استقبلت قيادة الأفالان بمقرها الوطني، بحيدرة، كل رؤساء اللجان الانتقالية التي نصبها أبو الفضل بعجي لتسيير محافظات الحزب. الاستقبال خصص لايداع محاضر انتخاب مندوبي المؤتمر ال11. وانتهت هذه العملية باستقبال رئيس لجنة بوفاريك، يوم 30 مارس، وتم نشر فيديو إشهاري لهذه العملية على صفحة الحزب الرسمية على فيسبوك
وبهذه الطريقة يعطي بعجي الانطباع أن تحضيرات المؤتمر تسير في الاتجاه الصحيح، لكنه في نفس الوقت يخفي المشكل الحقيقي الذي جعل مؤتمر الافالان يتأخر كل هذا الوقت. علما أن الأفالان لم يعقد مؤتمره العادي منذ عام 2015، دون أن تتحرك وزارة الداخلية التي رفعت في المقابل، شكوى لحل حزب العمال الاشتراكي لتجميد نشاطه وغلق مقراته، بحجة عدم عقده مؤتمره
بعجي أبو الفضل لا يعلم متى سيعقد مؤتمر الأفلان، بينما عقدت كل الأحزاب المعروفة في الساحة السياسية الوطنية مؤتمراتها وتكيفت بذلك مع معطيات مرحلة ما بعد 22 فيفري 2019 التي رفع فيها الشعب الجزائري سقف مطالبه إلى أعلى درجة من خلال شعار « تتنحاو قاع ». ا
بعجي لا يعرف متى سيعقد مؤتمر الأفلان، رغم انتهائه من عملية انتخاب المندوبين، كون القرار عقد مؤتمر الحزب الواحد السابق، لا تفصل فيه قيادته، بل تفصل في ذلك دوائر صنع القرار السياسي. وعندما يحصل ذلك، يعود سلطة تحديد موعد المؤتمر لرئاسة الجمهورية، في حين تعود لقيادة الحزب صلاحية خياطة أشغاله بالشكل الذي يسمح للأمين العام الذي وقع عليه الاختيار لدى أصحاب القرار، بتسيير الحزب
وباستقبال رؤساء اللجان الانتقالية ونشر صورهم في فيسبوك وهم يودعون محاضر انتخاب المندوبين للجنة الوطنية المكلفة بتحضير المؤتمر، يكون بعجي بصدد توجيه رسالة لمن يهمهم الامر، يبرز فيها مدى تحكمه في الوضع داخل بيت الأفلان بعد الحركة تصحيحية التي الإطاحة به من داخل مكتبه
لكن الوضع السياسي الذي أفرزته ثورة 22 فيفري تجعل التحكم في جهاز الأفالان غير كافي للبقاء على رأس الحزب الذي ترتب به السلطة نتائج كل الانتخابات الجارية في البلاد. ومعروف عند الرأي أن قيادة الافالان سارت في الانتخابات الرئاسية في 2019، مع مرشح آخر عبد المجيد تبون الذي وقع عليه اختيار المؤسسة العسكرية، فيما قاطعت الأغلبية الساحقة من الناخبين صناديق الاقتراع
ولا شيئ يوحي أن الأفلان إستعاد وزنه في الساحة السياسية بالشكل الذي يعيد له الدور المحوري بمناسبة الانتخابات الرئاسية المقررة في 2024. فعبد المجيد تبون يعلم أن مساندة بعجي وجهاز الأفلان لا يعني مساندة باقي زبانية السلطة التي تدور في فلكه. ونفهم من هنا أن تبون غير مستعد في الوقت الحالي لإضافة متاعب الافالان إلى كل متاعبه على الساحة الاقتصادية والاجتماعية وكذلك متاعبه مع الحراك الشعبي المستمرة تداعياته مع استمرار القمع وسجن النشطاء السياسيين والصحفيين وغلق المجال الإعلامي والسياسي
تعليقات الزوار
لا تعليقات