أخبار عاجلة

كابرانات فرنسا ودكتاتور تونس وجبناء شنقيط يتنصلون شيئا فشيئا من الأواصر التي تربط شعوب المنطقة المغاربية

مقدمة لابد منها : سيكون التركيز في هذا الموضوع على المنطقة المغاربية لكن الخلفية التي تفرض نفسها ستكون هي ما جرى ويجري في الدول العربية في الشرق الأوسط ( سوريا – العراق – لبنان – مصر ) ...

في المنطقة المغاربية كانت البداية ولا تزال هي العمل بجد واجتهاد على زرع الفتنة بين الدول الخمس وتنفيذها بقيادة كابرانات فرنسا خلفاء الاستعمار المخلصين له والمتنفانين في تنفيذ جميع مخططاته بدءا من محاربة التنمية التي تنفع مجتمعات شعوب المنطقة المغاربية إلى التآمر على تقسيم كل بلد في المنطقة المغاربية أي القيام باستكمال ما بدأه الاستعمار ، وهنا نذكر بالخصوص البداية بقيام كابرانات فرنسا بالتشكيك في قيام الوحدة المغاربية والعمل على ضرب أي محاولة للتقارب بين الدول المغاربية الخمس ( ليبيا – تونس – الجزائر – المغرب – موريتانيا ) حتى صارت الآن فكرة هدم هذه الدول الخمس بتواطؤ الاستعمار مع أذنابه في المنطقة المغاربية من أجل تحقيق هدف الهدم ، صارت هذه الفكرة الدنيئة – كما قلنا - يتفق عليها كل أذناب الاستعمار في المنطقة المغاربية وخاصة في الجزائر وتونس وموريتانيا ، لأن ليبيا تعيش محنة تورط كابرانات الجزائر فيها من أجل استدامة الصراع بين الفرقاء في ليبيا مثلما يصنع الكابرانات مع المغرب لاستدامة مشكلة الصحراء المغربية إلى الأبد ، أما المغرب فهو يعمل في صمت لبلوغ ما يمكن بلوغه لتنمية المجتمع المغربي ، وقد نجح في ذلك بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء ..

أما كابرانات فرنسا في الجزائر فهم يتكالبون على باقي دول المنطقة المغاربية لتحطيمها وعرقلة التنمية فيها حتى طغت في أوروبا في زمن أنجيلا ميركل فكرة ضرورة فرملة المغرب الذي تجاوز تنمويا تونس والجزائر: في محاولة تروم تبرير فشل تلك الأنظمة المعادية لشعوب المنطقة المغاربية في مواكبة تقدمها واستقرارها ، وهو ما يدفع كابرانات فرنسا للانخراط في خطط وبرامج وأجندات بغية التطويق الجيواستراتيجي للمغرب، وفرملة مسيرته كقوة إقليمية صاعدة بشمال إفريقيا، وكآخر قلعة حصينة يحتمي بها الحلم المغاربي....ودليلنا على ذلك الأزمة الدبلوماسية التي كانت بين ألمانيا والمغرب في عهد ميركل ، والتي اعتمدت فيها العجوز ميركل على تسريب دراسة سرية للمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية (SWIPE )، ينتقد "تفضيل" الأوروبيين للمغرب وتوصي الدراسة بتقليص الدعم المقدم للمغرب في المجال التنموي والاقتصادي، حتى لا يتفوق على باقي البلدان المغاربية خاصة الجزائر وتونس.

فقد نشر موقع "أتلانتكو" الفرنسي مضامين الدراسة مع الإشارة إلى كونها "مسربة" من طرف جهات ألمانية رغم كونها في الأصل دراسة سرية، وقد تولت نشرها إيزابيل فيرينفيلس، المسؤولة عن قسم الشرق الأوسط وإفريقيا بالمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية الموجود مقره في برلين، وتتخلص دراسة هذا المعهد الألماني في " ضرورة الحد من دعم البرامج التنموية ومخططات التنمية الاقتصادية المغربية وذلك لإحداث نوع من التوازن بينه وبين الجزائر وتونس ولمنع "هيمنته"– أي المغرب - على المنطقة المغاربية.

