كبيرة على المداخيل والعوائد النفطية والغازية؟ وهل يمكنهم أن يجازفوا بالقيام بتلك الخطوة حتى لو لم تقدم الدول البترولية على اتخاذ موقف جماعي شبيه بما فعلته مثلا في حرب 1973؟ لا شك في أن الأمر يبدو معقدا ولن يكون من السهل عليهم أن يخاطروا بعلاقاتهم مع الدول الغربية، لكن ألا يملكون وسيلة أخرى غير النفط والغاز؟ لقد قالت صحيفة «أل كونفيدونسيال» الإسبانية مطلع الشهر الجاري، إن الجزائر ستعين قريبا سفيرا جديدا لها بمدريد، بعد أن سحبت في وقت سابق سفيرها احتجاجا على الاعتراف الإسباني بمغربية الصحراء. ووفقا لما ذكره لها مصدر جزائري رسمي لم تكشف عن اسمه، فإن «خطاب سانشيز الأخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة شجع على إرسال السفير الجزائري إلى مدريد» وهو ما يشير بالنسبة إلى البعض إلى موقف رئيس الوزراء الإسباني المؤيد لإقامة الدولة الفلسطينية. والسؤال هنا إن كانت الجزائر ستجازي الإسبان على موقفهم مما يجري في غزة، فلم لا تظهر أيضا امتعاضها وغضبها من باقي الأوروبيين والأمريكيين الذين يعلنون صراحة دعمهم لما يقوم به الاسرائيليون من عمليات قتل وابادة؟ ألم يحن الوقت حتى لا تكتفي بمطالبة الدول العربية بقطع علاقاتها مع الإسرائيليين وهو الآن أضعف الإيمان وتبادر للتلويح بتجميد وقطع علاقاتها مع من يباركون جرائمهم في غزة؟ إن العرب يترقبون الكثير من بلد المليون ونصف المليون شهيد مهما كانت صعوبة الظرف.

نزار بولحية

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

قبائلي

كرة القدم ههههه

تستطيع الجزائر كقوة ضاربة هاربة أن تدعم فلسطين عبر السماح لمنتخب فلسطين بلعب مبارياته في الجزائر ،لكن الفيفا لاتوافق على هذا لأن ملاعب الجزائر غير مؤهلة لإقامة المباريات الدولية نظرا لسوء ارضيتها وتجهيزاتها

ELMAGHRIBI

IWA BARAKA

راه صهاينة جازائر سفكوا دم 250 الف من الفقاقير في عشرة اعوام. بمعنى اكثر من العدد الذي قتلته اسرائيل منذ صناعتها. فمن الصهيوني حكما و حقيقة! من صنعته بريطانيا بوعد بلفور ام من صنعته فرنسا باستفتاء دوغول!! هذه الايام يقتل العلوج الماليون و العجول الاتراك و صهاينة بني خرخر بمعية خنازر الفاغنر شعب ازواد و تتركون جثثهم في الطرقات متناثرة و مهملة . فمن الصهيوني حكما و حقيقة! من صنعته بريطانيا بوعد بلفور ام من صنعته فرنسا باستفتاء دوغول!! ما سلم منهم شعب القبايل و حتى الغابات احرقوها. وما زالت جثة السائح المغربي محتجزة عندهم ... هل هؤلاء بشر بله ان نسأل ان كتنوا مسلمين! الحق اقول لكم من لم يحرر غازه الذي تملك فيه اسرائيل الحصة الكبرى من لم يحرر جماجم خرافه و قروده المكدسة في متاحف ماكرون من لم يحرر نشيده الوثني الشركي من احتكال الشركة الفرنسية من لم يحرر ماتريكيل انيسة كيت ومعها ستة مليون خماس في مدن و مداشر فرنسا...ذلك المحتل المزعوم لا يحدثنا لا عن غزة وفلسطين

غزاوي

مجرد تساؤل.

مجرد تساؤل. ما الذي تستطيع الجزائر فعله لفلسطين!!!؟؟؟ الجزائر ليس لها تأثير على الكيان، ولا تربطها علاقات معه، ولا ترأس لجنة القدس، وليس لها مليون يهودي يشغلون مناصب في الحكومة والجيش والإعلام الصهيوني. بتاريخ:01/07/2023، نشرت جريدة "رأي اليوم" مقالا عنونته بما نصه: " الرئيس تبون اقترح ومصر “تُماطل”.. الجزائر طلبت السماح لها بـ”توفير احتياجات” قطاع غزة من النفط “مجّانًا” - يكفي الجزار أنها لم تطبع مع محتل فلسطين ومغتصب القدس. - يكفي الجزائر أن نفت تهمة الإرهاب على الفلسطينيين. - كفي الجزائر أنها وصفت قتل الفلسطينيين بالشهداء ووقف البرلمان دقيقة صمت ترحما على أرواحهم. - يكفي الجزائر أنها أدانت عدوان الكيان واعتبرت ما يقوم به في غزة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية كاملة الأركان. - يكفي الجزائر أن تطارد الكيان في المحافل الدولية وتلاحقه في محكمة الجنايات الدولية. - يكفي الجزائر هي الدولة الوحيدة الملتزمة بمساعدتها لفلسطين. - يكفي الجزائر أنها تحتضن قادة المقاومة. - ومنها صرح أبو زهري: "المقاومة الفلسطينية على طريق الثورة الجزائرية.. و”حماس” كانت واثقة من النصر." - ومنها صرح: يوسف حمدان: " إطمئنوا على المقاومة هناك أسـ ـلحة لم تُستعمل بعد" .../... يتبع

غزاوي

مجرد تساؤل.

.../...تتمة 1/2 مجرد تساؤل. ما الذي تستطيع الجزائر فعله لفلسطين!!!؟؟؟ هذه بعض مواقف الجزائر نقلتها "القدس العربي": - الصحف الجزائرية تصدر بعنوان موحد وتتهم الإعلام الغربي باغتيال الحقيقة في فلسطين - الجزائر تطالب في مجلس الأمن برفع الحصانة عن الاحتلال.. وانسحاب وفدها عند كلمة ممثل إسرائيل. - المثقفون في الجزائر: تلاحم مع الموقف الشعبي الداعم لفلسطين وانتقاد لـ«دعاة التطبيع» - حماس تثمن تصريحات رئيسي تركيا والجزائر بأنها ليست “إرهابية” - بالكوفية والعلم الفلسطيني.. نواب الجزائر يناقشون بيان السياسة العامة للحكومة ويقترحون تجريم التطبيع - الجزائر تلغي احتفالات ثورة التحرير تضامنا مع فلسطين - وفد الجزائر يقاطع كلمة رئيس البرلمان الدولي لانحيازه لإسرائيل - الجزائر تنسحب من رئاسة مجموعة دولية استشارية بسبب إسرائيل - الدبلوماسية الجزائرية تخوض حرب مصطلحات في الاجتماعات الدولية حول فلسطين.. “لا لمساواة الضحية بالجلاد” - أحزاب جزائرية تحتج لدى سفراء البلدان الداعمة لإسرائيل.. ومسؤول سياسي لـ”القدس العربي”: هدفنا فضح الادعاءات الحقوقية لهذه الدول - أحزاب جزائرية تدعو لعقد اجتماع طارئ للدول الداعمة لفلسطين واستدعاء سفراء الدول المؤيدة لإسرائيل ‏15‏-11‏-2023‏ 1:50 .../...يتبع

