تُعْقَدُ  القمم العربية لأجل تدارس سبل تحقيق  أهداف الجامعة العربية التي نذكر منها  الأهداف الستة الأساسية :

1)    توثيق الصلات بين الدول  العربية .

2)    الحفاظ على استقلال الدول العربية .

3)    تنسيق الخطط والسياسات بين أعضاء الجامعة  العربية .

4)    تحقيق التعاون في الشؤون  الاقتصادية والثقافية  والاجتماعية والصحية وغيرها  بين أعضاء الجامعة .

5)    النظر بصفة  عامة في شؤون  البلاد  العربية  ومصالحها .

6)    التعاون مع الهيئات  الدولية لكفالة  الأمن والسلام وتنظيم  العلاقات الاقتصادية والاجتماعية .

أولا : عسكر الجزائر الجَهَلَةُ يستهلون إعداد القمة العربية في بلادهم بقطع  العلاقة مع دولة عربية !!!

كعادتهم  تسلك  المافيا  الحاكمة  في الجزائر سلوكات  تسير دائما  في  اتجاه  معاكس  لمنطق  البشرية  جمعاء ، مثلا  أنفقوا  ملايير الملايير من  الدولارات  على  مرتزقة  البوليساريو الانفصاليين  طيلة  46  سنة  ولا يزالوا  ينقفون  عليهم والشعب  الجزائري  في  حاجة  لبضعة  مئات من  ملايين  الدولارات  لضمان  معيشة  كريمة  لكن  المافيا  الحاكمة  تختار سياسة  تجويع  الشعب  الجزائري  الذي  فرضت  عليه  أن يكون  نموذجا  عالميا  للشعب  المذلول  الحقير ، وأن يكون  شعب  المليون  طابور لاقتناء  بعض المواد  الغذائية  المفقودة  في  الجزائر دون  غيرها  من  دول  العالم . وكذلك  نجدهم  يسيرون  عكس  المنطق  البشري  حينما  يقطعون  العلاقة  مع  المغرب في غشت 2021  وهم  يجهلون  أن  الدورة  التالية لمؤتمر  القمة  العربية  ستكون  عندهم  في  الجزائر  في  أوائل عام  2022  أي بعد بضعة  شهور  من  قطع  علاقتهم  مع  المغرب  !!!!

تساؤلات  مشروعة :  هل يعقل أن  حاكما  لدولة  عربية   يعلم  جيدا  أنه  سيستضيف في بلاده  قمة  للدول  العربية  في  مارس  2022  ويقوم  بقطع  علاقته  الدبلوماسية  مع  دولة  عربية  في أواخر  شهر  غشت  2021  أي قبل  ذلك  بستة  أشهر ؟ فهل  من شروط   تحقيق  مسار  العمل  العربي  المشترك   قطع العلاقة  مع  دولة  عربية  عضو  مهم  من  أعضاء  الجامعة  العربية  ؟  وهل  نية  حكام  الجزائر  ( عسكر ومدنيين )  لعقد  قمة  عربية عندهم هي الاشتغال  قدر الإمكان  من  أجل  تحقيق  ولو جزء قليل  جدا  من أهداف  الجامعة  العربية  أم  الاشتغال  بحماقة  وصبيانية  ونزق  ضد  تحقيق  هذه  الأهداف  مهما  كلفهم  ذلك  من ثمن  عندما  يحل  موعد  عقد  القمة  عندهم  حتى  ولو  كان  ذلك على حساب  كرامة  الشعب  الجزائري الذي  أصبح  حكامه  يَـتَـسَـوَّلُونَ  أمام  أعتاب  بعض الدول  العربية  الفاعلة  في  الجامعة  العربية  لمساعدتهم  من  أجل إنجاح  هذا  المؤتمر ؟  وهل  للمافيا  الحاكمة في الجزائر نظرة  مستقبلية  أم أنهم  يسيرون  كالعميان  يخبطون  يمينا  ويسارا  بلا عقل ولا بصيرة ؟

 إن  الشعب  الجزائري  الحر - وليس  شعب  بومدين  الحلوف -  بريء  مما  يتخبط  فيه  حكامهم  و يأبى  لنفسه  أن  تسقط  جزائرهم   في  هذه  الصبيانيات  التي  تُمَرِّغُ  كَرَامَةَ  شعب  برمته  في  الوحل  بسبب  عقلية  العسكر  الجاهل  وتصرفاته  الهوجاء .

ثانيا : حينما قررت المملكة المغربية - بكل شجاعة - إرجاء حقها في تنظيم دورة عادية للقمة العربية لعام 2016.

لا يمكن أن ننسى أبدا  شجاعة  المملكة  المغربية  حينما  فاجأت العرب  والعالم كله  بقرارها إرجاء حقها  في  تنظيم الدورة  العادية  للقمة  العربية  لعام  2016 لأن المغرب كان يعلم علمَ  اليقين  بحال  الوضع  العربي  وبأدق  جزئيات  العلاقات  بين  الدول  العربية ، فقد نقلت  وقتها  وكالة الأنباء المغربية  الرسمية  بيانا لوزارة الشؤون الخارجية المغربية  مما  جاء  فيه " أنه تم اتخاذ هذا القرار طبقا لمقتضيات ميثاق جامعة الدول العربية، وبناء على المشاورات التي تم إجراؤها مع عدد من الدول العربية الشقيقة، وبعد تفكير واعٍ ومسؤول، ملتزم بنجاعة العمل العربي المشترك، وبضرورة الحفاظ على مصداقيته"...وأضاف البيان: "نظرا للتحديات التي يواجهها العالم العربي اليوم، فإن القمة العربية لا يمكن أن تكون غاية في حد ذاتها، أو أن تتحول إلى مجرد اجتماع مناسباتي"، وتابع أن "الظروف الموضوعية لا تتوفر لعقد قمة عربية ناجحة، قادرة على اتخاذ قرارات في مستوى ما يقتضيه الوضع، وتستجيب لتطلعات الشعوب العربية".واعتبرت  الخارجية المغربية أنه "أمام غياب قرارات هامة ومبادرات ملموسة يمكن عرضها على قادة الدول العربية، فإن هذه القمة ستكون مجرد مناسبة للمصادقة على توصيات عادية، وإلقاء خطب تعطي الانطباع الخاطئ بالوحدة والتضامن بين دول العالم العربي". وأضاف البيان : " إن العالم العربي يمر بمرحلة عصيبة، بل إنها ساعة الصدق والحقيقة، التي لا يمكن فيها لقادة الدول العربية الاكتفاء بمجرد القيام، مرة أخرى، بالتشخيص المرير لواقع الانقسامات والخلافات الذي يعيشه العالم العربي، دون تقديم الإجابات الجماعية الحاسمة والحازمة، لمواجهة هذا الوضع سواء في العراق أو اليمن أو سوريا التي تزداد أزماتها تعقيدا بسبب كثرة المناورات والأجندات الإقليمية والدولية...( انتهى  بيان وزارة  الخارجية  المغربية حول إرجاء  حق المغرب في  عقد  القمة العربية العادية  لسنة  2016 )... 

ثالثا : حينما فكرت  العصابة  الحاكمة في الجزائر عقد قمة عربية في الجزائر في سنة  2022 :

•       ستنعقد  القمة  العربية  في  الجزائر في مارس 2022 .
•       تأجل انعقاد القمة  العربية  حسب  بيان للأمانة العامة للجامعة العربية .
•       إلغاء انعقاد القمة  العربية في الجزائر والجامعة  العربية تبحث عن دولة  أخرى لانعقادها  غير الجزائر
  

هذه  عناوين  اللغط  القائم  حول  انعقاد قمة  جامعة  الدول العربية  في الجزائر والسبب  الجوهري  في غموض  انعقاد هذا  المؤتمر أو عدم  انعقاده  يكمن في الجهل  المُطْبِق لكابرانات  فرنسا  بالوضع  الدقيق  الذي  تعيشه  الدول  العربية  فيما  بينها ، أو  فيما  بين  بعضها  ودول  أخرى  غير عربية  مثل  علاقة  حكام  الجزائر  مع  إيران  مثلا ... حكام  الجزائر  جَهَلَةٌ  بالوضع  الداخلي  في  الجزائر  فكيف  سيعرفون  دقائق  الأمور في  كافة  الوطن  العربي ؟

رابعا : انعقاد القمة العربية في الجزائر أصبح كابوسا يؤرق كابرانات فرنسا :

كعادة  المافيا  الحاكمة  في الجزائر ( عسكر  ومدنيين )  وفي إطار الديماغوجية  الحُنْجُورِيَةِ  التي  يتخذونها  منهجا  وَرِثُوهُ  من  أبيهم  الروحي  المقبور  بومدين ، سارعوا إلى إطلاق  صيحات  وصراخ  يصم  الآذان في أبواق  مزابلهم  الإعلامية  بأنهم  بصفتهم  القوة  الضاربة في المنطقة  المغاربية  سينظمون قمة عربية  قال عنها  رمطان  لعمامرة  "  بأن الجزائر ستعمل على جعل القمة العربية المقبلة التي ستتشرف باستضافتها محطة فارقة ومنارة مضيئة لمسار عملنا العربي المشترك مع توفير كافة شروط نجاح هذا الاستحقاق العربي الهام " قال ذلك في كلمته خلال الدورة العادية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري التي عُقِدَتْ  بالقاهرة  في 9 شتنبر 2021  أي بعد  قطع  العلاقة مع  المغرب بأسبوعين  على الأكثر ، إنهم  مجانين  حقا ، فأنتم  - أيها  الجهلاء - تتبجحون  بأنكم  ستتشرفون  باستضافة  قمة  عربية  ستكون  محطة فارقة ومنارة مضيئة  ولَمْ  يَجِفَّ  بعدُ  حِبْرُ قرار قطع  علاقتكم  مع  المغرب !!! فهل  من شروط  نجاح  الاستحقاقات  العربية  اتخاذ  قرارات  تضرب  مسار العمل  العربي  المشترك  في  الصميم  على رأسها  قطع  العلاقة  مع  دولة  عربية والدفاع  عن مصالح  إيران  المجوسية  عدوة  الدول  العربية  السنية  المالكية ، والتصريح  المباشر بالدفاع  عن حلفاء إيران في  المنطقة  العربية  أمثال  الحوتيين  في  اليمن  وحزب  الله  الإرهابي  في  لبنان  ؟  إنكم  مجانين  بدون  شك .

• حكام  الجزائر يجهلون  الحالة  الراهنة  للعالم  العربي  كما يجهلون مكانتهم  الحقيقية  في نظر العالم :

كم  أُعْجِبَ  ساسةُ  العربِ  والعالم أجمع  بحكمة  المغرب حينما  رفض  بكل شجاعة عقد  قمة  2016 عنده  وعَدَّدَ  المبررات  الموضوعية  لقراره  الذي  اعْتُبِرَ غريبا  لحظةَ  سماعه  لكنه  أصبح  بعد  ذلك  تعبيرا عن حصافة  العقل  والتدبير السياسي  على  المستوى  العربي ، في  حين  نشاهد  اليوم  ونحن  في  2022  اللغط  الذي  أثاره  حكام  الجزائر  حول  استضافتهم  المحتملة  لقمة  عربية ،  لغطٌ  ينبع من جهلهم  المُطْبِق بحقيقة  الوضع الراهن  للعلاقات  بين  22  دولة عربية  ( 22 دولة  عربية  في  الجامعة  حسب  الموقع  الرسمي  لجامعة الدول  العربية )  وهذا  الجهل  المُطْبِق بحقيقة  الوضع  الراهن  بين  دول  الجامعة  العربية  نابع  من غياب  المافيا  الحاكمة  في  الجزائر عما  يجري  حقيقة  بين  الدول  العربية  إلا  فيما  يخص  حشر  أنوفهم  في  شؤون  بعض  الدول  العربية  أو  البحث  عن  كل  ما  يمكنه  أن  يزعزع  استقرار هذه  الدول  العربية  والإفريقية   مثل  نشر الإرهاب  المافيوزي  في  منطقة  الساحل  والصحراء و تدخلهم  في  شؤون  المغرب الداخلية  لحد  دعم  حركة  انفصالية   طيلة  46  سنة ، أو تدخلهم  في  شؤون  الفرقاء  في  ليبيا  وتحطيم  أي  بادرة  لتوحيدهم ، وكذلك  تدخلهم  في  الشؤون  التونسية  حتى أصبحت  تونس  اليوم  دولة  استبدادية  بعد أن كانت  يُضْرَبُ  بها  المثل  في  الاستقرار  والديمقراطية  نسبيا ،  وتدخلهم  في  شؤون  موريتانيا  باستمالة  العسكر  الحاكم  فيها  ودفعهم  إلى  معاداة  المملكة  المغربية  بشراء  ضمائر  عسكر  موريتانيا ، وقد  ظهرت  نتائج  ذلك  فورا  بإطلاق  سراح  الحاكم المجرم  السابق  المدعو  محمد ولد  عبد  العزيز من  سجنه  وطي  ملفه  الإجرامي  نهائيا  لأن  ذلك  كان  شرطا  أساسيا  من  شروط  الرشوة  التي  تلقاها  مؤخرا العسكر الحاكم  في موريتانيا  ...   

• حكام  الجزائر  ينظرون  للجامعة  العربية  بنفس  نظرتهم لاتحاد المغرب  العربي :

في  المنطقة  المغاربية : لا يمكن أن ينسى  المغاربيون  من ليبيا  إلى  موريتانيا ترويج  حكام  الجزائر  بعد  تعيين  تبون حاشاكم  رخيصا  للجزائر ، الترويج  لإقامة  اتحاد  مغاربي  بدون  دولة  المملكة  المغربية !!!!  وقد  دفع  حكام  الجزائر  المدعو راشد الغنوشي  رئيس البرلمان  التونسي  أن  يصرح  بالدعوة  إلى  فتح الحدود  بين  تونس والجزائر  وليبيا وتبني عملة واحدة ومستقبل واحد لشعوب البلدان الثلاثة ، قال  الغنوشي هذا  الكلام  في  شهر  فبراير 2021  وهو لا يدري  المسكين  أنه  سيتم  تجميد  مهمته  في  شهر يوليوز أي بعد  خمسة أشهر من  تصريحه  حيث  انقلب  عليه  رئيس  تونس  الانقلابي  قيس سعيد  في  26  يوليوز 2021  كان ذلك  بالتزامن  في تونس  مع تظاهرات طالبت بإسقاط الحكومة والبرلمان تضمَّنت هجمات عنيفة على مقرات حركة النهضة  حزب الغنوشي  نفسه و صاحب  أكبر تكثل  في البرلمان التونسي، خرج الرئيس التونسي قيس سعيد على شاشات التليفزيون مُحاطا بمجموعة من القيادات الأمنية والعسكرية في قصر قرطاج، ليُعلن عن  تجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه، وإقالة رئيس الوزراء ، على أن يتولَّى هو نفسه السلطة التنفيذية بالتعاون مع رئيس حكومة يُعيِّنه هو وليس البرلمان كما ينص الدستور على  ذلك ، فضلا عن إعلان ترؤسه للنيابة العمومية بدعوى "متابعة ملفات تمس أمن البلاد".... وفور هذا  الانقلاب  على الديمقراطية  النسبية  في  تونس  زار  قيس  سعيد  الجزائر  حيث  أدى  فروض  الطاعة  والولاء  لكابرانات فرنسا وعاد إلى تونس ببعض (  البقشيش )  ومنذ ذلك  الوقت  أصبحت  تونس  في  جيب  كابرانات  فرنسا  يلعبون  بها  كما يشاؤون  يدفعون  رئيسها  الانقلابي  إلى  تبني  سياسة  العسكر  الحاكم  في  الجزائر  مقابل  مبالغ  مالية  افتراضية لإنقاد  انهيار  دولة  كان  اسمها  تونس  الخضراء  وقد  أصبحت  اليوم  تسمى  محافظة  من  محافظات  الجزائر  المنكوبة  ، لايزال  هذا الجدل  قائما  حول هذا  القرض  أو المنحة  إلى الأن  مثلا : " الجدل القائم لحد الساعة بين  التوانسة  حول توصل وعدم توصل تونس بما  صرح به  تبون  حاشاكم  بأنه  أعطى لدولة تونس 300 مليون دولار يعترف بعض  التونسيين أنهم  توصلوا بها  بينما  يرد  عليهم آخرون  بأنهم لم  يتوصلوا بأي شيء ، وكل  جماعة  تدلي بالحجج  والبراهين  على  كلامها ،  وتونس  اليوم  تلاحقها  دعوات  أوروبية  للتخلص  من  التبعية  للمافيا  الحاكمة  في  الجزائر مثل إعراب أعضاء البرلمان الأوروبي عن قلقهم العميق من أن السلطات مركزة بشكل كبير في يد الرئيس ودعوتهم  لقيس سعيد  إلى احترام سيادة القانون ، كما أكدوا أنه يجب الحفاظ على الدستور والإطار التشريعي وأن تونس بحاجة إلى برلمان شرعي يعمل بشكل جيد أو  بتعبير آخر  (يجب استعادة الاستقرار المؤسسي في أقرب وقت ممكن واحترام الحقوق والحريات الأساسية).... وبالنظر إلى ما جاء  في دعوات  البرلمان  الأوروبي  حول  الوضع  السياسي  في  تونس  نجدها  تنطبق  حرفيا  على  سلطة  العسكر  الحاكم  في  الجزائر أيضا ...

أما  بخصزص  الدعوة إلى قيام  اتحاد مغاربي  بدون  المغرب  فقد  قفز  كابرانات  فرنسا  في الجزائر على  ليبيا  بحكم  عدم  الاستقرار  فيها  وبحكم  أن  عسكر الجزائر لا يستطيع  الخوض  في  هذا  الملف لأنه  في  يد  الدول  العظمى  التي لا  يستطيع  عسكر  الجزائر  الاقتراب  منها ، لذلك  نزلوا  على  موريتانيا  وفعلوا  بها  ما فعلوا  بتونس  وهكذا  أصبح  تصور  إقامة  اتحاد لمغرب عربي مكون من  عسكر الجزائر+ عسكر موريتانيا + محافظة تونس  الجزائرية ، واستبعاد  العدو  الكلاسيكي (المغرب)  واستبعاد  ليبيا  أيضا  لأن  لهيب  نيرانها  في  يد الدول  العظمى ، لذلك  فعسكر  الجزائر  يعتدي  على  شعوب  الدول  المغاربية  التي تعيش  وضعا  سياسيا  مضطربا ( تونس + موريتانيا )  مثل  الجزائر  ويمكن  شراء  ذمة  حكامها  ببضعة  مئات من آلاف الدولارات  ، وهكذا  نجح  عسكر الجزائر  في  ضم  تونس  وموريتانيا  إليهم  لتوسيع  دائرة  السلطة  الاستبدادية  المافيوزية  في  المنطقة  المغاربية ، سلطة  مافيوزية  من ثلاث  دول هي  سلطة الجزائر  العسكرية  وسلطة  تونس الاستبدادية  وسلطة  موريتانيا  العسكرية وكلهم  أصبحوا  اليوم  يشكلون  وحدة  مافيوزية  في  شمال  إفريقيا ...

على الصعيد  العربي  في أفق عقد  القمة  العربية  في  الجزائر :  أصبحت  جولات  رمطان لعمامرة  المكثفة  إلى الدول  العربية  موضوعا  لا تخلو  منه  أخبار  وسائل  مزبلة  الإعلام  الرسمي  الجزائري ، فعندما  بدأ  عسكر الجزائر  في  إطلاق  الديماغوجية  الحُنْجُورِيَة  باللغط  حول  عقد  قمة  عربية  في  الجزائر  ( ملاحظة : هذا  اللغط  الحُنْجُورِي  موجه  بالأساس  للداخل  المضطرب  سياسيا  ومعيشيا  خاصة  محاولة  تغطية  حالة   الجوع  المنتشر  في الجزائر المفضوح  بما  أصبح  يعرف  بالمليون طابور ) ، وقد  نهجت  دبلوماسية  المافيا  الحاكمة  في  الجزائر مع  الدول  العربية  نفس  منهجها  في  التعامل  مع  دول  المنطقة  المغاربية  أي الاعتماد على  المنهج  الاقصائي  لبعض  الدول  العربية  بداية  بقطع  العلاقة  مع المملكة  المغربية ، لكن دول الخليج  سبقت  الحملة الدعائية لكابرانات فرنسا  لعقد  القمة  المفترضة عندهم وعقدوا  اجتماعا  لمجلس  التعاون  الخليجي أصدروا  فيه  بيانا  يؤكد  على مغربية  الصحراء  في إشارة  استباقية  من دول  الخليج  صفعت  بها  حكام  الجزائر للمرة  الألف وهو تنبيه  مسبق لحكام الجزائر بأن  لا يفكروا  في  استغلال  انعقاد  القمة  عندهم  لطرح  موضوع  الصحراء  المغربية ،  وبأن أي  اجتماع  للدول  العربية  كيف ما كان  نوعه  أو حجمه  حتى  ولو  كان على صعيد  أصغر  الجمعيات  والمنظمات  والهيئات  التابعة  للجامعة  العربية  يجب  أن  ينطلق من  الإجماع  العربي  على  مغربية  الصحراء ، بعد  ذلك  تلقى  العسكر الحاكم في  الجزائر صفعة  مدوية أخرى من  الجامعة  العربية  حيث  نشرت  خريطة  لدول  العالم  العربي  معززة  بدعوة  جميع  الدول  العربية  إلى  اعتمادها ، وتكمن  الصفعة  في  كون  المغرب  في  هذه  الخريطة  كاملا  بأقاليمه  الجنوبية  أي  الصحراء  المغربية  ، ولم  يتورع  حكام  الجزائر في تأويل  قراءة  خريطة  الجامعة  العربية  حيث  زعموا  أن  الخريطة  حذفت  الحدود  وذلك  يعني  أنها  تشمل  جمهورية  الوهم  والسراب  الصحراوي ، لكن  المتفقهين  في قراءة  المناشير في  مستوى  مناشير  الجامعة  العربية  دخلوا  للموقع  الرسمي  للجامعة العربية  وتفحصوا  بكل  إمعان  في  مساحة  كل  دولة  عربية  فوجدوا  أن مساحة  المغرب  حسب  خريطة  الجامعة  العربية المنشورة  هي 710850  كلم  مربع ، وجغرافيا  يحده  من الشرق  الجزائر  ومن  الغرب  المحيط  الأطلسي ومن الشمال  البحر الأبيض  المتوسط  ومن الجنوب  موريتانيا  ، فليس هناك  أي  تأويل  للخريطة  التي  اعتمدتها  الجامعة  العربية  إلا  حماقات  حكام  الجزائر  التي  لم  تجد  من  يداويها ..

أسئلة  هامة :  كيف  تصل  البلادة  أو  الوقاحة  بحكام  الجزائر  أن  يتحمسوا  لعقد  قمة  عربية  في  الجزائر  مباشرة  بعد أن  قطعوا  العلاقة  الدبلوماسية  مع  دولة  عربية  مغاربية  أساسية  ومحورية  في أي  عمل  عربي  وهي  المملكة  المغربية  التي  خرجت  منها  أهم  قرارات  القمم  العربية  في  تاريخ  الجامعة  العربية  وعلى  رأسها  قمتي  فاس الأولى  في 1981  والقمة الاستثنائية  الثانية  بفاس  في  1982 وهي  القمة  التي كانت  منعطفا  حاسما  في  قضية  فلسطين  والقدس  وهي  التي  خرج  منها   مشروع  السلام  العربي  مع إسرائيل الذي  يعتبر إلى  اليوم  المرجع  الوحيد  الذي  تتبلور  حوله  كل  إجراءات  حفظ  السلام  بين  العرب  وإسرائيل  والبحث عن  تحقيق  حلم  الفلسطينيين  في  إقامة  دولتهم  المستقلة  وعاصمتها  القدس  الشرقية ؟  كيف  تَجَرَّأَ  خنازيرُ  حكام  الجزائر أن  يضعوا  الشعب  الجزائري  في  حيص  بيص  وحكامهم  أغلقوا  المجال  الجوي  على  طيور  المغرب وطائراته  المدنية  والعسكرية  وفي  نفس  الوقت  يطمعون  في  عقد  قمة  عربية  تهدف إلى ما  تبجح  به  رمطان  لعمامرة  وهو  يطوف  بين  العواصم  العربية  لإقناع  بعض  قادتها  لحضور القمة  في  الجزائر ؟  فأين  تصريح  لعمامرة  من أن  المؤتمر  الشبح  والمفترض  سيكون : " محطة فارقة ومنارة مضيئة لمسار عملنا العربي المشترك مع توفير كافة شروط نجاح هذا الاستحقاق العربي الهام".؟  وهل يعقل أن  حاكما  لدولة  عربية  كان  يعلم  جيدا  أنه  سيستضيف في بلاده  قمة  للدول  العربية  في  مارس  2022  ويقوم  بقطع  علاقته  الدبلوماسية  مع  دولة  عربية  في أواخر  شهر  غشت  2021  أي قبل  ذلك  بستة  أشهر ؟ فهل  من شروط   تحقيق  مسار  العمل  العربي  المشترك   قطعُ العلاقة  مع  دولة  عربية  عضو  مهم  من  أعضاء  الجامعة  العربية  ؟

إننا  نقول  ونكرر إن  حكام  الجزائر  جَهَلَة  بالسياسة  عموما ، فهم  منغلقون  على ذواتهم  سكارى  ومسطولين  بالكوكايين  والهيرويين ، وهذا  ما  جعلهم  يتخبطون  فيما  بينهم  ويسقطون  يوميا  في  مستنقعات  الجهل  المطبق بحقيقة  الوضع الراهن  للعلاقات  بين  22  دولة  عربية  فيما  بينها ، بل  يجهلون حتى عواقب  الخطوات  المتهورة  التي  يقومون  بها ، كما يجهلون  حقيقة  الوضع  داخل  جزائر  المليون  طابور  التي  يحاولون  تغطية  فضائحها  بالزعيق  والسب  والقذف  في  حق  العدو  الخارجي  الافتراضي ، إنهم  يتحركون داخل  قصر المرادية  ويطوفون  حول  موائده  كالحمير  التي  تدور  حول  الطواحين  بعيون  مغطاة  لاترى إلا  تحت  أقدامها  في  حين  أن  رؤساء  العالم الحكماء  يحيطون  أنفسهم  بمستشارين  متخصصين  في  كل  صغيرة  وكبيرة  ليكونوا على دراية  بدقائق  ما  يجري  في كل  بقاع  العالم  وليس ما يجري  في  جوارهم  فقط  ، في حين نجد  كابرانات  فرنسا  في  الجزائر مهووسين  بالمغرب  كأنه  قنفوذ شائك  عالق  في  حناجرهم ، تاركين  الشعب  الجزائري  يعيش  معيشة  الذل  والمهانة بينما  هم  يبحثون  عن  الفرقعات  الإعلامية  الفارغة  ويشترونها  بملايين  الدولارات  والشعب  الجزائري  أحوج  من  غيره  إليها ...

