أخبار عاجلة

بوتين يهين مجددا ماكرون المعتادَ على "التعالي" على جنرالات الجزائر

لم يتخلَ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن هوايته في "إهانة" رؤساء فرنسا حتى في إحدى أسوأ الأزمات التي تعرفها أوروبا والتي تهدد جديا باندلاع نيران أول مواجهة عسكرية مباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي "النيتو" من من جهة وروسيا من جهة أخرى، إذ لم يتوانَ ساكن "الكرملين" عن خرق عدة بروتوكولات عند استقباله نظيره ساكنَ "الإيليزي" الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي أتى سعيا لبحث سبل تخفيف التوتر.

واضطرت باريس للتخلي عن موقعها كدولة توصف بـ"المتعالية" عندما يتعلق الأمر بتعاملها مع العديد من دول العالم الثالث وخاصة دول القارة الإفريقية، اتصبح الطرف الذي يتعرض لـ"الإهانة" التي بدا وكأن بوتين تعمدها عن سبق إصرار وترصد، وكانت البداية باستقباله الرئيس الفرنسي أمام عدسات الكاميرات دون الاقتراب منه، وظل بعيدا عن نظيره لأمتار أكثر مما تتطلبه الإجراءات الاحترازية المتعلقة بجائحة كورونا، رغم أن هذا الأخير ظل يرتدي الكمامة.

وطلب بوتين من ماكرون الجلوس في أقصى طرف طاولة بيضاء طويلة بينما جلس هو في الطرف المقابل، في مشهد بدا وكأنه يشي بـ"التباعد" الكبير الحاصل في المواقف حول موضوع أزمة أوكرانيا بين موسكو والاتحاد الأوروبي، وإمعانا في خطابه المتعالي أخذ بوتين "يُملي" على ماكرون كيف يجب أن يتصرف ليتمكنا من التواصل، إذ اعترض على جلوس مترجم بقربه وطلب منه استعمال السماعة الخاصة بالترجمة الفورية.

لكن هذا المشهد لم يكن إلا الجزء الأول من مسلسل الإهانات، إذ ما سيحدث بعد الاجتماع الذي جرى أمس الاثنين وامتد لست ساعات، كان أكثر إثارة للانتباه، فإثرَ الندوة الصحفية التي شارك فيها الرئيسان لم يُكلف بوتين نفسه عناء انتظار ماكرون للخروج معا من القاعة كما يقتضي ذلك البروتوكول، بل أمام عدسات الكاميرات تركه خلفه وغادر بينما كان الثاني لا يزال مشغولا بجمع ملفاته وقد بدت عليه علامات الإحراج.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي "يُهين" فيها بوتين رئيسا فرنسيا، ففي 2007 ظهر الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي في ندوة صحفية تلت لقاءه بنظيره الروسي على هامش قمة مجموعة الثمانية في موسكو وهو في وضع غير طبيعي، وحينها فسر كثيرون الأمر بأنه أفرط في شرب الكحول، ولم تظهر الحقيقة إلا في عام 2017، حين كشفت تقارير عن أنه كان تحت تأثير الصدمة بعد أن تعرض للتهديد بـ"السحق".

وقالت تلك التقارير إن ساركوزي انتقد لجوء روسيا إلى الحل العسكري في الشيشان باعتباره خيارا دمويا، وأدان اغتيال الصحافية آنا بوليتكوفسكايا، ليخاطبه بوتين قائلا " إن بلدك بهذا الحجم (الصغير) وبلدي بهذا الحجم (الكبير)، والآن أنت أمام حلين، إما أن تستمر في الحديث بهذه اللهجة وعندها سأحطمك، وإما أن تغير أسلوبك، وعندها بإمكاني جعلك ملكا على كل أوروبا".

 

 


اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات