أخبار عاجلة

لأوّل مرّة تشهد مدينة وهران مسرح الشارع بلقاء الجمهور خارج الخشبة

لأوّل مرّة تشهد مدينة وهران مضيفة ألعاب المتوسط تظاهرة مسرحية يحتضنها الشارع تنظم في إطار برنامج ثقافي وفني مرافق تزامنًا والنسخة التاسعة للألعاب التي انطلقت رسميًا السبت، بحضور شخصيات رسمية يتقدمها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ونائب الرئيس التركي أقطاي فؤاد.

المسرح في الشارع تظاهرة أطلقتها إدارة مسرح وهران الجهوي عبد القادر علولة، بطابع رسمي لأول مرّة في الولاية، بحيث عرفت بعض الولايات هذه التجربة المسرحية مثل برج بوعريريج  والجزائر العاصمة وسطيف، لكن بقيت مجرد محاولات وتجارب فردية معزولة تشرف عليها الجمعيات.

شهد انطلاق التظاهرة، التي تستمر إلى 28 حزيران/جوان الجاري، تقديم عروض فنّية وحكواتية للجمهور الوهراني في أشهر ساحات وهران وأحيائها العتيقة ومقاهيها على غرار ساحة أول نوفمبر وحي الدرب العتيق، وسط حضور قوي للعائلات الوهرانية والأطفال وحتى الشباب في أجواء فرجوية ممتعة اكتست الطابع الشعبي البسيط التي يعكس روح وهران وتراثها وتاريخها وبساطة أهلها.

بداية من "آخر حلقة".. وحكايات أمين ميسوم الطريفة، ارتدت وهران ثوب الحكاية الشعبية وطابع "القوّال"  "والمداح "في كبرى ساحاتها وأزقتها التي تزيّنت وتجملّت بلوحات فنّية جميلة، وإبداعات فنانين أبهرت الحضور الغفير الذي تجاوب بحب مع المسرح في الشارع.

والتقت فرقة "آخر حلقة" من مدينة المسرح سيدي بلعباس مع الجمهور الوهراني، في ساحة أول نوفمبر الشهيرة، حيث أسدان رابضان أمام مدخل المبنى العتيق في الساحة (مبنى البلدية سابقًا) هما رمزا مدينة وهران والتي تعني الأسد باللغة الأمازيغية. فقدمت الفرقة عرضًا فرجويًا ممتعًا يقوم على الحكاية الشعبية والقوّال والبندير (الدف)، تفاعل معه الجمهور الذي التفت حول الفرقة ورقص على أنغام الشعر الملحون وصوت الدف.

الجمال والفرح والفرجة امتد إلى حي الدرب أحد أشهر الأحياء العتيقة بوهران، والذي كان يسكنه اليهود إبّان فترة الاحتلال الفرنسي (1830-1962)، حيث يوجد شارع بسلالم حجرية عانى الإهمال لفترة طويلة وأعيد تهيئته بمناسبة التظاهرة، قدم فيه الحكواتي أمين ميسوم عرضًا حكواتصاي للأطفال والعائلات، وكان عنوان العرض من حكايات كليلة ودمنة لابن المقفع "الأسد والجمل".

وعلى مدار أربعة أيام تستمر الفعالية، في الشوارع والأزقة والدروب القديمة التي تحكي تاريخ الباهية وهران، ليلتقي الفنانون وممارسي المسرح مع أهل المدينة، في فضاءات مفتوحة حيث لا خشبة ولا إضاءة ولا سينوغرافيا ولا ديكور، بل ديكورها وجمالياتها يتمثل في سحر وعبق مدينة وهران، هندسة مبانيها، فضاءاتها الرحبة.

كما برمجت التظاهرة  لأول مرّة عروضًا داخل المقاهي والقطارات من بينها القطار المتوجه من وهران إلى الجزائر العاصمة، والقطار المتوجه إلى مدينة سيق التابعة لولاية معسكر، إضافة إلى عروض ببلديات مجاورة.

30 عرضا خارج القاعات المغلقة

وعن التظاهرة يقول مراد سنوسي مدير مسرح وهران الجهوي إنّ "البرنامج يقوم على 30 عرضًا تقدمه جمعيات فنّية أغلبها من وهران، إضافة إلى ثلاثة فرق من سيدي بلعباس وفرقة تضم ممثلين من الجزائر ومستغانم، وفرقة قادمة من عين الصفراء بولاية النعامة جنوب غربي البلاد".

ويضيف سنوسي في حديث صحفي أن "التظاهرة ستجوب أعرق الأحياء بوهران مثل كورنيش جبهة البحر الشهير، حي الدرب، ساحة أول نوفمبر، حديقة سيدي امحمد، الحديقة المتوسطية، إضافة إلى عروض خارج المدينة ببطيوة وسينار، ولأول مرّة ستكون هناك تجربة مسرح الارتجال بالمقاهي. "

 ووفق مدير مسرح وهران "الانطلاقة كانت مبنية على فكرة أنّ مسرح الشارع بدأت خوضه بعض الجمعيات والتعاونيات في بعض الولايات، لكن بصفة معزولة، لذلك تقرر تنظيمه من خلال احتكاكهم ببعض ممارسيه من العاصمة، وتم تجريبه مرّتان بوهران".

 ويتابع قوله: "قلنا لا يجب أن يبقى نشاطًا معزولًا، بل ستنظم له أيام مسرحية وإذا نجحت المبادرة، سيكون له انتشار مع الوقت في مختلف ولايات الجزائر، لاسيما وأن بلادنا متأخرة في هذا النوع من المسرح، الذي يخرج إلى الشارع ويلتقي الجمهور".

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات