أخبار عاجلة

تبون .. الجزائر توظف قوتها الإرهابية الناعمة في منطقة الساحل!

منذ بدء العملية العسكرية الفرنسية في مالي، ترفض الجزائر استخدام القوة لمواجهة الجماعات الإرهابية، وتدافع عن رؤية استراتيجية مبنية على أن المساهمة في التنمية هي الحل لإنهاء وجود الإرهاب باجتثاث مسبباته ومما يتغذى، مما جعلها تبادر في ضخ أموال لصالح شعوب القارة الإفريقية لتحقيق التنمية،

حيث ستشرع الجزائر قريبا، في تشييد منشآت تنموية في مناطق من دول الساحل الإفريقي، تمولها الوكالة الدولية للتضامن الإفريقي، والتي ضخت فيها قبل أسابيع واحد مليار دولار.

وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد أعلن, خلال اللقاء الدوري, مع الصحافة الوطنية, هل هامش الإحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة, عن عدة مشاريع تنموية ذات طابع اجتماعي, في عديد الدول الإفريقية خاصة في منطقة الساحل, منها يناء مساجد و مدارس و حفر أبار مياه, و مصتوصفات طبية و طرقات, حسب حاجة سكان  المنطقة.

وفي إطار مقاربتها الإفريقية، قررت الجزائر سابقا، مسح ديون 14 دولة إفريقية بقيمة 902 مليون دولار،أغلبها من دول الساحل.

الصحة، التعليم والمياه .. ثالوث إفريقيا

وتشمل المنشآت التي سيتم بنائها، مؤسسات صحية وتربوية ومنشآت للمياه الشروب والصرف الصحي، ومساجد، في كل من مدينة “كيدال” شمالي مالي، والنيجر، بناء على طلبات شعوب هذه المناطق.

وتندرج هذه التحركات، في سياق مقاربة جزائرية لمكافحة مغذيات التطرف العنيف في منطقة الساحل، والمبنية على التنمية الاقتصادية والاجتماعية كركيزة لاستعادة الأمن والقضاء على أحد أهم مغريات التجنيد في صفوف الجماعات الإرهابية.

يقول الباحث في الشؤون الأمنية بمنطقة الساحل، الدكتور رشيد علوش، إن الوكالة الجزائرية للتنمية في إفريقيا، ستنفذ توصيات الآليات الموجودة سابقا، موضحا: “الجزائر استحدثت عدة آليات تسمح بامتصاص مسببات التطرف من بينها رابطة أئمة وعلماء الساحل، إلى جانب ميكانيزمات الاتحاد الإفريقي، وكلها توصي بالتنمية كأساس للأمن وهي مقاربة لطالما رافعت من أجل الجزائر وبالتالي فإن الوكالة معنية بتنفيذ هذه الرؤية الجزائرية”. مضيفا أن الوكالة الجزائرية للتنمية في إفريقيا، ستكرس ميزانيتها لثلاث قطاعات هامة، وهي الصحة، التعليم والمياه.

شركات جزائرية لبناء وتسيير المنشآت في إفريقيا

بناء هياكل على غرار المدارس والمستشفيات وحفر الآبار والمساجد، في دول الساحل، سيتم بسواعد جزائرية، وفقا لباحثين، مما يجعل الأيادي الجزائرية هي التي تقوم بتسيير هذه الهياكل قبل تسليمها، وهو تصور ذو بعد استراتيجي، يجمع بين الرؤية الإنسانية والاجتماعية للجزائر، التي لطالما اشتغلت على أزمات الأشقاء وفقا لمنطق الأخوة والإنسانية، وبين مواجهة التدخلات العسكرية الأجنبية التي لم تزد للمنطقة سوى إغراقها في التشرذم ونهب الثروات تحت ذريعة القضاء على الإرهاب.

وسطية المساجد الجزائرية لنبذ التطرف في النيجر

تسعى الجزائر من خلال تشييد المساجد في دول من الساحل، لاسيما النيجر، استجابة لطلب ساكنة هذا البلد في المناطق الشمالية للنيجر، إلى توسيع الفكر الوسطي والتسامح بين الشعوب. حيث يقول الباحث المختص في الشؤون الاستراتيجية، الدكتور رشيد علوش، إن رابطة علماء وأئمة الساحل الإفريقي، هي التي أوصت ببناء مساجد لتوحيد المرجعيات الدينية في المنطقة، واحتواء انتشار الفكر المتطرف، كما أن الأمر يشكل انتشارا استراتيجيا للجزائر في منطقتها لحماية أمنها القومي.

هل تنهي مبادرة الجزائر التواجد الأجنبي في إفريقيا؟

رغم انسحاب القوات العسكرية الأجنبية من مالي ومنطقة الساحل الإفريقي، في أعقاب مظاهرات شعوب القارة، إلا أنها مازالت تبحث لها عن موطئ قدم عبر ما يعرف بـ “القوة الناعمة”، حيث أعلنت ألمانيا قبل أسابيع مبادرة “بلس”، وهي مبادرة تسعى من خلالها برلين إلى إبقاء تواجدها في منطقة الساحل عبر بوابة التنمية، حيث ستشرع في تدشين مشاريع تنموية.

وأعلنت الحكومة الألمانية تمويل 1200 مشروع بقيمة 26.5 مليار يورو، فيما سيحدد الاجتماع المقبل الشهر المقبل في موريتانيا، الدولة التي سوف ترأس المبادرة.

يقول الباحث المصري في الاقتصاد السياسي، الدكتور أحمد أمين الجمل، في تصريح لموقع “الجزائر اليوم”، إنه من الصعب إنهاء الوجود الأجنبي في منطقة الساحل والصحراء خاصة الوجود الفرنسي، مضيفا: “المشكل يكمن في انعدام الاندماج الإفريقي .. تقسيم الدول الإفريقية بقرار استعماري مبني على وجود اختلاف ديني وإثني ولغوي وقبلي الهدف منه عدم الاندماج داخل الدولة الواحدة، لأن الاندماج يهدد مصالح الغرب في الاستيلاء على المواد الخام والبترول الذي يشغل مصانع الغرب”.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات