عرفت الزلابية كحلوى اعتلت على العرش منذ عقود خلت في الجزائر إقبالا منقطع النظير من طرف الجزائريين خلال هذه الفترة التي اقترنت بتساقط الأمطار والثلوج ونزول درجات الحرارة إلى دون الصفر في بعض ولايات الوطن بحيث تحولت الزلابية بطعمها الحلو إلى مصدر طاقة ومقاومة للبرد.
انتعشت تجارة الزلابية في موسم الشتاء بعد الركود الذي عرفته سابقا تزامنا وارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف بحيث أقبل عليها الجزائريون ووجدوا فيها مصدرا للطاقة والإحساس بالدفء المنبعث من ذوقها الحلو وبذلك اكتسحت معشوقة الجزائريين الموائد والشوارع معا.
طوابير أمام محلات الزلابية
شهدت محلات بيع الزلابية اقبالا كبيرا تزامنا مع موجة البرد وتساقط الثلوج بحيث هرع مواطنون إلى دفء محلاتها التي تعبق برائحة العسل لتصطف الزلابية في صينيات ويلمع بريقها من بعيد فيركض إلى تذوقها الفم قبل الأرجل مما خلق طوابير امام محلاتها بحيث تنوعت الزلابية بين الخشينة والرقيقة والعوامة التي هي على شكل بيضوي وغيرها من الانواع التي يتفنن فيها صانعو الزلابية فغايتهم ارضاء الزبائن الذين تضاعفوا خلال هذه الفترة ومنذ تساقط ثلوج وامطار الخير وكانت الزلابية ايضا فألا حسنا وحلوا للجزائريين بعد ان ابتهجوا واستبشروا بتساقط الامطار والثلوج.
يقول السيد محمد صاحب محل لبيع الزلابية ببئر توتة بضواحي الجزائر العاصمة إن الاقبال كبير على محله لاقتناء انواع من الزلابية فهناك من يفضل الرقيقة البرتقالية اللون ويراها اكثر قرمشة ونكهة وهناك من يفضل الزلابية الخشينة وآخرون يختارون العوامة او زلابية اللمبوط وغيرها فهي اذواق يجتهد لتوفيرها تلبية لرغبة الزبائن وأضاف انه ومنذ تغير المناخ وعيش اجواء فصل شتوي هب الزبائن لمحله فهو يحضر كمية كبيرة لتلبية الطلبات خلال كامل اليوم وعادة ما تنفد له الكمية لاسيما في الفترة المسائية تزامنا وخروج العمال الذين يقبلون على محله لاقتناء الزلابية في طريق العودة إلى ديارهم ما ألزمه مضاعفة الكمية التي تنتهي في نهاية اليوم على عكس ما كان في السابق بحيث كانت تبقى له كميات مكدسة في الصينيات المخصصة لبيع الزلابية ورأى ان تجارة الزلابية تنتعش في فصل الشتاء احسن من فصل الصيف بدليل ان الكثير من محترفي المهنة يتوقفون خلال فصل الصيف عن النشاط بسبب غياب الزبائن وتضاؤل الطلب بل انعدامه اصلا بحيث يهب الزبائن إلى المثلجات وختم بالقول إنهم يعملون خلال هذه الفترة وستستمر وتيرة العمل إلى غاية الشهر الفضيل الذي يقترب حلوله فالزلابية مطلوبة جدا في شهر رمضان المعظم.
مصدر للطاقة والدفء
وجد الجزائريون في استهلاك الزلابية مصدرا للطاقة والدفء واكتساب السعرات الحرارية تزامنا والبرد القارس وتساقط الأمطار والثلوج بحيث اكتسحت الشوارع يحملها المارون ويتلذذون بنكهتها وهم يتابعون خطواتهم في الطرقات كما زينت الموائد في البيوت خلال سهرات شتوية زادت الجلسات العائلية دفئا.
تقول السيدة آمال موظفة إنها بالفعل تُقبل في هذه الأيام كثيرا على المقبلات الحلوة على غرار الزلابية التي لم تغادر مائدتها منذ تغير المناخ وتساقط الامطار والثلوج فهي مصدر للطاقة والدفء كما انها تُبعد ـ حسبها ـ التوتر والقلق وتحسن المزاج ووجدت نفسها مدمنة على الزلابية في هذه الفترة ولم تصادف الأمر حتى في رمضان المبارك المقترن كثيرا بالحضور الإجباري للزلابية خلال السهرات الرمضانية.
الشاب ياسين في العقد الثاني هو الآخر أدمن على الزلابية بحيث كان يحمل حبة من النوع الرقيق البرتقالي ويتلذذ بقرمشتها قال إن أكل الزلابية يتناسب مع الطقس البارد وعادة ما يكسر بها الروتين ويحسن مزاجه بأكل حبة منها بحيث يحس بالدف والطاقة ويكمل يومه بمزاج افضل.
كانت ولازالت الزلابية معشوقة الجزائريين بدون منازع وبعد ان كان حضورها يرتبط اكثر بالشهر الفضيل صارت رفيقة الجزائريين في الأجواء الباردة فحلاوتها الزائدة مصدر طاقة ودفء.
تعليقات الزوار
لا جديد
شوفو يا سبحان الله حتى الحلويات من زمن الستينات لم تتغير شكلها . أفيقو يا الرب العالي .