قررت محكمة الاستئناف في مجلس قضاء الجزائر، تأجيل النطق بالحكم في قضية الصحافي إحسان القاضي إلى 18 حزيران/ يونيو المقبل، بعد جلسة ماراثونية استمرت نحو 7 ساعات، تمسك فيها ممثل النيابة بعقوبة السجن النافذ، بينما دافع فيها الصحافي عن براءته وطريقة ممارسته للمهنة.
في مرافعته، طلب ممثل النيابة تسليط عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا على القاضي، وهو نفس الالتماس الذي كان في المحاكمة الابتدائية، ما جعل هيئة الدفاع تلتقط إشارة بعدم وجود نية على الأقل على مستوى النيابة لتخفيف الحكم. وقال ممثل الحق العام، إن الصحافة تمثل سلطة رابعة ويمكن أن تكون مطية للتدخل الأجنبي، مستشهدا بما حدث في العراق وعدة دول أخرى.
وفي هذا الملف، يتابع القاضي بتهمة التمويل الأجنبي لغرض الدعاية السياسية وفقا للمادة 95 مكرر من قانون العقوبات التي تعاقب “بالسجن من خمس إلى سبع سنوات وغرامة من 50 ألفاً إلى 70 ألف دينار جزائري، كل من يحصل على أموال أو هدايا أو امتيازات للقيام بأعمال من المحتمل أن تضر بأمن الدولة”.
لكن إحسان القاضي قبل ذلك، تمسك بقوة ببراءته، وأشار إلى أنه طيلة ممارسته للصحافة لأكثر من 40 سنة تعرض لعدة متابعات قضائية، لكن بقي ثابتا على مبدئه ورافضا للتنازل عن حريته. ونفي الصحافي أن يكون قد تلقى تمويلا أجنبيا، مؤكدا أن المبلغ الذي على أساسه كُيّفت هذه التهمة هو مساعدة من ابنته للمؤسسة على اعتبار أنها أحد مساهميها.
وحظي القاضي بمساندة عدد كبير من المحامين، بعضهم من خارج الجزائر سمحت هيئة المحكمة بحضورهم، مثل المحامي التونسي فتحي ربيعي، والمحامية باية مراد البلجيكية من أصول جزائرية. وفي البداية، قدمت هيئة الدفاع دفوعا شكلية تتمثل في خروقات على مستوى التحقيق تعرض لها الصحافي منذ اعتقاله في كانون الأول/ ديسمبر 2022.
وانطلق المحامون بعد ذلك في مرافعاتهم، وركزوا على نقطة أن التحقيق لم يكشف عن أي تمويل من جهة أجنبية، سوى تحويل مالي قامت به ابنة الصحافي لصالح المؤسسة التي هي شريك فيها. ويتعلق الأمر وفق هيئة الدفاع بـ”مبلغ 25 ألف جنيه استرليني، تلقاه إحسان القاضي من نجلته المقيمة في لندن تينهينان القاضي التي تُعدّ أحد المساهمين في مؤسسة إنترفاس ميديا”.
يذكر أن القاضي محكوم عليه في هذه القضية ابتدائيا بـ5 سنوات سجنا منها 3 نافذة. ويدير الصحافي حاليا مؤسسة “إنترفاس ميديا” في الجزائر التي تصدر موقعي “راديو أم” و”مغرب إمرجنت”، وعرف بنشاطه في الميدان منذ فترة الثمانينات وانخراطه في حركة الصحافيين الجزائريين القوية في ذلك الوقت، كما أنه حائز على جائزة “عمر أورتيلان” لحرية الصحافة بالجزائر، وتشرف مؤسسته على منح جائزة للصحافة الاستقصائية كل سنة.
تعليقات الزوار
لا تعليقات