تمر العلاقات بين فرنسا والجزائر الى السرعة القصوى لاستعادة الزمن الضائع في الأزمات، ويضع البلدان أسس علاقة جديدة تشمل التعاون في مختلف القطاعات بما فيها العسكري.
ولعل أهم مؤشر على هذه السرعة في استئناف وترميم العلاقات هو اللقاء الذي جاء في إطار اعمال الدورة التاسعة للمشاورات السياسية الجزائرية – الفرنسية الاربعاء بالجزائر العاصمة، بحضور الأمينين العامين لوزارتي الشؤون الخارجية الجزائرية والفرنسي آن ماري بيسكوت وعمار بلاني”. وصرح الأخير أن اللقاء يرمي الى “رفع مستوى العلاقات وربطها بردود ملائمة لاسيما فيما يتعلق بالمحورين الأساسيين لعلاقتنا الشاملة والمتمثلين في الذاكرة والتنقل (…) وكذا أساس الشراكة المتجددة التي نطمح إليها”.
ويوصف هذا اللقاء بالحيوي لأنه يضم خبراء وزارتي خارجيتي البلدين اللذان يضعان التصورات والأرضية للتعاون ليس فقط بين الدبلوماسية الفرنسية والجزائرية بل بين جميع وزارات البلدين.
وفي مؤشر آخر على رغبة فرنسا لتطوير العلاقات، فقد نشرت جريدة “لوموند” اليوم أن فرنسا عينت خمسة مؤرخين ضمن مجموعة مشتركة مع الجزائر لبحث ملفات الحقبة الاستعمارية، وأكد المؤرخ الفرنسي بنيامين ستورا أنه تم تعيين 5 مؤرخين في لجنة مشتركة جزائرية فرنسية وهو إجراء رئيسي لحوار الذاكرة الذي تم التخطيط له بين باريس والجزائر وقد تعزز الآن بهذا التعيين.
وأفادت صحيفة “لوموند” أن المؤرخين الخمسة سيُطلب منهم العمل في لجنة مشتركة بالاشتراك مع نظرائهم الجزائريين الذين عينتهم الجزائر، وسيشارك بنيامين ستورا في رئاسة اللجنة المشتركة إلى جانب محمد لحسن الزغيدي، المدير السابق لمتحف المجاهد الوطني.
ويبقى المؤشر الأبرز هو زيارة التي أجراها رئيس الأركان الجزائرية السعيد شنقريحة الى فرنسا ما بين الاثنين الماضي الى أمس الخميس، واللقاءات التي عقدها مع المسؤولين الفرنسيين، واستقبله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، علما أن الرئيس نادرا ما يستقبل رؤساء الأركان العسكرية لدول أجنبية، وهذه أول مرة يقوم فيها رئيس الأركان العسكرية الجزائرية بزيارة فرنسا منذ سنة 2006.
وإلى جانب التصريحات الكلاسيكية بتعزيز التعاون، يبدو أن المضمون الحقيقي للزيارة ما زال غامضا، ويتراوح بين عزم الجزائر شراء أسلحة فرنسية، وهي التي تركز فقط على روسيا والصين ومؤخرا تركيا، وبين مشروع تصنيع عسكري فرنسي في الجزائر يهم صناعة القذائف، الذخيرة الحربية التي يتم استخدامها في مختلف الأسلحة.
اضف تعليق
شارك
تعليقات الزوار
مغربي شنقيطي
وان تو ثري ... طز طز
كل البلدان الأفريقية تسعى إلى طرد فرنسا من القارة السمراء إلا بلد "بزاف شهداء" ... قريباً سنسمع "أبناء المجاهدين" يعتذرون لفرنسا و يرددون شعار " وان تو ثري ڨيڨ لالجيري فرانسيز" ... أليس في مساندتهم للمنتخب الفرنسي ضد المنتخب المغربي مؤشر على أن بوصبع الحركي مؤهل و مستعد لإفراغ المكان لاستقبال أبناء و أحفاد الأقدام السوداء ... تخليداً للذاكرة و ذكرى الأيام الجميلة !
دون أن ننسى أن شنقريحة عُيِّن عسّاساً جمهورياً لضمان الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام أسياده !
تعليقات الزوار
وان تو ثري ... طز طز
كل البلدان الأفريقية تسعى إلى طرد فرنسا من القارة السمراء إلا بلد "بزاف شهداء" ... قريباً سنسمع "أبناء المجاهدين" يعتذرون لفرنسا و يرددون شعار " وان تو ثري ڨيڨ لالجيري فرانسيز" ... أليس في مساندتهم للمنتخب الفرنسي ضد المنتخب المغربي مؤشر على أن بوصبع الحركي مؤهل و مستعد لإفراغ المكان لاستقبال أبناء و أحفاد الأقدام السوداء ... تخليداً للذاكرة و ذكرى الأيام الجميلة ! دون أن ننسى أن شنقريحة عُيِّن عسّاساً جمهورياً لضمان الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام أسياده !