غزاوي

.../...تتمة 2/2

.../...تتمة 2/2 مجرد تساؤل ما كانت عاقبة أدم لما أطاع إبليس !!!؟؟؟ المقال يتضمن إقرار صريح من أن موقف الجزائر متقدم وبعيد عن مواقف باقي الدول العربية، بما فيها "دولة" فلسطين برئاسة محمود عباس. تجاهل مواقفهن المنحازة للكيان و الخاضعة لإملاءات أمريكا والرافضة ليس لإدانة العدوان، بل تسعى للقضاء على حماس، ووصفوها بدون حياء بـ "الإرهابية والبربرية والداعشية". وشعوبهم شاهدة عليهم. منذ عملية 7 أكتوبر المباركة، قرأت أكثر من مقال، طالب من الجزائر أن تكون أكثر تقدما في موقفها بقطع الغاز والبترول على أوروبا والانسحاب من الجامعة العربية، ومنهم من طالبها بإرسال جيشها لتحرير فلسطين. وهم يعلمون يقينا، أن قطع البترول لا يؤثر على الدول الغربية، والمطبعون على استعداد لتعويض حصتها في الأسواق، وأن إرسال جيشها أو أسلحتها مستحيل في ظل سيطرة المطبعين على المعابر، ومنع الدخول حتى المساعدات الإنسانية. غاية هؤلاء إذن، هي خلو الأجواء لهم في الجامعة العربية، والتخلص من مواقفها الشجاعة التي فضحت جبنهم، ثم إفلاسها وتأليب الغرب عليها، ولما لا، تشكيل حلف لشن عدوان عليا كما تحالفوا ضد اليمن والعراق وليبيا وسوريا، أو، وهنا مربط الفرس، استسلامها ورفع الراية البيضاء والهرولة نحو الكيان والانبطاح لأمريكا.

احمد العربى

سقوط اقنعة وكلاء الاستعمار

اليافطة التى يرفعها النظام الوظيفى لفرنسا شعار فاطمة أوفطومة اصبح سلعة بائرة ، والدى لايدركه شعب وعسكر الجزائر هو ان فاقد الشيء لايعطيه فرايات الدول العربية متعددة وكل يغنى على هواه فالدى ينتظر شيئا من مستنقعات ( سايكس بيكو ) فهو واهم وابله ،

إلي الحمار مار من هونا

لا شيء لا شيء لا شيء

لا شيء أنهم قتلوا الشعب الجزائري اكثر من إسرائيل أنهم كانوا يقتلون الشعب في المسجد هم ساجدين امام الله نعم لا فرق بين إسرائيل ونضام الجزائري

ابو نوووووووووح

نعم ، لدى الجزائر سر سحري وراء دفاعها على فلسطين

السر يا إخواني عند العجزة انهم يقزمون فلسطين ويضعونها في حجم البوليزاريو ، ويضعونها في صف وخندق واحد مع هؤلاء المرتزقة نصرة لقضية ناكحيهم ، لأن في الواقع لا قضية لهم غير قضية الزناديق ، لو كان حقا قضية فلسطين تهمهم لقدموا لها القليل ثم القليل من الأموال التي قدمتها لناكحيهم ، ولكن هناك مقولة تقول : الجزائر مع فلسطين بالاقوال والشعارات الفارغة ومع البوليزاريو بالمال والسلاح والمؤخرات وهذا هو المنطق وهذا هو الواقع وهذا هو اليقين .

عبد الحق

مكسي بديال الناس ويتباهى

قبل ان تفكر فيما تستطيع ان تفعله الجزائر لفلسطين .عليها ان تفكر في اسعاد شعبها من سكن وصحة ومواد غذائية وبنية تحتية ..فلسطين يعيش شعبها افضل بكثير من الشعب الجزائري .الاطباء والمحامون والمهندسون و هيئة التعليم الفلسطينيون لهم مستويات عالية من نظيرتها الجزائرية ..الفلسطيني يهتم بارضه وشعبه اكثر ما يهتم به في قضايا اخرى ..الدولة التي تستورد كل حاجياتها ولا تكفي شعبها وتبهجه وتسعده هي دولة فاشلة .