ووفق هذه الدراسة، فإن المغرب "يتقدم بوتيرة أعلى من جارتيه الجزائر وتونس"،ففي الوقت الذي سقطتْ فيه تونس في "غياهبالنسيان" وأصبحت "غير ذات أهمية"، تحاول الجزائر "التغلب على الصعوبات التي تواجهها واللحاق بالمغرب"، حسب لغة الوثيقة ، و ترى توصية هذا المعهد الألماني أن ما يحدث يمثل "اختلالا في توازن المنطقة المغاربية"، بسبب أن الدول الأوروبية تحاول العمل مع البلدان المغاربية بشكل فردي [...]كما تنص هذه الوثيق على ضرورة مواجهة شعور الجزائر المتزايد بأنها "غير ذات جدوى"، كما تركز على ضرورة دعم الاقتصاد التونسي، لكن المثير أكثر هو تنصيصها على "ضرورة تصحيح الطموح المغربي للهيمنة على المنطقة"، وذلك عن طريق "التخفيف من الدينامية التنافسية السلبية".....ومن عبث الأقدار أن المستشار الألماني الذي خلف أنجيلا ميركل السيد أولاف شولتسانقلب في سياسته الخارجية 360 درجة حيث سارع إلى ترجمة تَـفَهُّمِهِ لرأي المغرب في حل قضية صحرائه و سار المستشار الألماني الجديد مسار أمريكاالتي لا ترى حلا لقضية الصحراء إلا من خلال تنفيذ مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب ، وتدارك رئيس ألمانيا الجديد ( فرملة ) الهاوية التي كانت تسير نحوها العلاقة الألمانية المغربية . الثوابت الموضوعية لحكام الجزائر وتونس وموريتانيا للسعي الجاد لقطع الأواصر بين شعوب المنطقة المغاربية :

1) سُعار الكلاب وجنون العظمة لدى كابرانات الجزائر وحروبهم المكشوفة ضد قيام اتحاد مغاربي

من الثوابت الموضوعية التي لا نقاش فيها هو موقف العداء المجاني لكابرانات الجزائر ضد مصالح الشعب الجزائري قبل غيره، ثم العداء ضد مصالح شعوب المنطقة المغاربية برمتها، وهو عداء منطقي لأنه متطابقمع أهداف الدول الاستعمارية السابقة في المنطقة المغاربية ألا وهو زرع نَـزَعَاتِ التفرقة بين شعوب المنطقة المغاربية بل وبين مجتمعات الشعب الواحد في الدولة المغاربية الواحدة ، وهو ما ينفذه بِـسُعَارٍ وحماس جنوني كابرانات فرنسا الحاكمين في الجزائر مستغلين أي مناسبة لضرب مصالح الشعب الجزائري قبل غيره ومصالح بقية شعوب المنطقة المغاربية عموما ، وقد استغل كابرانات فرنسا القنابل الموقوتة التي زرعها الاستعمار في المنطقة المغاربية والتي يجمعها هدف واحد وهو تفتيت دول المنطقة المغاربية .

كذلك من الثوابت التي يحرص عليها الكابرانات في الجزائر هو المحاولات الجادة لهيمنة مافيا الجنرالات على دول المنطقة المغاربة بالترهيب والترغيب وشراء الذمم كما فعلوا ولا يزالون يفعلون مع تونس وموريتانيا دائما .

وقد ظهرت نزعة هيمنة كابرانات فرنسا بشكل صارخ على تونس بشراء ذمة الانقلابي قيس سعيد الذي دمر البنية المؤسساتية للديمقراطية التونسية التي كان يفتخر بها الشعب التونسي بعد طرد زين العابدين بن علي وَوَضْعِدستورٍ جديدٍ لتونس الذي دام الاشتغال على بنوده أكثر من سنتين ونصف والذيخرجت به تونس بأجود دستور في تاريخ الدول العربية ، وفعلا يعتبر أحسن دستور بين دساتير الدول العربية ، لكن خدام فرنسا الحاكمين في الجزائر لم يتركوا – كعادتهم – دولة تونس تتفوق عليهم ديمقراطيا بهذا الدستور الجديد وسعوا بكل وسائلهم الدنيئة لتحطيم تونس كنموذج ديموقراطي مغاربي ، وقد نجح الكابرانات في ذلك نجاحا مبهرا لدى الجاهلين بمنافع الديمقراطية والمنبطحين تحت ( صباط ) العسكر ، وُلِدُوا تحته وترعرعوا تحته ولا يعرفون معنى رفاهية العيش ورضوا بحياة الذل وطوابير الهوان ، فمثلهم مثل الذي خلقه الله بدون أنف فكيف سنصف له رائحة الورد والياسمين وهو الذي حرمه الله من الأداة التي متع بها رب العالمين بقية البشر كجهاز وظيفته معرفة الروائح والتمييز فيما بينها ، فكذلك ( شعب بومدين الحلوف ) وُلِدَ تحت صباط العسكر الجزائري وعاش تحته وسيموت تحته لذلك فهم يرون أن الحياة تحت صباط العسكر هي الأمن والأمان مهما كانت طبيعة المأكل والمشرب..

2) الثوابت الموضوعية لدويلة تونس ضد قيام اتحاد مغاربي :

أناخ المجتمع التونسي وانهار أمام سياسة العصا والجزرة التي مارسها ولا يزال يمارسها عليه كابرانات فرنسا الحاكمين في الجزائر ، وانساق الشعب التونسي الذي كان ولا يزال يخاف من الموت جوعالأنه يتمثل صورة المجتمع الجزائري الذي اشتهر بشعب المليون طابور من أجل سد رمق العيش خوفا من الموت جوعا ، قلنا أناخ المجتمع التونسي لحكام الجزائر الذين بدأوا معه في تحطيم أسس بنود دستورهم الأكثر ديمقراطية بين دساتير الدول العربية ، حيث بدأ معه عسكر الجزائر بتحريك وتقوية القوى المحافظة والرجعية والانتهازية في تونس وعلى رأسها تيار الشيخ الهرم قايد السبسي الذي تولى رئاسة تونس وعمره 88 سنة ( تطبيقا للقاعدة الجزائرية وهي إسناد السلطة للشيوخ و انتقالها من أكبر شيخ إلى من بعده ) وكان ذلك - في تونس - على حساب الرجل الحداثي الديمقراطي المغاربي روحا وعملا الأستاذ منصف المرزوقي الذي احترم روح الدستور الجديد ولم يكن يتطاول على اختصاصات رئيس الحكومة كما هو منصوص عليها في دستور 2014 التونسي ، لكن الرئيس قايد السبسي الفائز في انتخابات21 ديسمبر 2014 والذي تولى المنصب رسميا في 31 ديسمبر 2014 فتح بنفسه بصفته مخلوقا تونسيا ، فتح الباب للتمرد على بنود دستور 2014 كما خططوا له كابرانات فرنسا في الجزائر وصاحبوه من أجل تطبيق ذلك رويدا رويدا حتى أدخلوه في تصارع مع صلاحيات رئيس الحكومة التونسي كما هو منصوص عليه في دستور 2014 ، حيث شرع قايد السبسي في تنازع السلطمع رئيس الحكومة ضد ما جاء به الدستور مما فقدت معه تونس الإشعاع الديمقراطي في الوطن العربي ، وبه يكون القايد السبسي هذا هو الذي بدأت معه ملامح الدكتاتورية في تونس تلوح في الأفق ، وقد مات قايد السبسي وعمره 93 سنة وذلك قبل نهاية عهدته بستة أشهر أي في 25 جويلية 2019 ، وخلفه بعد انتخابات 15 سبتمبر 2019 الديكتاتور قيس سعيد الذي تم تنصيبه في 23 أكتوبر 2019 ، وقد استغل قيس سعيد ميل أعمدة السلطة عموما في تونس نحو النهج الدكتاتوري الذي وضع أسسه قايد السبسي إلى أن انقلب قيس سعيد على الديمقراطية بكل بجاحة وخسة ودناءة في 25 يوليوز 2021 وأعلن أنه جمَّد عمل البرلمان، ورفع الحصانة عن أعضائه، وأعفى رئيس الحكومة من مهامه وتولى رئاسة النيابة العامة ، كما أعلن أنه سيتولى السلطة التنفيذية وحده وسيُعَيِّنُ رئيسا للحكومة تكون مهمته مهمة استشارية فقط ، وهذا انقلاب صارخ على الديمقراطية في تونس ووعد بتغيير بنود الدستور المتعلقة بتوسيع اختصاصات رئيس الجمهورية وتقزيم اختصاصات رئيس الحكومة وفعلا أصبحت تونس بموجب دستور قيس سعيد الجديد الذي تم أقراره في غشت 2022 والذي سجل أضعف مشاركة للاستفتاء عليه في تاريخ تونس إذ لم تتجاوز 13 % من عدد المسجلين ، وهذا موقف الشعب التونسي من الديكتاتور الذي انقلب على النظام الديمقراطي في تونس ...

وبناءا عليه فتحت تونس فخديها لمافيا جنرالات الجزائر يفعلون فيها ما يشاءون حتى أصبحت تونس تسير نحو الهاوية والفشل الاقتصادي والاجتماعي ، وخير دليل على ذلك انهيار الاقتصاد التونسي وعملتها الدينار التي كان اليورو الأوروبي في 2010 يساوي 1,7 دينار وأصبح اليوم اليورو يساوي 4 دينار و لايزال في طريق الانهيار وقد وضعت المؤسسات المالية الدولية تونس في خانة الدول الفاشلة اقتصاديا مما أتاح لمافيا جنرالات الجزائر أن تبتلع تونس في كرشها ، وبعد نجاح الكابرانات في إلحاق الشعب التونسي بجياع الجزائر أصبحت تُـمْلِي عليها المواقف السياسية الخارجية المعروفة وخاصة ما تعلق منها بدول المنطقة المغاربية ( ابتداءا من الامتناع عن التصويت على قرار مجلس الأمن رقم 2602 لعام 2021 الخاص بالصحراء المغربية وانتهاءا باستقبال بن بطوش في تونس من طرف الديكتاتور قيس سعيد استقبالا حارا مما يدل على أن حاكم تونس قد كشف وجهه نهائيا وأعلن بلا حياء أنه انضم نهائيا إلى العصابة الحاكمة في الجزائر وسيسير سيرها وسيحرص بجد وبخطى سريعة نحو قطع الأواصر التي تربط شعوب المنطقة المغاربية، و انتشر الجوع في تونس ، وبهذا تضاف صورة دويلة تونس إلى الصور المنتشرة عن الجزائر ألا وهي صور المليون طابور ...

3) جبناء شنقيط سقطوا بين مخالب كابرانات فرنسا في الجزائر قبل تونس :

لا ينكر أحد أن موريتانيا هي الحلقة الأضعف بين دول المنطقة المغاربية الخمس ، وهي الدويلة الشبح في المنطقة المغاربية فهي لا وزن لها ولا يؤخذ صوتها بعين الاعتبار في المجتمع الدولي إلا كأرض لاستغلال مواردها الطبيعية أو كأرض مشاعة لمرور جحافل البوليساريو حيثما أرادوا لأنها أرض شاسعة لا يمكن السيطرة على كل طرقاتها وفيافيها حتى وإن ادعت دويلة موريتانيا أنها تمنع تحرك البوليساريو في أراضيها ، وهذا كذبٌ ... ولا يفوتنا هنا أن نذكر ما انتشر مؤخراعن خبر اكتشاف موريتانيا لحقل يقدر احتياطه بالإضافة إلى احتياط الحقل المشترك مع السنيغال المسمى ( السلحفاة ) بحوالي 2830 مليار متر مكعب ( أي حقل السلحفاة + الحقل المكتشف مؤخرا ) مما يرجح بعض الاقتصاديين أن تصبح موريتانيا ثالث دولة إفريقية في احتياط الغاز وهذا ما جعل مافيا جنرالات الجزائر يسارعون إلى تحريك ( سوناطراك ) لعرض خبراتها في ميدان التنقيب وتطوير حقول النفط والغاز في موريتانيا وهو سبب ظاهره المساعدة وباطنه نقل تجارب السرقة التي تخصص فيها كابرانات فرنسا على ظهر الشعب الجزائري عموما وخاصة ( شعب بومدين الحلوف )، وذلك حبا في الشعب الموريتاني الشقيق ، والفاهم يفهم ، كما وقَّع كابرانات فرنسا في الجزائر اتفاقيات مع عسكر موريتانيا لتضع موريتانيا رهن إشارة الكابرانات شاطئا عريض الطول على المحيط الأطلسي ، يبدو ظاهريا أنه سيكون من أجل الصيد البحري لكن وبما أنه يجاور منطقة لكويرة المغربية فلا شك أن عسكر فرنسا الحاكم في الجزائر سيستغل تلك الوضعية عسكريا من خلال استفزاز البوارج البحرية المغربية التي تجوب المنطقة لحراسة الحدود البحرية بين أقصى جنوب المغرب و الحدود البحرية لشمال موريتانيا ، فما اقتربت مافيا جنرالات الجزائر من مكان ما في الكرة الأرضية إلا وشرعت في تنفيذ عدوانيتها على الجوار ، إذن إن جبناء شنقيط قد اختاروا الاحتماء بعسكر الجزائر ضد المغرب وعسكر الجزائر سينهب غاز موريتانيا ليملأ حساباته المهربة إلى الخارج حتى الثمالة على حساب الشعب الموريتاني ، ولن تعدم مافيا جنرالات الجزائر حجة لابتزاز الموريتانيين بدعوى الخطر المغربي ، ولنتصور المسافة بين وهران ونواكشوط التي تقدر بحوالي 3300 كلم ...

السؤال هنا هو : هل يمكن أن تكون أية قوات عسكرية جزائرية ناجعة لوجيستيكيا مع طول هذه المسافة ؟

إن الذي سيضمن كل ما هو لوجستيكي للقوات العسكرية الجزائرية فعلا وعمليا هو الجيش الموريتاني الذي سيعقد اتفاقيات مع الكابرانات لتغطية الخصاص اللوجستيكي للجيش الجزائري لكن سوف لن يتعدى ذلك أبسط ما تملكه موريتانيا الفقيرة من مياه الشرب والطعام الذي تضمنه موريتانيا من قوافل الشاحنات القادمة إليها من المغرب صباح كل يوم !!!

نستنتج من كل ذلك أن كابرانات فرنسا سيزيدون الشعب الجزائري قهرا وتجويعا لأنهم يكرهون الشعب الجزائري و يكرهون أن يصرفوا دينارا جزائريا واحدا على تحسين معيشة الشعب الجزائري ... وبهذا تتسع الهوة بين أواصر شعوب ( الجزائر – تونس – موريتانيا ) باعتبارها شعوبا تنتمي للمنطقة المغاربية لأنها سنتشغل فيما بينها كإخوة بعضهم ينهب خيرات البعض الآخر ظلما وعدوانا ، وهذا ما يصبو إليه المستعمر الذي ترك في الجزائر على الخصوص من قوم بمهامه في المنطقة المغاربية أفضل منه .

عود على بدء: بعد أن كانت الجزائر رمزا للكفاح والنضال والتضحية أصبحت الجزائر اليوم "غير ذات جدوى" كما سبق ذكره، أصبحت نهبا للنسيان والتجاهل وسوء تدبير خيرات النفط والغاز بشهادة تقارير دولية وأوروبية على الخصوص كما سبق ذكره في السابق وفق ما نشره موقع "أتلانتكو" الفرنسي ، وأصبحت رمزا للجهل والتخلف السياسي والثقافي والاجتماعي ، ورمزا للعدوانية المحلية والجهوية والدولية ، كما أصبحت دولة إرهابية تناصر الإرهابيين أينما كانوا في العالم ... كنا في زمن بوتفليقة نتساءل أين ذهبت 1000 مليار دولار ؟

واليوم ونحن في زمن ( تبون حاشاكم ) نسأل أين ذهبت الجزائر أرضا وشعبا ؟.. من المعلوم أن مؤتمرات القمم العربية تنعقد بسهولة ويسر ، وحينما استيقظ تبون حاشاكم ذات صباح وفكر أن يخلق ضجيجا جديدا ليعلن للعالم من خلاله أن هناك دولة اسمها الجزائر قرر أن يعقد قمة عربية في الجزائر في مارس 2022 ، ووافق على ذلك مجلس جامعة الدول العربية يوم 06 شتنبر 2022على مستوى وزراء الخارجية ، وقد مرت سنة على قرار الجزائر قطع علاقتها مع المغرب في 24 غشت / أغسطس 2021 ..فهل يعقل أن يدور برأس رخيص الجزائر أن يعقد قمة في الجزائر وهو قد بادر بدون أي سبب مقنع على قطع علاقته مع المغرب ، وبدون شك أن المملكة المغربية ومصر ودول مجلس التعاون يعتبرون جميعا أعمدة أساسية لكل قمة عربية يتم عقدها ولو في المريخ ، فهذه الدول يمكن أن تُـنْجِحَ قمة عربية أو أن تُـفشلها بل يمكنها أن تلغيها نهائيا ، ونحن لا نبخس حق أي دولة عربية في ذلك لكن لكل دولة عربية مقامها وقيمتها في السياسة الدولية عموما وليس العربية فقط ، فما قيمة جزائر 2022 بين دول العالم ؟

إنها كما قال الموقع الفرنسي أتلانتكو" لقد أصبحت الجزائر اليوم بلادا "غير ذات جدوى" ...فلولا حرب روسيا على أوكرانيا ما جاء ماكرون يستجدي الغاز الجزائري ، ثم - وهذا هو السؤال المهم : كم ستدوم حرب روسيا على أوكرانيا ؟ 10 سنوات !!!! وكم سيدوم بوتين حاكما على روسيا ؟…لا شك أن هذه الحرب ستنتهي ذات يوم ليتدفق الغاز الروسي على أوروبا كما كان ليصبح حلم الكابرانات سرابا في سراب ...

كما يمكننا أن نسأل :هل يمكن اعتبار الغاز الجزائري شيئا ذا قيمة أمام التحول العالمي السريع نحو الاستغناء عن الطاقة الأحفورية ؟ فغدا سيصبح الغاز الجزائري صفر على الشمال ؟ فالدول تجعلها مثل هذه الأزمات السياسية تبحث عن بدائل حتى لا تبقى أسيرة دول متخلفة كل ما تملك عبارة عما يوجد في بواطن أراضيها لا أقل ولا أكثر ، ثم إلى أي مدى ستبقى فرنسا في حاجة للغاز الجزائري ؟ وكم سيدوم ماكرون على رأس السلطة الفرنسية ؟ وما هي النسبة من الغاز الجزائري التي ستغطي حاجيات فرنسا ؟ علما أن غاز الجزائر موزع بين إسبانيا وإيطاليا وفرنسا ...

والسؤال الصحيح بل الأصح هو : لماذا بقيت دولة الكابرانات في الجزائر طيلة 60 سنة مغلولة العنق إلى اقتصاد الريع النفطي الغازي في حين أن كثيرا من الدول حاولت ونجحت في التخلص من مصدر واحد للدخل القومي ونوعت مصادر دخلها حتى لا تبقى رهينة مصدر واحد ...

الجواب على هذا السؤال هو : إن استقلال الجزائر ناقص فلم تنل استقلالها التام كاملا لأن الاستعمار القديم لا يزال يعتبر الجزائر أرضا فرنسية يولي على رأسها من يريد حتى يبقى شعبُها كما يريده الاستعمار ، شعبٌ جاهلٌ فقيرٌ جبانٌ لا يحرك ساكنا أمام الظلم والطغيان إلى الأبد ، شعب سجين حدود إما مغلقة نهائيا أو حدود ملغومة سيبقى داخلها يبلع أقراص الهلوسة ويقتل بعضه بعضا حتى يفنى جهلا وجوعا ...

غصة جديدة : يوم الثلاثاء 04 أكتوبر 2022 عقدت اليونسكو في مقرها بباريس جلسة تتمحور بشكل خاص حول التراث الثقافي اللامادي لمدينتي طاطا وكلميم المغربيتين، فلم يترك مندوب الجزائر في اليونسكو الفرصة دون استعراض جهله الفظيع الذي ليس سوى نموذج مبسط لجهل الكابرانات حكام الجزائر، وطلب التدخل ليدلي بدلوه في حفرة الجهالة الجهلاء والضلالة العمياء ، وأطنب في حديث سياسي عن مدينة الداخلةعاصمة وادي الذهب في الأقاليم الجنوبية بالصحراء المغربية في حين أن الموضوعَ ثقافيٌّ قبل كل شيء ثم إنه ليس عن مدينة الداخلة المغربية بل عن طاطا وكلميم المغربيتين، لكن مندوب المغرب الدائم في اليونسكو سَـفَّـهَهُ وقزّمه وفضح للعالم جهل حكام الجزائر المطبق بأبسط الأمور ، فكيف بتسيير دولة جعلوها بجهلهم دويلة معزولة لا يعرف عنها العالم شيئا ... جعلوها بلادا "غير ذات جدوى"... بحثت في الشيخ ( كوكل ماب ) فوجدت أن ما بين مدينة طاطا في وسط المغرب ومدينة الداخلة في الأقاليم الجنوبية المغربية ، المسافة بينهما حسب ( كوكل ماب ) 1252 كلم ، ومدينة طاطا في قلب المغرب ولا نزاع حولها مع المغرب لا من الجن ولا من الإنس ، ولكن الله يمعن في فضح أجهل مخلوقات الله على البسيطة وهم حكام الجزائر عسكر ومدنيين ، وكان يكفي الحمار ممثل الجزائر في اليونيسكو قبل التدخل أن يتحقق في الخريطة أين توجد طاطا ، لكن الحقيقة هي أنه حتى ولو كان موضوع الحديث في أي منظمة ثقافية دولية أو اقتصادية أو مناخية أو كان موضوعها عن زيت الزيتون فإن جَهَلَةَ حكام الجزائر سيحشرون موضوع الصحراء المغربية في زيت الزيتون أو كان الموضوع هو البحث عن تاريخ تطور النملة حينما كان جدها عتروس ...إنهم فضيحة الفضائح .... نكافح عشرات السنين من أجل تحقيق حلم الأجداد بتوحيد شعوب المنطقة المغاربية ، لكن الجذور التي تركها الاستعمار الفرنسي خصوصا الكابرانات الحاكمين في الجزائر يدمرون كل الأواصر بين شعوب المنطقة المغاربية إما بصناعة البوليساريو الانفصالية أو بصناعة ديكتاتور تونسي لتطويع الشعب التونسي بمساعدة الكابرانات أو بالسعي إلى استدامة حكم العسكر في موريتانيا منذ الانقلاب على المختار ولد داداه في يوليو عام 1978 ليسهل عليهم اقتيادهم كالبهائم ويفعلون بهم ما يشاؤون....

سمير كرم خاص للجزائر تايمز

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

رشيد

حياك الله سي سمير كرم

جزاك الله خيرا يا سي سمير كرم على كتابتك الصادقة المبنية على الواقع والحقيقة .مضمون مقالك هذا هو مقال يستحق القراءة وإعادة قرائته لمرات وتشعر من خلال القراءة انك امام مخلوق بعثه الله ليقول الصدق والواقع للعامة المغاربيين وان يضع الكابرانات وبوصبع في مأزق من حقيقتهم وجهلهم وتنلفهم و عمالتهم الدنيئة ....اسبانيا الاستعمارية المعنية خرجت مرفوعة الرأس امام العالم وخرجت دون ان تقع في أزمة داخلية عكس فرنسا الانتهازية الاستعمارية وتونس التي رئيسها مجنس بالجنسية الفرنسية والبعيد عن السياسة التونسية بالكامل وقعتا في مشاكل عويصة والنظام الجزائري الذي ورطهم وادخل شعبه في طوابير يتفرج عليهما وعلى شعبه و يقرر رفع ميزانية الدفاع الى اعلى رقم في القارة الافريقية ، النظام الجزائري ينهج سياسة صدام والقذافي في سياسة التسلح والنتيجة اليوم هي كل فرد من افراد الشعب مسلح و قنبلة تمشي لا تعرف متى واين تنفجر ...

احمد العربى

مخلوقات الزمبى فى الجزائر

شعب الزومبى الجزائرى بالرغم من تمتعه بحواسه فهو فاقد للوعي الداتى والجماعي لاسباب تاريخية وايديلوجية وتنظيمية وكدالك مرجعية .منذ عقود .فمادا تنتظر من هده المخلوقات المجردة من القيم والاخلاق والمتنكرة لاسباب الوجود والدورالطبيعي الدى تلعبه لنفسها كمجمع محلى او كإنسانى. . خلاصة : لأخد فكرة عن الفرد بالجزائرحاكم ومحكوم فهو يخاف التاريخ ويكره الحديث عنه وعن جدوره ومدة الاحتلال والاستعمار الطويلة + الاستعمار المقنع الدي يجثم عليه مند عقود ( شعب بدون هوية )يعنى ممسوخعنيف فى معاملاته وسلوكه مع نقيضه فقط البروبغاندا هي من تضع له المساحيق.

