مسيرة كبرى غير مسبوقة تلك التي توحدت فيها تحت راية فلسطين ومن أجلها، مساء السبت، في نواكشوط تحت شعار “فلسطين الجرح النازف”، جموع من الموريتانيين والموريتانيات، رفضا للعدوان الصهيوني على الأهالي الفلسطينيين، وتنديدا بأنظمة التطبيع مع العدو.
وبينما الكوفية الفلسطينية تتوج الرؤوس، وتزين الأعناق، وعلم فلسطين يرفرف خفاقا في سماء نواكشوط أقصى نقطة غربية من الوطن العربي، ردد آلاف الموريتانيين من مناضلي ومناضلات الأحزاب السياسية، ومن نشطاء المجتمع المدني ومن المواطنين والمواطنات غير المصنفين، شعارات مزمجرة رافضة للعدوان داعية للوقوف الحازم إلى جانب الشعب الفلسطيني.
ومن الشعارات التي تضمنتها لافتات هذه المسيرة التي اتجه الآلاف من منظميها إلى مكتب الأمم المتحدة في نواكشوط: أين الأمة وغزة بلا ماء، ولا دواء، ولا غذاء، وبلا كهرباء، ولا إيواء؛ موريتانيا ترفض قصف المساجد والكنائس؛ نطالب بطرد سفيرة أمريكا؛ دعم الإرهاب الصهيوني مشاركة في الجريمة؛ مجزرة المعمداني جزيمة حرب لا تغتفر.
وتصدر قادة الأحزاب السياسية الموريتانية هذه المسيرة التي انطلقت من ساحة مسجد ابن عباس، وسط العاصمة وسلكت شارع جمال عبد الناصر، متجهة إلى مقر ممثلية الأمم المتحدة.
وردد قادة الأحزاب السياسية والنواب الذين قادوا المسيرة شعارات من قبيل “تحيي فلسطين”، و”القدس عاصمة فلسطين الأبدية”، و”يسقط الاحتلال وأعوانه”، و”ارفعوا حصار الموت عن غزة”.
وندد المشاركون في المسيرة في خطابات قوية بالعدوان المستمر على سكان قطاع غزة، واصفين ما يتعرضوا له بالإبادة الجماعية، وتعاقب الخطباء والشعراء على منصة متحركة بمكبرات صوت، وهم يرددون الشعارات وسط تفاعل واسع من المحتجين الغاضبين.
وتأتي المسيرة ضمن سلسلة أنشطة نظمتها الأحزاب السياسية الموريتانية منذ بداية طوفان الأقصى واستمرار القصف الإسرائيلي الأعمى ضد قطاع غزة، وهو القصف الذي راح ضحيته أكثر من 4000 شهيد.
وبينما يتواصل الاحتجاج والرفض والغضب في موريتانيا الذي لم يتوقف منذ اندلاع طوفان الأقصى، أعلن الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني في ببان له اليوم “أنه تمكن، رغم الحصار والعدوان الغاشم، من إيصال المساعدات إلى المتضررين من أهلنا في قطاع غزة”.
وأضاف “لقد وزع الرباط آلاف الطرود الغذائية على الأسر النازحة جراء العدوان الوحشي على غزة، كما وزع مئات من حقائب الإسعافات الأولية على المستشفيات المتضررة من العدوان، وآلاف الوجبات على جرحى الحرب”.
وزاد “إن الرباط الوطني إذ يرفع هذا الخبر إلى علم الجمهور الموريتاني والرأي العام الوطني فإنه يشكر كافة المتبرعين الذين ساهموا بعطائهم وجهودهم في إغاثة الملهوفين والمحتاجين والمتضررين من الحرب، ويذكر أن واجبنا جميعا هو المشاركة كل حسب جهده في دعم صمود أهلنا في غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة على يدي الصهاينة الغاصبين”.
وأكد البيان “أن الرباط الوطني ومن خلفه الشعب الموريتاني، سيستمر في توصيل هذه المساعدات وفي تقديم الدعم لمن ينوبون عن الأمة في حماية مقدساتها”.
تعليقات الزوار
لا تعليقات