قال المجلس العسكري في بوركينا فاسو يوم الأربعاء إن قوات الأمن وأجهزة المخابرات أحبطت محاولة انقلاب في اليوم السابق، وذلك دون التطرق لتفاصيل عما حدث.
وقال في بيان إنه تم اعتقال بعض الضباط وآخرين، وما زالت عمليات البحث جارية عن آخرين من الضالعين في التمرد المزعوم.
وفي سياق متصل، عرضت مقاطع فيديو متداولة على نطاق واسع منذ صباح الأربعاء مجموعة من مواطني بوركينا فاسو وهم يتظاهرون ضد عصابة مسلحة ومجندة، قيل إنها “قادمة من ساحل العاج ومكلفة بإثارة الفوضى داخل العاصمة واغادوغو تمهيدا لقلب نظام النقيب إبراهيم تراوري”.
وتحدث نشطاء على موقع يوتيوب أفارقة كبار معادون لفرنسا تتقدمهم المؤثرة الشهيرة ناتالي يامب في بث مباشر “عن مخطط تقف وراءه فرنسا والأنظمة الإفريقية السائرة في فلكها، هدفه إسقاط الأنظمة العسكرية المتحالفة الحاكمة في بوركينا فاسو ومالي والنيجر”.
وواصلت مجموعات من الشباب البوركينابي، مساء الأربعاء، اعتصاماتها وسط شوارع العاصمة واغادوغو، مؤكدين مواصلة التظاهر احتجاجا على انتشار خبر محاولة الانقلاب ضد حاكم البلاد.
وأكد المعتصمون “رفضهم لأي شكل من أشكال الإطاحة بالنقيب المحبوب وبأنه لن يهنأ أي منقلب عليه بالجلوس على مقعده”.
وحتى الآن لم تتضح حقيقة ما جرى في بوركينا فاسو، لكن مصادر محلية أكدت سلامة النقيب تراوري، وتحدثت عن توجيهه كلمة مرتقبة إلى الشعب يشرح فيها ملابسات هذه القضية، ومن أجل طمأنة أنصاره إزاء ما أشيع من محاولة لقلب نظام حكمه.
وقام النقيب إبراهيم تراوري يوم 30 سبتمبر/أيلول 2022 وهو لا يحمل سوى رتبة “نقيب” بانقلاب خاطف ناجح، هو الثامن في تاريخ البلاد والثاني في أقل من 9 أشهر.
ويتمتع إبراهيم تراوري في رأي البعض بكاريزما واضحة، وقد بدأت شعبيته في الصعود منذ اليوم الأول لظهوره، وتواصل ذلك إلى اليوم.
لكن المعطيات القائمة تؤكد أن نظام النقيب تراوري لن يكون أوفر حظا من الأنظمة التي سبقته، إذ إن أوضاع عدم الاستقرار وسيطرة المجموعات الجهادية المسلحة على مناطق حيوية داخل بوركينا فاسو، وعداء النقيب لفرنسا وعداؤها له، كل ذلك سيشكل عرقلة أمام تثبيت القائد الشاب لنظام حكم في بوركينا فاسو، البلد الذي يتوسط بؤرة عدم استقرار مشتعلة في الساحل منذ عقود.
تعليقات الزوار
لا تعليقات