احمد العربى

مخلوقات الزمبى فى الجزائر

شعب الزومبى الجزائرى بالرغم من تمتعه بحواسه فهو فاقد للوعي الداتى والجماعي لاسباب تاريخية وايديلوجية وتنظيمية وكدالك مرجعية .منذ عقود .فمادا تنتظر من هده المخلوقات المجردة من القيم والاخلاق والمتنكرة لاسباب الوجود والدورالطبيعي الدى تلعبه لنفسها كمجمع محلى او كإنسانى. . خلاصة : لأخد فكرة عن الفرد بالجزائرحاكم ومحكوم فهو يخاف التاريخ ويكره الحديث عنه وعن جدوره ومدة الاحتلال والاستعمار الطويلة + الاستعمار المقنع الدي يجثم عليه مند عقود ( شعب بدون هوية )يعنى ممسوخ عنيف فى معاملاته وسلوكه مع نقيضه فقط البروبغاندا هي من تضع له المساحيق.

عبدالله الصحراوي

ليس لدي ما اضيفه

والله لقد لخص كل شيئ وما قلته هو الحقيقة اذا أرادت الشعوب المغاربية خلق ثورة علمية واقتصادية فلابد لهم من عصيان مدني حتى يطردون الديكتاتوريين ويشنقوهم امام الملاء حتى يكونوا عبرة للاخريين.

عبدالله الصحراوي

ليس لدي ما اضيفه

والله لقد لخص كل شيئ وما قلته هو الحقيقة اذا أرادت الشعوب المغاربية خلق ثورة علمية واقتصادية فلابد لهم من عصيان مدني حتى يطردون الديكتاتوريين ويشنقوهم امام الملاء حتى يكونوا عبرة للاخريين.

خالد

مغربي مخزني و افتخر

و الله يا أستاد سمير كرم كل ما تقوله صحيح، للأسف فرنسا بلعبتها الخبيثة مساعدة كبراناتها في الجزائر للبقاء في السلطة لتحطيم الحلم المغاربي و تحطيم المغرب على أيدي أشقائنا في الجزائر هي جريمة في حق شعوب المنطقة، المغرب خرج من هيمنة فرنسا او بالأحرى يحاول الخروج من مخالب هذه الدولة الإستعمار ية و سينجح في دلك بإذن الله لأن عندنا ملك إن ملك إبن ملك و ملكنا الذي يحب شعبه وشعبه يبادله نفس الحب سيتخطى هذه المحن من دون فرنسا و من دون الإتحاد المغاربي، و يقول المثل المغربي بالدارجة :وريه وريه إلى عمى سير أو خليه، سيترك هذه الأنظمة التي خدلتنا جميعا و كما قال الله تعالى :أرض الله واسعة. كنت أتمنى أن تكون نهضة لكل الدول المغاربية لكن المغرب و جلالة الملك مصممون على المضي قدما. للإشارة فقط انا مواطن عادي أعمل كتقني في شركة مغربية و ليست لدي أي يد في السلطة المغربية و حتى أنني لست متخزب و لا أعرف حتى أسماء الوزراء في المغرب من غير اسم بوريطة هههه لكن انا احب بلدي وطني و ملكي إلى النخاع.

Med

هو

شكرا على هذا المجهود

علي الفائدي

كانت الجزائر ايام الثورة

ما يؤلمني انني عندما اقرا مساهمة الليبيين في دعم اخوتهم الجزائريين زمن الثورة بلا حدود ، عندما كانت الجزائر في ازمة . يقابله اليوم تامر من كابرانات فرنسا الحاكمين للجزائر ولا اقول الشعب الجزائري الشهم ، اقطاب المؤامرة ( تبون - السيسي - قيس ) . وفي الظاهر الجزائر تدعم حلول سلمية توافقية وكلام للاعلام خلاف ما يجري تحت الطاولة . السيسي المتأزم والذي جعل من مصر اضحوكة مدانة وباع النيل هبتها . صار دمية في يد محور روسيا الامارات والان الجزائر دخلت على الخط مع تصاعد حرب اوكرانيا .. يا للعار