أخبار عاجلة

الأولياء يتسلّمون كشوفات نقاط الفصل الثاني ومختصون ينصحون بعدم عقاب التلاميذ

يكون الأولياء اليوم على موعد مع المعلمين لاستلام كشوفات نتائج الفصل الثاني في المؤسسات التربوية وهو اليوم الذي يقترن بحالة من التوتر والقلق لدى الأولياء خوفا من النتائج السلبية للأبناء كما في الفصل الأول بحيث باتت نتائج امتحانات الفصول الدراسية دون المستوى المأمول لدى أغلب التلاميذ والتي أرجعها المختصون في شؤون التربية إلى الحشو الحاصل في البرامج الدراسية التي باتت عقيمة ناهيك عن كثافتها واستعصاء استيعابها لاسيما في الطور الابتدائي.
تنتظر اليوم العائلات تسلم كشوفات أطفالها وهو اليوم الذي تخيم فيه أجواء القلق والتوتر على الأولياء وأبنائهم فالأولياء يتخوفون من استلام النتائج الكارثية أما الأبناء فيتخوفون من العقاب واللوم والعتاب الذي يؤدي أحيانا إلى ما لا يُحمد عقباه وتم تسجيل حالات لهروب الأطفال وربما الانتحار بسبب عدم احتمال ردة فعل الأولياء العنيفة تجاه التلاميذ بسبب النتائج. 

قلق وتوتر بسبب النتائج 
في السنوات الاخيرة صار الأولياء يركزون على معدلات ابنائهم الدراسية على أمل أنْ تكون معدلات جيدة وأصبح مستوى التلميذ يقاس بالمعدل المتحصل عليه دون اي اعتبار آخر مما ادى إلى ضغوطات وقلق سواء بالنسبة للأولياء أو التلاميذ وأضحى المعدّل محل مقارنة بين العائلات مما شحن الاجواء اكثر واقترنت فترة تسلم النقاط بقلق وتوتر كبيرين.
فالأولياء يتخوفون من فشل الابناء والابناء يتخوفون من العقاب وتندلع الصراعات بين الطرفين ووصلت في بعض الأحيان إلى ما لا يحمد عقباه كالهروب ومحاولات الانتحار.
تقول السيدة ريمة إنها لا تحبذ العقاب الجسدي عند إخفاق ابنائها في النقاط وتتبع طرق اخرى كحرمانهم من الهواتف الذكية أو الاشياء التي يحبونها والألعاب كما لا تحب المقارنة مع تلاميذ آخرين لأن الأمر سيحطم اكثر التلاميذ. 
أما السيدة مروة فقالت إنها لا تتبع أبدا أسلوب الضرب والعقاب المبالغ فيه مع أبنائها عند إخفاقهم الدراسي بل تتواصل مع المعلمات لمعرفة الخلل ومن ثمة تقوم بمتابعتهم دراسيا للتعرف على مستوى الابن الحقيقي في الدراسة فهي لا تنفر من ابنها بسبب النتائج الدراسية بل تتعاطف معه فكل تلميذ وقدراته الذهنية ومستوى ذكائه.
العقاب الجسدي مرفوض
ينصح الأطباء النفسانيون الأولياء بالحفاظ على هدوئهم وعدم تعنيف الأطفال بسبب النتائج وضرورة رفع معنوياتهم بدل تحطيمها فالطفل الصغير ليس له طاقة لتحمل العتاب واللوم وحتى استخدام أبشع صور العقاب الجسدي وحرمان الأطفال من مبتغياتهم خلال العطلة بحيث تطول فترة العقاب مما يؤدي إلى نتائج وخيمة قد يندم عليها الأولياء.
فعادة ما تقترن فترة النتائج بتسجيل حالات هروب بسبب خوف الأبناء من عقاب اوليائهم بل وحتى محاولات انتحار بحيث بات يُربط مستوى التلميذ بالنتائج الدراسية اكثر من النظر في مستوى الذكاء والاستيعاب ويرى البعض انه لا يمكن قياس ذكاء التلاميذ بالنقطة والمعدل ما هو الا خطوة تقييمية عابرة ولا يجب إيلاؤها الاهتمام الكبير الذي نراه في السنوات الأخيرة من طرف الأولياء والوصول إلى تعنيف الأطفال إلى حد تسجيل حالات قد تؤدي إلى الوفاة بسبب العقاب المبالغ فيه. 
العقاب البدني أو اللفظي ينعكس سلبا على المستوى الدراسي للطفل وهو أسلوب فاشل بكل أشكاله كما أن الإيذاء الجسدي أمر مرفوض رفضا تاما.
آثار نفسية وخيمة 
يؤكد المختصون في علم النفس أن العقاب البدني له آثار سلبية كبيرة على الطفل ففي النظام التربوي السليم هناك ما يُسمى بـ التعزيز سواء أكان إيجابي أو سلبي وهو من الاستراتيجيات التي يمكن اللجوء إليها من قبل الأولياء أو المعلمين بشكل عام إذ إن العقاب البدني يتعارض مع الخصائص النمائية والعمرية للطفل بكل تفاصيله إذ إن هناك جزءا في العملية التربوية تسمى نظرية الذكاء المتعدد للطفل والتي تبين ان هناك أطفال يمكن أن يكونوا مبدعين في جانب معين وفي جوانب أخرى هم غير قادرين على استيعاب المادة الدراسية على سبيل المثال لذلك فالعملية التربوية سواء من الأهل أو المدرسة بحاجة إلى تغيير في الآليات المُتبعة.
ولابد من إيجاد البديل في العملية الدراسية بدلا من الحفظ والتلقين غير المجديين فعلى سبيل المثال وجود طفل لديه القدرة على تأليف بيت شعري أو نص نثري أفضل من أن يكون حافظا لقصيدة طويلة بحيث بات يعتمد على الحفظ اكثر من الفهم والاستيعاب وقطاع التربية يقع عليه الدور الكبير في تغيير الأسلوب التعليمي الذي يمكن بالتالي أن يغير طريقة الأولياء وتقبلهم لمستوى أبنائهم ضرب الأطفال لتحسين مستواهم التعليمي يُعد من أسوأ انواع العقاب لما له من تأثير سلبي عليهم سواء كان جسديا أو نفسيا في الوقت الذي أثبتت فيه الكثير من الدراسات أن الأطفال الذين يتعرضون للضرب يصبحون أكثر عدوانية مع الآخرين ومع أوليائهم خاصة في مرحلة المراهقة.
وللضرب آثار سلبية على الصحة النفسية للطفل إذ إن أبرز تلك الآثار هي انعدام ثقة الطفل بنفسه والشعور بالخوف وعدم الآمان ما يولٌد لديه الرهاب الاجتماعي والإحباط إلى جانب المشاكل السلوكية كالعناد والعدوانية واضطرابات في النوم والتبول اللاإردادي أو اضطرابات في الطعام وقضم الأظافر أو نتف الشعر والاكتئاب والقلق. 

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات