حوّل حادث انهيار الحاجز الحديدي بملعب 5 جويلية في الجزائر، فرحة فريق مولودية الجزائر بالتتويج بالبطولة إلى مأتم، حيث وصل عدد الضحايا إلى ثلاثة في حصيلة نشرتها وزارة الصحة. وتحيل هذه المأساة إلى حوادث ملاعب مشابهة شهدتها الجزائر على مرّ تاريخها.
وفي آخر تحديث، أكدت وزارة الصحة أن الحادث الذي وقع مساء السبت بملعب 5 جويلية الأولمبي، أسفرعن وفاة ثلاثة مشجعين وإصابة العشرات، وذلك إثر انهيار حاجز حديدي وسقوط عدد من الأنصار من الطابق العلوي إلى السفلي أثناء توافد الجمهور على الملعب.
وكان وزير الصحة عبد الحق سايحي، رفقة وزير الشباب والرياضة والمستشار المكلف بالاتصال لدى رئاسة الجمهورية، قد تنقلوا إلى عدد من المؤسسات الصحية لمعاينة وضعية المصابين وظروف التكفل بهم، بتكليف من الرئيس عبد المجيد تبون.
وأفاد بيان لوزارة الصحة أن المستشفى الجامعي بني مسوس استقبل 38 مصاباً، سُجلت بينهم ثلاث وفيات، بينما استقبل مستشفى بن عكنون 27 مصاباً، ومستشفى باب الواد 16 مصاباً آخر. وقد غادر العديد من الجرحى المستشفيات بعد تلقيهم الإسعافات الضرورية، حيث تم تسجيل مغادرة 32 مصاباً من مستشفى بني مسوس، و24 من بن عكنون، و14 من باب الواد.
وأكدت الوزارة أن تعليمات أُعطيت لمصالح الاستعجالات الطبية في كل من المركز الاستشفائي الجامعي بني مسوس ومستشفى باب الواد والمؤسسة الاستشفائية المتخصصة ببن عكنون لتسخير كافة الوسائل البشرية والمادية اللازمة لضمان التكفل الأمثل بالمصابين إلى غاية شفائهم وعودتهم إلى منازلهم.
وأثار الحادث الذي وقع أثناء مباراة مولودية الجزائر ونجم مقرة موجة من الحزن والاستياء وسط الرأي العام، في انتظار تحديد المسؤوليات لتفادي تكرار مثل هذه المآسي في المستقبل. ولم يستطع أنصار المولودية أكبر النوادي الجزائرية وأكثرها شعبية الاحتفال بالتتويج، بعد صدمة ما وقع، حيث خيّمت حالة من الذهول وعدم الاستيعاب.
وفي الفيديو الذي ظهر للحادث، شوهدت موجة تدافع أسفل المدرج أدت لدفع من كانوا يجلسون على الحاجز الحديدي وقذفهم للأسفل من على علو قد يصل إلى 10 أمتار.
وكانت الملاعب الجزائرية قد شهدت خلال السنوات الأخيرة سلسلة من الحوادث المأساوية التي خلّفت وفيات وإصابات في صفوف الجماهير، كان آخرها ما وقع بملعب الدويرة الجديد (علي عمار “علي لابوانت”) في العاصمة، خلال أول مباراة رسمية يحتضنها، بتاريخ 22 أيلول/سبتمبر 2024 بين مولودية الجزائر واتحاد المنستيري التونسي في إطار دوري أبطال إفريقيا.
وقد أسفر الحادث عن سقوط أحد المشجعين من الطابق العلوي، وهو الضحية الشاب وليد بوعزيز، البالغ من العمر 23 سنة، توفي لاحقاً متأثراً بإصابات بليغة في الرأس بعدما دخل في غيبوبة، في حادث أثار تساؤلات حول معايير السلامة في منشأة رياضية حديثة لم يمضِ على تدشينها سوى أيام.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2024، سُجّلت وفاة مشجع آخر خلال مباراة فاصلة ضمن دوري الدرجة الثانية جمعت بين ترجي مستغانم وجمعية وهران، إثر انهيار جزء من مدرج الملعب بشكل مفاجئ، ما خلّف حالة من الهلع وسط الحاضرين وأدى إلى إصابات خطيرة.
وسبق ذلك حادث مأساوي يوم 22 أغسطس 2019 في ملعب 20 أوت 1955، ليس خلال مباراة كروية، بل أثناء حفل موسيقي للفنان سولكينغ. الحفل شهد تدافعاً كارثياً عند بوابات الدخول، ما أدى إلى وفاة خمسة أشخاص وإصابة أكثر من ثلاثين آخرين، بعدما تجاوز عدد التذاكر المطروحة الطاقة الاستيعابية للملعب.
كما سجل ملعب 5 جويلية الأولمبي حادثاً مؤسفاً يوم 22 سبتمبر 2013 خلال “الداربي” بين مولودية الجزائر واتحاد العاصمة، حيث انهار جزء من المدرج رقم 13 بسبب الضغط الجماهيري، ما تسبب في وفاة شابين وإصابة ثالث، وهو ما استدعى غلق الملعب لفترة طويلة من أجل الترميم والتحقيق.
وتعود واحدة من أفظع الحوادث في تاريخ الملاعب الجزائرية إلى يوم 26 نوفمبر 1982 بملعب 20 أوت 1955 بالعاصمة الجزائرية، حين انهار جزء من المدرجات بسبب الاكتظاظ، مخلفاً عشرة قتلى ومئات الجرحى، في كارثة لا تزال محفورة في الذاكرة الجماعية للرياضة الجزائرية.
وتطرح هذه الحوادث تحديات تأمين الملاعب وتسيير الحشود الجماهيرية الكبيرة التي ترتاد الملاعب الجزائرية، خاصة لدى النوادي الكبرى التي تجر وراءها في كل مقابلة عشرات الآلاف من الأنصار، وهي أعداد تفوق طاقات استيعاب بعض الملاعب ونظم السلامة المعتمدة بها.
تعليقات الزوار
لا تعليقات