أخبار عاجلة

هيومن رايتس ووتش تدين الطرد الجماعي للأفارقة من تونس

يعيش مئات المهاجرين من جنسيات أفريقيا جنوب الصحراء وضعا صعبا في منطقة صحراوية جنوب تونس بعد طردهم من مدينة صفاقس، بحسب شهادات فيما قالت منظمة هيومن رايتس ووتش يوم الخميس إنه على تونس وقف عمليات الطرد الجماعي والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى المهاجرين الأفارقة الذين طردوا إلى منطقة خطرة على الحدود التونسية الليبية.
وتصاعدت أعمال العنف التي أججتها دعوات للانتقام من المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء في صفاقس يومي الثلاثاء والأربعاء، بعدما قُتل تونسي من سكان المدينة خلال صدامات بيد كاميروني وفقا لتصريحات السلطات التونسية.
وزاد هذا الحادث من الاحتقان في مدينة يتذمر سكانها أصلا من وجود المهاجرين غير القانونيين في مدينتهم، حيث يستقر عدد كبير منهم في انتظار عبور البحر الأبيض المتوسط في اتجاه السواحل الإيطالية.
وانتشر خطاب الكراهية بشكل متزايد ضد هؤلاء المهاجرين منذ تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيّد في شباط/فبراير الفائت والتي انتقد فيها الهجرة غير القانونية واعتبرها تهديدًا ديموغرافيًا لبلاده.
وبعد الصدامات التي وقعت مطلع الأسبوع الحالي، طردت قوات الأمن عشرات المهاجرين الأفارقة من صفاقس في وسط-غرب البلاد.
وأفادت منظمات غير حكومية بأنه تم نقل مئات منهم في حافلات إلى مناطق صحراوية في جنوب تونس، بعضها بالقرب من الحدود مع ليبيا والبعض الآخر من الجزائر.
وذكرت هيومن رايتس ووتش أن الأشخاص المطرودين هم من دول أفريقية عديدة هي ساحل العاج والكاميرون ومالي وغينيا وتشاد والسودان والسنغال، ومن بينهم 29 طفلا وثلاث نساء حوامل.
وقالت لورين سيبرت الباحثة في حقوق اللاجئين والمهاجرين في المنظمة "ليس فقط من غير المعقول الإساءة للناس والتخلي عنهم في الصحراء، ولكن الطرد الجماعي ينتهك القانون الدولي".
وقالت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا إنه على الرغم من التحديات في الوصول إلى المنطقة، فقد تمكنت من تقديم بعض المساعدة الطبية الطارئة لبعض المهاجرين.

وكان وصل العديد من المهاجرين إلى تونس بشكل غير قانوني من هذين البلدين برّا وسيرا على الأقدام.
ويقول عيسى كوني (27 عاما) المتحدر من مالي عبر الهاتف "ليس لدينا ما نأكله أو نشربه. نحن في الصحراء".
ويتابع "عناصر من الحرس الوطني (التونسي) قبضوا علينا في صفاقس بعد أن اقتحموا منزلنا". ويوضح أنه تم نقله في حافلة بالقرب من الحدود الجزائرية مع عشرات المهاجرين الآخرين الذين كان يعيش معهم في صفاقس.
محاولة العبور
وقبل أن يصل إلى تونس حيث كان يعيش من أعمال بسيطة يقوم بها، عمل كوني لمدة عامين في ليبيا، لكن بسبب النزاع في هذا البلد وغياب الاستقرار والأمن وجد نفسه مجبرا على الرحيل.
ويعبر كوني عن يأسه ويقول "جئت لأنني سمعت أن تونس تحترم حقوق الإنسان، لكن ما يحدث يظهر أن هذا ليس واقعا".
يؤكد كوني وآخرون أن ما لا يقل عن ألف مهاجر على الأقل باتوا موجودين الخميس في هذه المنطقة الصحراوية بعد طردهم من صفاقس.
ويعتقد مامادو ديمبيلي، وهو مهاجر من مالي يبلغ 31 عامًا، أنه كان في طريقه لتحقيق حلمه في الهجرة إلى أوروبا عندما اعترض خفر السواحل التونسيون الأربعاء القارب الذي كان ينقله في اتجاه السواحل الإيطالية برفقة 46 مهاجرًا آخرين.
وتلاشت أحلام وصوله إلى إيطاليا وعوض أن يصل إلى سواحلها وجد نفسه الخميس وسط الصحراء التونسية حيث نقلته الشرطة بصحبة العديد من المهاجرين الآخرين.
ووصل الى تونس قبل خمسة اشهر "لمحاولة العبور" نحو أوروبا. ويؤكد أنه لا يريد "العودة إلى الجزائر" التي بلغها من بلاده في عبور غير قانوني للحدود البرية.
ويضيف "مكثت ستة أشهر في الجزائر لمحاولة الذهاب إلى أوروبا من هناك، لكن لم أنجح في ذلك، لذا جئت لأجرب حظي من تونس".
ويتابع "في مالي، هناك صراع، ولهذا غادرت. أردت الذهاب إلى أوروبا للعمل، لمساعدة عائلتي".
وفضلا عن الذين تم نقلهم قسرا إلى الصحراء، هرع عشرات من المهاجرين، خوفا من انتقام السكان المحليين، الأربعاء والخميس إلى محطة القطارات بصفاقس للتوجه إلى مدن تونسية أخرى.
ويوضح سليمان ديالو (28 عاما) وهو مهاجر من غينيا "كنت نائمًا الثلاثاء. جاؤوا إلى المنزل ونهبوا كل شيء. وصلت إلى هنا بالأمس في السادسة صباحًا. أريد أن أذهب إلى المنظمة الدولية للهجرة".
ويخلص "أريد أن أعود إلى بلدي. إنها وجهتي".

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات