قتل 6 فلسطينيين وأصيب 10 آخرون برصاص الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء خلال اقتحامه مخيم جنين للاجئين شمالي الضفة الغربية، في تطور ينذر بانفجار الأوضاع بالمنطقة مع اتجاه حكومة بينامين نتنياهو إلى التصعيد متحدية كافة دعوات التهدئة والجهود الدولية لخفض منسوب التوتر، بينما تتعالى تحذيرات جدية من اندلاع انتفاضة ثالثة استنادا إلى أن الأوضاع الحالية تكاد تكون مطابقة لتلك التي سبقت انتفاضة العام 2002.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إن "6 شهداء سقطوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي في جنين"، بعد أن أعلنت في بيان سابق اليوم الثلاثاء، "استشهاد محمد وائل غزاوي ( 26 عاما) برصاص الاحتلال الحي في الصدر، في جنين".
كما أكدت وقوع "7 إصابات بينها إصابة خطيرة في البطن وصلت مستشفى جنين الحكومي و3 إصابات في حالة متوسطة في الفخذ والكتف والخاصرة وصلت مستشفى ابن سينا التخصصي في جنين".
وأعلن تلفزيون فلسطين أن الجيش الإسرائيلي "يحاصر منزلا داخل مخيم جنين"، مضيفا أن "وحدات خاصة متخفية بسيارة مدنية تحمل لوحة تسجيل فلسطينية اقتحمت المخيم وحاصرت المنزل".
وبالتزامن مع ذلك اقتحمت قوة إسرائيلية أخرى أحياء شرقي مدينة نابلس وحاصرت منزلا واعتقلت 4 شبان فلسطينيين، بحسب شهود عيان أكدوا اندلاع مواجهات بين عشرات الشبان والقوات الإسرائيلية خلال اقتحام حي عسكر شرقي نابلس.
بدورها، نددت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان بعملية الجيش الإسرائيلي في جنين، قائلة إن "مجازر واعتداءات الاحتلال في جنين ونابلس تأكيد إسرائيلي على اختيار مسار التصعيد "، محملة إسرائيل مسؤولية تداعيات اختياراته وارتداداتها على ساحة الصراع.
وقالت الرئاسة الفلسطينية الثلاثاء إن "عمليات القتل اليومية التي تنفذها القوات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وآخرها بمدينة جنين، حرب شاملة وتدمير لكل شيء".
وحمل الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبوردينة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التصعيد، محذرا من أن "هذا التصعيد الخطير ينذر بتفجر الأوضاع وتدمير كل الجهود الرامية إلى إعادة الاستقرار".
وفي سياق متصل وصل قطاع غزة اليوم الثلاثاء المبعوث القطري محمد العمادي بعد عقد لقاءات مع مسؤولين في الضفة الغربية وإسرائيل في إطار الجهود التي تبذلها الدوحة لتهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
وقالت اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة في بيان إن رئيسها السفير محمد العمادي وصل غزة بعد عقد سلسلة من اللقاءات في رام الله والقدس مع مسؤولين محليين ودوليين ومسؤولين من الجانب الإسرائيلي.
وأضافت أن العمادي يعتزم "عقد سلسلة من اللقاءات مع قيادة حركة حماس في غزة وفصائل فلسطينية أخرى إلى جانب لقاء عدد من المسؤولين الأمميين والمحليين والدوليين"، موضحة أن هذه اللقاءات تأتي في إطار "جهود دولة قطر المتواصلة دوما لدعم الشعب الفلسطيني وتهدئة الأوضاع".
وذكرت اللجنة أن العمادي عقد لقاء مع "أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ووزير الشؤون المدنية السيد حسين الشيخ"، حيث ناقشوا خلاله "تطورات الأوضاع الفلسطينية على كافة الأصعدة"، مشيرة إلى أن اللقاء يأتي "استكمالاً للقاء العمادي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاصمة القطرية الدوحة قبل أيام".
كما لفتت إلى أنه أجرى لقاء مع "رئيس المكتب الأميركي للشؤون الفلسطينية بالقدس جورج نويل استعرضا خلاله الأوضاع السياسية والميدانية وسبل وقف الإجراءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين".
والتقى العمادي "ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين سفين بورغسدرف، حيث استعرضا تطورات الأوضاع الميدانية والتحديات الكبيرة التي تعصف بالمنطقة وبحثا آليات التعاون المشترك في كافة الملفات".
وطالب خلال لقائه مسؤولين إسرائيليين بضرورة "العمل على عدم تصعيد الأوضاع خاصة في شهر رمضان ووقف استفزاز مشاعر المسلمين جميعا وعدم تغيير الواقع في المسجد الأقصى ووقف الإجراءات المتعلقة بقضية الأسرى الفلسطينيين".
كما طالب الإسرائيليين بـ"وقف الاقتحامات للمدن والأحياء الفلسطينية مثلما حدث في منطقة حوارة بمحافظة نابلس من أجل تجاوز التطورات المتصاعدة ميدانيا".
بدوره، قال مصدر في حركة "حماس" إن "السفير القطري على تواصل مستمر مع حركة حماس"، مضيفا أن "العمادي يزور القطاع بشكل دوري لمتابعة سير مختلف الأنشطة الإنسانية التي تقوم بها دولة قطر في غزة".
وأوضح أن "قطر تواصل جهودها للتخفيف من الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة حيث سيكون هذا الملف مركزيا في لقاء العمادي مع قيادة الحركة"، مشيرا إلى أن "الأوضاع المتفجّرة في الضفة الغربية والقدس سببها عدوان الاحتلال ومستوطنيه، كما حدث في حوارة".
وتابع "الاحتلال وحكومته سبب كل التوترات خاصة الاقتحامات في المسجد الأقصى"، لافتا إلى أن "سلوك الشعب الفلسطيني يأتي في إطار الدفاع عن النفس وهو طبيعي مقابل الإجرام المتصاعد ضده".
ومنذ سنوات، ساهمت قطر في إعمار قطاع غزة وإغاثتها، كما بذلت جهودا وسيطة بين الفصائل بغزة وإسرائيل لاحتواء أي حالة تصعيد أمني وميداني تندلع في القطاع.
تعليقات الزوار
اين اصحاب مع فلسطين ظالمة او مظلومة
ها هم فلسطينيون يقتلون برصاص الصهاينة ..أين هو تبون وابواقه من شعارهم مع فلسطين ظالمة او مظلومة ؟ التنديد اصبح متجاوزا .الرد بالمثل لستم أهلها ،الفلسطينيون يموتون يوميا برصاص الاحتلال ولا انتم فاعلون شيئا يحميهم من هذا الرصاص ..منافقون يضحكون على شعوبهم والشعوب الضعيفة بالشعارات والاوهام كما يفعلون مع البوليزاريو الكذب والاوهام وتفريغ ميزانية الشعب في جيوب ارؤوس واتباع العصابات التي تدعي التحرر وما هم الا مرتزقة ..التحرر .المنظمات التحررية عبر التاريخ بدأت في اراضي المعارك وانتهت بالنصر في اراضي المعارك .