فرغم  أن الأمين العام  المساعد للجامعة  العربية  السيد حسام زكي قد صرح  قبل أيام  فقط  عن إرجاء القمة الدورية السنوية للجامعة على مستوى القادة، للعام الثالث على التوالي، والتي كانت مقررة بالجزائر في 22 مارس 2022 لدواع صحية تتعلق بجائحة فيروس كورونا. وأنه بالتشاور مع دولة الاستضافة وهي الجزائر، كان لديهم تفضيل أيضا (لتأجيل القمة) لأن هذه الفترة تشهد ارتباكا بسبب وضع كورونا". مضيفا "أستطيع أن أقول بكل اطمئنان (..) لا توجد أسباب سياسية لهذا التأجيل، ولكن يمكن الاستفادة به لتحسين المناخات السياسية". ولم يكشف زكي عن الموعد الجديد للقمة العربية." رغم  هذا  التصريح للأمين العام  المساعد للجامعة  العربية  السيد حسام زكي ، فإن كابرانات فرنسا  سكتوا  عن  الموضوع  خاصة  بعد  الزيارة  الفاشلة  لعبد المجيد حاشاكم  لمصر التي احتار  كثير من  المحللين  السياسيين في  إطارها  لكنهم  اتفقوا  جميعا  أنها  تدخل في  باب  التَّسَـوُّلِ  أمام  أعتاب  الدول  العربية  الفاعلة  في  الجامعة  العربية  مثل  زيارة  لعمامرة  للسعودية والإمارات  وقطر  حيث  تمرغ  أمام  الأعتاب  الشريفة  لهذه  الدول  مستعطفا  إياها  بأن  تساعد  السلطة  المافيوزية  في  الجزائر  على  إنجاح  عقد  هذه  القمة  في  الجزائر  لأنها  أصبحت  كابوسا  يؤرق  عسكر  فرنسا  الحاكم  في  الجزائر لأنهم  وجدوا  أنفسهم  في  عزلة  على  المستوى  العربي  وقد  لَـفُّـوا  حول  أعناقهم  حبل  الشقاق  الذي  يزيد  في  خنقهم  يوما  بعد  يوم  من  خلال  سياستهم  الهوجاء  التي  وضعت  الشعب  الجزائري الحر  في  محنة  المعاناة  مع  الصورة  المشوهة  للجزائر  التي  ينشرها  حكامهم  الأذلاء  في  ربوع  العالم  العربي  والعالم  أجمع ، إذ  اكتشف  أحرار  الشعب  الجزائري  أن  كل  الدول  العربية  مع  المملكة  المغربية  باستثناء  الجزائر وسوريا  و مجوس الحوتيين  في اليمن ، فحتى تونس وموريتانيا  لم  تعلنا  معا  عداءهما  للمغرب  وخاصة  فيما  يتعلق  بقضية  الصحراء  المغربية  ودورها  الاقتصادي  في  القارة  الإفريقية ، كما  اكتشف أحرار  الجزائر  أن  سلطة  العسكر  في  الجزائر  معزولة  عالميا  وعربيا  وأن  كل  الحركات  البهلوانية  التي  يقوم  بها  هذا  العسكر  أصبحت  مخجلة  للشعب  الجزائري  الحر  ومستهجنة  ومبتذلة  و وضيعة  بالنسبة  لصورة  الجزائر  في  العالم ، وقد يتبادر إلى الأذهان أن  العسكر الحاكم  في  الجزائر يتعمد  نهج  هذه  الحركات  البهلوانية  المستهجنة  عربيا  ودوليا ، لكن الحقيقة  هي  أن  العسكر الحاكم  في  الجزائر  قطيع  جاهل  من  البهائم  يرعى  في  خيرات  الشعب  الجزائري ننتظر من  يكنسه  من  أرض  أحرار  الشعب  الجزائري ....

سمير كرم خاص للجزائر تايمز