قصفت روسيا العاصمة الأوكرانية كييف بالصواريخ في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد للمرة الأولى منذ ما يزيد على شهر، في حين قال مسؤولون أوكرانيون إن هجوما مضادا في ساحة المعركة الرئيسية في الشرق استعاد نصف مدينة سيفيرودونيتسك.
وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من على بعد أميال بعد الهجوم على منطقتين نائيتين من كييف. وقالت أوكرانيا إن القصف أصاب ورشة لإصلاح عربات القطار بينما قالت موسكو إنها دمرت عتادا جرى إرساله إلى أوكرانيا من دول في أوروبا الشرقية.
وكتب مستشار الرئاسة الأوكراني ميخائيلو بودولياك على تويتر "لجأ الكرملين إلى هجمات خبيثة جديدة. الضربات الصاروخية اليوم على كييف ليس لها سوى هدف واحد هو قتل أكبر عدد ممكن".
وقالت أوكرانيا إن روسيا نفذت الضربة باستخدام صواريخ بعيدة المدى تطلق من قاذفات ثقيلة على مسافات بعيدة مثل بحر قزوين، وهو سلاح أثمن بكثير من العتاد الذي زعمت روسيا إصابته.
وقالت الشركة المسؤولة عن الطاقة النووية الأوكرانية إن صاروخ كروز روسيا انطلق على مستوى "منخفض جدا" فوق ثاني أكبر محطة للطاقة النووية في البلاد. وهذا هو أول هجوم كبير على كييف منذ أواخر أبريل/نيسان عندما أسفرت ضربة صاروخية عن مقتل صحفي. وشهدت الأسابيع الماضية تركيز روسيا لقدرتها التدميرية بشكل أساسي على خطوط المواجهة في شرق وجنوب أوكرانيا، على الرغم من أن موسكو توجه من حين لآخر ضربات في أماكن أخرى فيما تسميه حملة لتقويض البنية التحتية العسكرية الأوكرانية ومنع شحنات الأسلحة الغربية.
وانصب تركيز روسيا في الأسابيع الماضية على مدينة سيفيرودونيتسك الصناعية الصغيرة في شرق أوكرانيا حيث تشن واحدة من أكبر المعارك البرية في الحرب في محاولة للسيطرة على إحدى منطقتين نيابة عن وكلاء انفصاليين.
وبعد تقهقر منتظم في المدينة خلال الأيام الماضية، شنت أوكرانيا هجوما مضادا هناك تقول إنه فاجأ الروس. وقال سيرهي جايداي حاكم منطقة لوغانسك التي تقع بها سيفيرودونيتسك إن القوات الأوكرانية، بعد استعادة جزء من المدينة، تسيطر الآن على نصفها وتواصل دفع الروس للتقهقر. ويقول الجانبان إنهما أوقعا خسائر كبيرة في الأرواح في سيفيرودونيتسك، وهي معركة يمكن أن تحدد الطرف المستعد لخوض حرب استنزاف على مدى الأشهر المقبلة.
وفي إشارة أخرى إلى أن أوكرانيا أوقفت التقدم الروسي، قال جايداي إن عمليات الإجلاء استؤنفت من الجزء الخاضع لسيطرة كييف من مقاطعة لوغانسك اليوم الأحد وإن 98 شخصا نجوا بأنفسهم. وتحاول القوات الروسية منذ أسابيع قطع الطريق الرئيسي لتطويق القوات الأوكرانية هناك. وكانت عمليات الإجلاء توقفت الأسبوع الماضي بعد مقتل صحفي في قصف.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية اليوم الأحد إن الهجمات الأوكرانية المضادة على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية ستقلل على الأرجح من زخم العمليات التي حققت فيها القوات الروسية مكاسب من قبل.
وأضافت أن روسيا تنشر مقاتلين انفصالين ليسوا مجهزين بعتاد وأسلحة قوية في المدينة للحد من المخاطرات التي تخوضها قواتها النظامية.
وفي دونيتسك المجاورة، التي تسعى موسكو أيضا للسيطرة عليها نيابة عن انفصاليين موالين لها، تتقدم القوات الروسية في الأيام القليلة الماضية في مناطق إلى الشمال من نهر سيفيرسكي دونيتس قبل ما تتوقع أوكرانيا أن يكون هجوما على مدينة سلوفيانسك الرئيسية.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 11 في قصف روسي على المنطقة خلال الليل.
وقالت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إنها سترسل أنظمة صاروخية جديدة ومتقدمة متوسطة المدى إلى أوكرانيا والتي تأمل كييف في أن تساعد في ترجيح كفتها في الصراع. واستبعدت واشنطن إرسال ذخائر طويلة المدى وتقول إن كييف تعهدت بعدم ضرب أهداف داخل روسيا.
وفي مقابلة مع التلفزيون الرسمي الروسي، هوّن الرئيس فلاديمير بوتين من تأثير تلك الأنظمة الصاروخية المتقدمة التي وعدت بها واشنطن أوكرانيا الأسبوع الماضي، وحذرت واشنطن من مغبة إرسال صواريخ بعيدة المدى.
وقال بوتين إن الصواريخ التي وعدت بها واشنطن حتى الآن يمكن مقارنتها بأسلحة تعود إلى الحقبة السوفيتية، وكانت أوكرانيا تمتلكها بالفعل، مضيفا "هذا ليس بالأمر الجديد. إنه لا يغير أي شيء من حيث الجوهر". وقال إنه إذا سلمت واشنطن صواريخ بعيدة المدى، فإن بلاده "ستقصف تلك الأهداف التي لم نبدأ في ضربها بعد". كما نفى تأثير الطائرات الغربية بدون طيار، قائلا إن روسيا "تقضي عليها بسهولة بالغة".
وانتقدت كييف بشدة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس السبت بعد أن قال إن المهم عدم "إهانة" موسكو. كما انتقدت ما اعتبرته ضغطا من بعض الحلفاء الأوروبيين لدفعها للتخلي عن جزء من أراضيها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في تغريدة ردا على تصريحات ماكرون "الدعوات لتجنب إهانة روسيا ليست سوى إهانة لفرنسا ولكل دولة أخرى تطالب بذلك".
تعليقات الزوار
لا تعليقات