فيما العدوان الإسرائيلي متواصل على غزة، يترقّب كثيرون في لبنان ما سيكون عليه موقف حزب الله الذي سبق وهدّد باللجوء إلى الحرب خصوصاً في ضوء محاولة إيران إقحام لبنان في المواجهة من خلال إعلان القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي عن أن “حزب الله لديه 100 ألف صاروخ جاهز لفتح باب جهنم على إسرائيل”، وتأكيده “أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم في مواجهة إسرائيل”.
وقد أعلن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله “أننا نَتواصل مع قيادة حركة الجهاد الاسلامي وقيادة حركة حماس ونُواكب وسَنرى الساعات والأيام المقبلة إلى أين ستتجه”. وجدّد في الليلة التاسعة من عاشوراء “تعازي حزب الله في لبنان لقيادة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ولعوائل الشهداء باستشهاد الشهيد القائد تيسير الجعبري وإخوانه الشهداء من صغار وكبار الذين استشهدوا في العدوان الأخير”.
وأكد نصرالله أن “ما حصل على غزة هو عدوان إسرائيلي واضح ومكشوف وابتدائي، لم يخرج شيء من غزة حتى يقول أنا ردّيت على غزة مثلما عادة يتذرّع، لا هذا اعتداء ابتدائي وما حصل هو جريمة مباشرة وموصوفة. وعلى كل شريف في هذا العالم أن يُدينها، وكل ساكت عن إدانة هذه الجريمة مُدان”.
وقال “هذه جريمة يجب أن تُدان ولا يجوز السكوت عليها كما سكتت الكثير من دول العالم والكثير من الأنظمة العربية. في المقابل من حق الشعب الفلسطيني، ومن حق المقاومة الفلسطينية، ومن حق حركة الجهاد أن تردّ على هذا الاعتداء بالوسائل والأساليب والزمان والمكان الذين يَرونه مناسبًا. هذا قرارهم، هذا حقهم ويجب على كل شريف في العالم أن يَدعم هذا الحق، وألا يُشكّك أحد في هذا الحق لأنّ السكوت على هذه الجريمة وخصوصًا أنّ هذا أول اغتيال بعد مدة طويلة من الزمن، سيفتح أبواب الاغتيالات مجدّدًا على كل القيادات والكوادر والناس في غزة. سيجرؤ العدو على فعل ذلك، وبالتالي ردّ المقاومة يجب أن يكون موضع تأييد ومساندة من الجميع بالحد الأدنى، المساندة المعنوية والسياسية والإعلامية والتأييد وعدم التشكيك بهذا الحق”.
وأضاف نصرالله: “نحن في حزب الله نتابع ما يجري ساعة بساعة، نحن على تواصل دائم مع إخواننا الأعزّاء في قيادة حركة الجهاد الإسلامي، ونتواصل أيضاً مع إخواننا في قيادة حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية. نَعتقد بأنّ يَد المقاومة ستكون هي العليا في هذه المعركة، ومن الواضح أنّ العدو دائماً هو يذهب إلى تقديرات خاطئة، سَمعنا تصريحات ترهيب من العدو للمقاومة في فلسطين وللمقاومة في لبنان لأنّه هو يقصف في غزة، ويخاطب لبنان، ولكن هو مخطئ في التقدير”.
وأعرب أمين عام حزب الله عن اعتقاده أنهم “عندما قاموا بقتل هذا الشهيد القائد كانوا يُقدّرون على الأغلب أنّ غزة لن تَرد، وأنّ حركة الجهاد الإسلامي لن تَرد بالاستفادة من الظروف الصعبة والحصار والأوضاع القاسية والمناخات السائدة الآن وما شاكل. وهنا أخطأ في التقدير وأيضاً يُخطئ عندما يَتصوّر أنّه يستطيع أن يُرهب المقاومين وأهل غزة بعد كل هذه التجارب والحروب التي خاضها على غزة. وكذلك عندما يَتوجه بالخطاب إلى لبنان هو يخطئ التقدير إذا كان يظن أنّه يستطيع ترهيبنا أو تخويفنا كما يُوجّهون الآن رسائل، هم لديهم تجارب أيضاً طويلة عريضة معنا والمقاومة كانت دائماً بالمرصاد، وأنا أقول له كما يحصل معك اليوم في غزة لا تُخطئ التقدير مع لبنان”.
وتوجّه إلى العدو الاسرائيلي بالقول “كل ما تَفعله وكل ما تَقوله أيها العدو لا يمكن أن يُؤثّر لا في إرادتنا ولا في معنوياتنا، ولا في قرارنا شيئاً على الإطلاق. نحن نَثق بربنا، نثق بأنفسنا، ونثق بقوتنا، ونثق بضعفك وهزالتك وجبنك. وأنا أنصح العدو الذي يُوجّه هذه الرسائل أن يَكفّ عن توجيهها لأنه في لبنان هو لا ينتظر على الإطلاق أن المقاومة ستسكت عن عدوان ما، أو عن انتقاص ما من حقوقنا هذا الأمر ليس وارداً، وكل الحرب النفسية والتهديدات التي يَخرج بها وآخرها خرج وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال الآن، لو خرج وزير الزراعة نقول عنده منكوش مثلًا، لكن وزير المالية يُهدّد بمسح الضاحية الجنوبية، “فيك تحكي ما تريد” وأنا لن أردّ على هذا التهديد، لن أردّ على هذا التهديد والأيام بيننا. وأنتم تعلمون أن المقاومة اليوم أشد عودًا، وأقوى وقودًا من أي زمن مضى”.
على الصعيد الرسمي، دانت وزارة الخارجية اللبنانية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ودعت “المجتمع الدولي إلى التدخل السريع لوقف هذا الاعتداء فوراً، والطلب من إسرائيل التقيّد بالقرارات الأممية، حفاظاً على المدنيين الفلسطينيين الذين يعانون الأمرّين من الحصار الإسرائيلي الظالم”.
وفي المواقف، دان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي استهداف قطاع غزة، كذلك دان الحزب التقدمي الاشتراكي “الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي تعكس وحشية الاحتلال وتماديه في قتل المدنيين والاعتداء على حياتهم وأملاكهم في ظل صمت دولي مريب يستغله العدو للتمادي في سياساته العدوانية”، ودعا الحزب إلى “أوسع حملة استنكار والضغط من أجل وقف هذه الاعتداءات بشكل فوري ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني”.
وشهد اليومان الماضيان تجميداً في منسوب التفاؤل في قضية ترسيم الحدود البحرية، حيث وصف رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الكلام عن أجواء إيجابية وتنازلات لمصلحة لبنان ومثلما يريد اللبنانيون بأنه “خبريات”، وقال “التجربة علّمتنا ألا نركن إلى الذين ظَلموا، نريد أن نرى الاتفاق والنص بأعيننا”.
وتحدث رعد عن مفعول المسيّرات بقوله “الأمر كلّفنا أربع مُسيّرات غيّرت الأوضاع وقلبت المعادلات، ودفعت بالأمريكي ليأتي ركضاً مطالباً بأن لا تقتربوا من “إسرائيل” وباتوا جاهزين لتحقيق مطالب اللبنانيين”.
تعليقات الزوار
لا تعليقات