أعلن السودان، الخميس، الاتفاق مع إسرائيل “على المضي قدما في سبيل تطبيع العلاقات بين البلدين” وتطويرها في المجالات المختلفة.

وأفاد بيان صادر عن الخارجية السودانية بأنه “مواصلة للاتصالات السابقة بين السودان وإسرائيل، قام وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين يرافقه وفد من وزارة الخارجية الإسرائيلية الخميس، بزيارة للسودان استمرت لبضع ساعات”.

وأوضح البيان أن الوفد الإسرائيلي “التقى وزير الخارجية علي الصادق وعددا من المسؤولين في الدولة، كما التقى في ختام الزيارة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان”.

وذكر البيان أن المباحثات “تطرقت إلى تطوير علاقات البلدين في المجالات المختلفة خاصة الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم”.

وأشار إلى أنه “تم الاتفاق على المضي قدما في سبيل تطبيع علاقات البلدين”، موضحا أن “الجانب السوداني حث الطرف الإسرائيلي على العمل لتحقيق الاستقرار والسلام بين إسرائيل والشعب الفلسطيني”.

 

وقال بيان نشرته وكالة الأنباء السودانية “تطرق اللقاء مع وزير الخارجية الإسرائيلي الذي وصل البلاد اليوم في زيارة رسمية استغرقت يوما واحدا، لسبل إرساء علاقات مثمرة مع إسرائيل وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل أبيب في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم لاسيما في المجالات الأمنية والعسكرية”.

وأضاف البيان “حث الجانب السوداني الجانب الإسرائيلي على تحقيق الإستقرار بين إسرائيل والشعب الفلسطينى. كما تناول اللقاء أيضا الدور الذي يلعبه السودان في معالجة القضايا الأمنية في الإقليم”.

 

 

وزار كوهين السودان، عندما كان وزيرا للمخابرات عام 2021، في زيارة غير مسبوقة.

وفي أعقاب عودته من زيارة رسمية للسودان هي الأولى لوزير خارجية إسرائيلي، أكّد كوهين، مساء الخميس، أنّ تل أبيب والخرطوم اتّفقتا على العمل في سبيل “توقيع معاهدة سلام”.

وقال كوهين للصحافيين لدى عودته إلى مطار تل أبيب “يسعدني أن أبلغكم أنّه في إطار الزيارة اتّفقنا على توقيع معاهدة سلام بين السودان وإسرائيل” بعد أن يتمّ تشكيل حكومة مدنية في الخرطوم.

 

وكانت تقارير إسرائيلية قد كشفت، الخميس، أن السودان يقترب من الالتحاق رسميا بـ”اتفاقيات أبراهام” التطبيعية، لينضم إلى الإمارات والبحرين والمغرب.

وبحسب ما ذكرت قناة “i24news”، فإن محادثات أجراها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع النخبة السياسية في إسرائيل، أكدت أن السودان في طريقه للانضمام رسميا إلى “اتفاقيات أبراهام”، وفتح باب التطبيع الكامل بين الخرطوم وتل أبيب، على غرار ما قامت به الإمارات والبحرين والمغرب في عام 2020.

وكان بلينكن أعلن خلال زيارته لإسرائيل قبل أيام، أن واشنطن تعمل على توسيع دائرة التطبيع بين إسرائيل ودول المنطقة.

وحطت طائرة تقل عددا من المسؤولين الإسرائيليين، في وقت سابق من اليوم الخميس، في الخرطوم، وذلك بعد الكشف عن وجود تقدم ملموس في إمكانية انضمام السودان إلى الدول الموقّعة على “اتفاقيات أبراهام”.

ويُنظر إلى جيش السودان على أنه من بادر بالتحرك لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. وتولى الجيش زمام الأمور في البلاد منذ انقلاب في عام 2021 ولكنه يقول إنه يعتزم تسليم السلطة إلى حكومة مدنية.

وبحسب مصدر إسرائيلي، فإن المفاوضات تجددت بين الخرطوم وتل أبيب في الآونة الأخيرة، بوساطة من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وأشار المصدر إلى وجود تطلعات إسرائيلية بأن يجري الدفع باتجاه التوصل إلى اتفاقات تطبيع مع دول أخرى، من بينها موريتانيا وإندونيسيا.

وسيكون ذلك من خلال التوقيع الرسمي على اتفاقية التطبيع، خاصة وأن السودان أعلن في 2020، عن انضمامه إلى “اتفاقيات أبراهام”، إلا أنه لم يوقع رسميا حتى اللحظة على الاتفاقيات التي تتيح تبادل السفراء، والتوقيع على اتفاقيات اقتصادية وأمنية.

وكان السودان وإسرائيل اتفقا على تطبيع العلاقات في أكتوبر 2020 كجزء من “اتفاقيات أبراهام” المدعومة من الولايات المتحدة، غير أن التقدم نحو التوقيع اصطدم وقتها بالاضطرابات السياسية في السودان.

وفي يناير/ كانون الثاني 2021، قال السودان إن وزير العدل في ذلك الوقت نصر الدين عبد الباري وقع على اتفاقيات التطبيع خلال زيارة لوزير الخزانة الأمريكي حينئذ ستيفن منوتشين.

وضمن الجهود التي بذلت في هذا الإطار، لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا في فبراير/ شباط 2020، في اجتماع ظل سريا حتى كشفت إسرائيل النقاب عنه.

كما كشفت تقارير عبرية، سابقا، عن قيام مسؤولين سودانيين من المجلس العسكري، بزيارات سرية إلى إسرائيل.

ونقلت القناة الإسرائيلية عن مصدر سوداني قوله إن رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك كان على استعداد للتوقيع على اتفاق مع إسرائيل، وكان بصدد السفر إلى واشنطن لإنجاز تلك المهمة.