تقود هلا محمد اليمن، التوك توك في مدينة صيدا في جنوب لبنان لتوصيل الركاب وكسب المال للإنفاق على أسرتها.
واشترت هلا المركبة ذات العجلات الثلاث قبل بضعة أشهر بتشجيع من ابنتها.
وقالت «غلاء كتير فاضطررت إنه قد ما كتير تعذبت بالطرقات روح وآجي… قررت بنتي إنه لأ يا ماما لازم تجيبي توك توك، وهيدا يلي جبته أنا». وبعد طلاقها، أصبحت هلا المعيل الرئيسي للأسرة. وتساعدها ابنتها في المهام المنزلية فيما يساهم أبناؤها أحيانا في الدخل. ويتعين على هلا التكفل بمعظم نفقاتهم في ظل ارتفاع الأسعار والأزمة الاقتصادية في لبنان.واستطاعت تدبر ثمن التوك توك ببيع مصوغاتها الذهبية.
«بعت ذهبياتي لجبته، لأنه منو باقتدارتي أجيبه. صعب لأن المعيشة صعبة، غلاء كتير والدولار عم بيطلع فهيدا كتير مأثر علي بقوة. لأن عندي إيجار بيت، عندي مصاريف».
بمركبتها الصغيرة، توصل الزبونات والأطفال لجميع أنحاء صيدا، وقالت زبونات إنهن سعيدات بتوفر وسيلة نقل بأسعار معقولة، ويشعرن معها بالأمان نظرا لأن من يقودها امرأة.
وأوضحت زهرة حنقير، وهي إحدى الزبونات، إنها تفضل التوكتوك لتشجيع امرأة مثلها. وقالت «أنا بدي 100 ألف نزلة طلعة أنا وبنتي. 50 بخمسين وبالطلعة بدي ادفع 100 ألف، هيدي 200 ألف، طب أنا قدي وفرت هون معها. ومنه شجعتها ومنه آمن، عارفة حالي راكبة مع امرأة».
واتفقت معها زبونة أخرى اسمها فاطمة سنتينا موضحة أنها توفر نحو ثلث رسوم سيارات الأجرة، وأعجبت بفكرة التوك توك في ظل الوضع الراهن الذي تشهده البلاد.
«لأن امرأة يلي عم بتسوقه فهيدا الشي يحفزك. هو أوفر كمان وبصير فيك، فيها تذورب فيه يعني، وأوفر وأسهل، ومنه بتشجعها»
وأضافت فاطمة أنه بالتوك توك يمكن لهلا أن تسلك طرقا مختصرة لتجنب الزحام مشيرة إلى أنها باتت تعتمد عليها لتوصيل أطفالها عند الحاجة.
وتتحدد رسوم التوصيل بالتوك توك وفقا للأسعار اليومية للوقود – الذي كان سعره في متناول اليد بسبب الدعم، لكن سعره ارتفع بأكثر من 20 مرة منذ أن بدأ الاقتصاد اللبناني في الانهيار في عام 2019.
وأدى هذا الوضع إلى زيادة عدد مركبات التوك توك في الشوارع في أنحاء لبنان، إذ يبحث مواطنون مثل هلا عن بدائل بأسعار معقولة وسط الظروف المالية القاسية.
تعليقات الزوار
لا تعليقات