أخبار عاجلة

جدل حول ظهور كتاب المتطرف الفرنسي إيريك زمور المؤيد لإسرائيل في الجزائر

أثار عرض كتاب للسياسي اليميني المتطرف الفرنسي المتطرف إيريك زمور في معرض الكتاب الدولي في الجزائر “سيلا 2023” جدلا واسعا، بالنظر للعداء الكبير الذي يكنه هذا الشخص للجزائر في تصريحاته ومواقفه إلى جانب دعمه اللامتناهي لإسرائيل في عدوانها على غزة، في وقت نفت وزارة الثقافة أي ترخيص للكتاب.

 وذكر موقع “الجزائر الوطنية” الذي ينشر باللغة الفرنسية، أن كتاب زمور بعنوان “لم أقل آخر كلمتي” ظهر في الجناح “C21” بمعرض الكتاب الدولي الذي اختتم قبل نحو أسبوع لدى دار نشر فرنسية، وهو ما شكل مفاجأة لكثير من الزائرين.

وتساءل الموقع “هل سمحت السلطات الجزائرية بدخول كتاب زمور، أم تم إدخاله خلسة بين الكتب الأخرى ونجا من مراقبة المؤسسات المسؤولة عن مراقبة الكتب المسموح بها في هذا الحدث السنوي للنشر؟”.

واعتبر أن ظهور كتاب زمور في معرض الجزائر الدولي للكتاب “أمر غير مناسب، خاصة وأن فرنسا، بلد زمور، تفرض رقابة صارمة على الأصوات التي تدين جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، بل وتُدين بالسجن والغرامات كل من يُظهر دعمه للشعب الفلسطيني”.

ولم يمر هذا الخبر دون أن يثير تعليق مسؤول منشورات “كوكو” وهي دار نشر جزائرية استبعدت من معرض الكتاب الدولي بقرار من منظميه، حيث ذكر أنه في الوقت الذي يسمح بكتاب المتطرف إيريك زمور يحرم كتاب جزائريون من لقاء قرائهم في المعرض.

وقال الناشر أرزقي آيت العربي في تدوينة له على فيسبوك بشكل ساخر إن إريك زمور، العدو المعلن للجزائريين والذي يقوم بدعاية شرسة لصالح الجيش الإسرائيلي، يبدو أنه لديه نادي معجبين قوي في وزارة الثقافة الجزائرية.

واتهم آيت العربي لجنة القراءة بالتسامح مع كتب متطرفة مثل كتاب “كفاحي” لهتلر و”مذكرات موسوليني” التي تعرض منذ عام 2016 ، وهي اليوم تغض الطرف عن كتاب زعيم اليمين المتطرف الفرنسي الذي يشجع الإبادة الجماعية الجارية للفلسطينيين.

وأضاف أن هذه اللجنة لا تسمح في المقابل بعرض دار نشر “كوكو” وحرمان العديد من المؤلفين الأكثر احترامًا من حضور معرض الكتاب الدولي، من بينهم كتاب وأكاديميون وباحثون وضباط جيش التحرير الوطني ومحامون وأطباء وصحفيون.

واستعار آيت العربي مصطلح “الاستبدال الأكبر” الذي يوظفه زمور في الحديث عن تعويض المسلمين لسكان فرنسا الأصليين، في القول إن هذا الأمر يبدو أنه يجري في وزارة الثقافة الجزائرية، محملا الوزيرة المسؤولية السياسية عن ذلك، وقال إنه “لا يمكنها التزام الصمت بشأن الأفعال الخارجة عن القانون لمن يعملون تحت وصايتها دون أن تصبح شريكة في ذلك، على حد تعبيره.

وبعد احتدام الجدل، سارعت وزارة الثقافة للتوضيح، نافية بشكل قاطع ما يشاع ممن وصفتها ببعض الأطراف المغرضة حول السماح بعرض الكتاب، مؤكدة أن محتواه يتنافى وقيم ومبادئ المجتمع الجزائري دينا وثقافة ومسلكا. وأكدت وزارة الثقافة والفنون بأن مصالح محافظة الصالون بادرت مباشرة فور اكتشاف الكتاب بسحبه في حينه وتوجيه إنذار للعارض. كما شددت على رفضها التام وفي كل الظروف لاستغلال معارض الكتاب والتظاهرات الثقافية في الترويج للأفكار أو للثقافات المعادية للتوجهات والقيم والمبادئ الوطنية.

ويتناول زمور المولود لأسرة يهودية كانت تقيم في الجزائر في فترة الاستعمار الفرنسي، في هذا الكتاب الحملة الانتخابية التي خاضها لرئاسة فرنسا خلال الانتخابات الأخيرة والتي حل فيها رابعا، حيث يتحدث عن أسباب فشله والحملات التي شنت ضده بسبب تصريحاته الصادمة في كل مرة.

وكان زمور المدان في بلاده بكراهية الأجانب، خلال حملته الانتخابية الرئاسية الفرنسية قد أطلق تصريحات عدائية ضد السلطات الجزائرية واتهم الأجانب المقيمين بفرنسا خاصة الجزائريين منهم بالمسؤولية عن المشاكل التي تواجهها البلاد، مؤكدا أنه سيسعى لترحيلهم واتخاذ إجراءات ضد الجزائر إذا لم تتعاون في استعادتهم.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات